الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأبدية
1 -
معنى الأبدية في اللغة:
يقول ابن فارس: "الهمزة والباء والدال يدل بناؤها على طول المدة وعلى التوحش، قالوا: الأبد الدهر، وجمعه آباد..والأبْدة الفَعلة تبقى على الأبد"1.
والأبد الدائم، والتأبيد التخليد، وأََبَد بالمكان يأْبِد أي أقام به، وجاء فلان بآبدة، أي بداهية يبقى ذكرها على الأبد 2.
وقال الخليل: "وآباد الدهر طوال الدهر، والأبيد مثل الآباد"3.
فالأبد في اللغة هو الدائم، وهو يدل على طول المدة والدوام في المستقبل.
2 -
معنى الأبدية في الشرع:
لقد ورد لفظ الأبد في القرآن الكريم في آيات كثيرة تذكر التخليد في الجنة، والتخليد في النار، ومنها قوله - تعالى -:{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [النساء - 57] وآيات أخرى تذكر معنى التأبيد في أمور مختلفة نحو قوله - تعالى -: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة - 95] . يقول الإمام الطبري في معنى الآية الأولى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} : يقول: باقين في الجنات التي أعطاهموها أبداً دائماً، لهم فيها نعيم لا ينتقل عنهم ولا يزول"4.
وجميع الآيات التي ورد فيها لفظ "أبداً" كانت تدل على معنى الدوام في المستقبل وطول المدة، وبهذا المعنى جاءت بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الحوض:"ومن شرب لم يظمأ أبداً"5.
1 - معجم مقاييس اللغة 1/34 وانظر لسان العرب 3/68 المصباح المنير 1/1.
2 -
انظر: الصحاح 2/439، لسان العرب 3/68 - 69.
4 -
تفسير الطبري 7/142.
5 -
قطعة من حديث أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب في الحوض 5/2406، ح 6212، ومسلم في كتاب الفضائل باب إثبات حوض رآه صلى الله عليه وسلم وصفاته 4/1793ح 2290.
3 -
معنى الأبدية في الاصطلاح:
تعريف الأبد في الاصطلاح موافق لمعناه في اللغة والشرع، فيعرف شيخ الإسلام الأبد بقوله:"الأبد هو الدوام في المستقبل..والأبدي هو الذي لا يزال كائناً"1، وقال أيضاً:" الأبد عبارة عن عدم الآخرية"2.
ويعرفه الجرجاني بتعريف موافق له في المعنى حيث يقول: "الأبد هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل"3. كما يعرفه أيضاً بقوله: "الأبد هو الشيء الذي لا نهاية له"4.
ويذكر الرازي لفظ الأبدي على أنه من أسماء الله ويقول: "ومعناه أنه لا آخر له، ولا يصير معدوماً بعد وجوده ألبتة"5.
وفي معجم ألفاظ الصوفية: "الأبد هو ما لا نهاية له ولا آخر"6، ويجعله الصوفية اسماً من أسماء الله - تعالى - 7؛ وهذا ليس بصحيح لأنه لم يرد نص بتسمية الله - تعالى - بهذا الاسم، ولكن يخبر به عن الله، فباب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات8، ولفظ الأبد يحمل معنى الآخر الذي ليس بعده شيء.
1 - درء التعارض 2/225.
2 -
الصفدية 1/65.
3 -
التعريفات ص 27 وانظر المطالب العالية 5/105.
4 -
التعريفات ص 27 وانظر: الكليات ص 80.
5 -
المطالب العالية 3/284.
6 -
معجم ألفاظ الصوفية للدكتور الشرقاوي ص 21 وانظر المعجم الصوفي للدكتور الحفني ص 10.
7 -
معجم ألفاظ الصوفية ص21.
8 -
انظر: بدائع الفوائد 1/161.