الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلم النظري
1 -
معنى العلم والنظر في اللغة:
سبق التعريف بلفظ العلم، فهو في اللغة نقيض الجهل، وهو المعرفة1، أما النظر فيقول ابن فارس:"النون والظاء والراء أصل صحيح، يرجع فروعه إلى معنى واحد، وهو تأمل الشيء، ومعاينته"2.
وقال الخليل بن أحمد: "نظر إليه ينظر نظراً..وتقول نظرت إلى كذا، وكذا، من نظر العين، ونظر القلب"3. والنظر حس العين4.
وقال الجوهري: "النظر تأمل الشيء بالعين، وكذلك النظران بالتحريك، وقد نظرت إلى الشيء. والنظر الانتظار"5. والنظر الفكر في الشيء تقدره وتقيسه6.
فالنظر في اللغة، هو تأمل الشيء بالعين، ومعاينته، وقد يكون بالقلب، بمعنى التفكر في الشيء، كما يعني الانتظار.
ولم يرد مصطلح العلم النظري بهذا التركيب في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
2 -
معنى العلم النظري في الاصطلاح:
يقول الباقلاني في تعريف العلم النظري أنه: "ما احتيج في حصوله إلى الفكر والروية، وكان طريقه النظر والحجة، ومن حكمه جواز الرجوع عنه والشك في متعلقه"7. وقال
1 - انظر ص224من البحث.
2 -
معجم مقاييس اللغة 5/444.
3 -
العين 8/154.
4 -
انظر: لسان العرب 5/215.
5 -
الصحاح 2/830، وانظر: لسان العرب 5/215 - 216.
6 -
انظر: لسان العرب5/217.
7 -
الإنصاف ص14.
شيخ الإسلام: "العلم النظري الكسبي هو ما يحصل بالنظر في مقدمات معلومة بدون النظر"1.
والعلم النظري يعتمد على العلم الضروري، فالبرهان الذي ينال بالنظر فيه العلم، لا بد أن ينتهي إلى مقدمات ضروية فطرية، فإن كل علم ليس بضروري لا بد أن ينتهي إلى علم ضروري، إذ المقدمات النظرية لو أثبتت بمقدمات نظرية دائماً، لزم الدور القبلي، أو التسلسل في المؤثرات في محل له ابتداء، وكلاهما باطل بالضرورة واتفاق العقلاء. فإن العلم النظري الكسبي، هو ما يحصل بالنظر في مقدمات معلومة، بدون النظر، إذ لو كانت تلك المقدمات أيضاً نظرية؛ لتوقف على غيرها، فيلزم تسلسل العلوم النظرية في الإنسان، والإنسان حادث كائن بعد أن لم يكن، والعلم الحاصل في قلبه حادث، فلو لم يحصل في قلبه علم إلا بعد علم قبله؛ للزم أن لا يحصل في قلبه علم ابتداء، فلا بد من علوم بديهية أولية يبتدؤها الله في قلبه وغاية البرهان أن ينتهي إليها2.
1 - درء التعارض 3/309.
2 -
انظر: المرجع السابق نفس الجزء والصفحة.