الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأوتاد
1 -
معنى الأوتاد في اللغة:
الوتِدُ بالكسر، والوَتْد والوَدُّ، ما رز في الحائط، أو الأرض، من الخشب، والجمعأوتاد، قال الله - تعالى -:{وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} [النبأ - 7]، وقوله عز وجل:{وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ} [الفجر - 10] ، وَتَد الوَتِد وَتْداً وَتِدَة وَتَّد كلاهما ثبت1.
فالأوتاد جمع وتد، وهو الشيء المثبت، الذي به يثبت شيء آخر.
2 -
معنى الأوتاد في اصطلاح الصوفية:
جاء في اصطلاحات الصوفية: "الأوتاد هم الرجال الأربعة، الذين على منازل الجهات الأربع من العالم أي الشرق والغرب والشمال والجنوب، بهم يحفظ الله - تعالى - تلك الجهات، لكونهم محل نظره - تعالى -"2.
فالأوتاد إحدى المراتب في الترتيب الطبقي للأولياء عند الصوفية."والأوتاد قد بلغوا ووصلوا، وثبتت أقدامهم، وأركانهم، أما الأبدال فإنهم يتقلبون من حال إلى حال"3.
3 -
معنى الأوتاد عند أهل السنة:
ورد لفظ الأوتاد في القرآن الكريم، حيث أطلقه الله على الجبال التي تثبت الأرض، قال - تعالى -:{وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً} [النبأ - 7] .
1 - انظر: لسان العرب 3/444.
2 -
اصطلاحات الصوفية للقاشاني ص 17، وانظر: اصطلاحات ابن عربي ص 286، معجم الكلمات الصوفية لأحمد النقشبندي الخالدي ص16، التعريفات ص58، التوقيف على مهمات التعاريف ص102.
3 -
معجم ألفاظ الصوفية للدكتور الشرقاوي ص63.
ولم يرد عن السلف إطلاق هذا اللفظ على بعضهم. وتحديده - كما يقول الصوفية - بأربعة أشخاص لا يزيدون، ولا ينقصون، وبهم يحفظ الله جهات العالم الأربع، هو أمر مبتدع وباطل، إذ لم يرد بهذا المعنى شيء في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيه شرك بالربوبية؛ إذ أسندوا لبعض الخلق التكفل بحفظ العالم.
وأما قول فلان من الأوتاد "يعنى بذلك أن الله - تعالى - يثبت به الإيمان، والدين، في قلوب من يهديهم الله به، كما يثبت الأرض بأوتادها، وهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة من العلماء، فكل من حصل به تثبيت العلم والإيمان في جمهور الناس، كان بمنزلة الأوتاد العظيمة والجبال الكبيرة، ومن كان بدونه كان بحسبه، وليس ذلك محصوراً في أربعة ولا أقل ولا أكثر، بل جعل هؤلاء أربعة مضاهاة لقول المنجمين في أوتاد الأرض"1.
إذاً فلفظ الأوتاد فيه إجمال، قد يحمل معنى باطلاً، وهو المعنى الذي يخصصه الصوفية، وغيرهم، بأربعة أشخاص يحفظ الله بهم العالم. وقد يحمل معنى صحيحاً، بأن يعني أن العلماء كالأوتاد بهم يثبت الله العلم، والإيمان في جمهور الناس.
1 - انظر: مجموع الفتاوى11/440.