الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لفرج الله عنهم كربهم، ولكنهم جزعوا من السيف، فوكلوا إلى الخوف، ونعوذ بالله من شر البلاء " [ص:47].
•
حكايتان عن المجاوي والونيسي:
حدثني تلميذ للشيخ عبد القادر المجاوي، أن هذا الشيخ رأى ذات يوم بيده رسالة محمد عبده في التوحيد، فانتهره لنظره فيها، وأغلظ له القول في مؤلفها، فأمهله هذا التلميذ، ثم راجعه مرة أخرى فيما سمع منه، فأثنى له على الشيخ عبده، واعتذر له عما أسمعه فيه أولاً بمجاراة العامة التي كانت لذلك العهد لا تذكر بالشيخ عبده إلا الإلحاد والإفساد في الدين.
وحدثني آخر عمن حضر (زردة) بكدية عاتي من مدينة قسنطينة مع الشيخين عبد القادر المجاوي وحمدان الونيسي؛ أنهم كانوا في بيت كتان نسميه القيطون، فقام أحدهم متلهفاً أن يفوته طعام (الزردة) وبركتها، فقال له الشيخ حمدان: أي بركة فيها؛ إن طعامها حرام، ومجيئنا إليها حرام.
هذان الشيخان هما من شيوخ شيوخنا، وهما أشهر شيوخ الجزائر لعهدهما، ومن هاتين الحكايتين عنهما ترى كيف يضيع الدين وينمو المنكر. وعن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال:" إذا التمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين؛ ظهرت البدع "(36). رواه ابن وضاح في " رسالة البدع
(36) ضعيف الإِسناد: أخرجه ابن وضاح في " البدع والنهي عنها "[ص:39] بسند ضعيف، فيه: يزيد بن أبي زياد الهاشمي الكوفي " ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن "، ونعيم- وهو ابن حماد- " صدوق يخطئ كثيراً " كما في " التقريب ".
نعم، ثبت من طرق أخرى عن ابن مسعود، أنه قال: " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا =
والنهي عنها " [ص:39].
ولقد نصح من قال:
وَلَدَتْكَ إِذْ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ بَاكِياً
…
وَالْقَوْمُ حَوْلَكَ يَضْحَكُونَ سُرُورًا
فَاعْمَلْ لِيَوْمِ تَكُونُ فِيهِ إِذَا بَكَوْا
…
فِي يَوْمِ مَوْتِكَ ضَاحِكاً مَسْرُورًا
• • • • •
=
غيّرت قالوا: غيّرت السنة! ". قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؛ قال: " إذا كثرت قراؤكم، وقلّت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلّت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة ".
أخرجه الدارمي في " سننه "(1/ 64)، والحاكم في " مستدركه "(4/ 514 - 515)، وابن وضاح [ص:89]، ومن طريقه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم "(1/ 188)، وأخرجه عبد الرزاق في " مصنفه "(11/ 359 - 0 36، برقم: 20743) بنحوه أيضاً.
وسكت عليه الحاكم وصححه الحافظ الذهبي على شرط الشيخين، وانظر:" صحيح الترغيب "(106) للألباني.