المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ما ورد في التوسل بالجاه: - رسالة الشرك ومظاهره

[مبارك الميلي]

فهرس الكتاب

- ‌[رسالة الشرك ومظاهره]

- ‌تمهيد واعتذار

- ‌مقدمة التخريج

- ‌ الباعث على تخريج أحاديث الرسالة:

- ‌ منهجي في التخريج:

- ‌ تنبيه

- ‌ شكرٌ وتقديرٌ:

- ‌نبذة مختصرة عن العلامة الشيخمبارك الميلى الجزائرى رحمه الله

- ‌ اسمه ونسبه ومولده:

- ‌ نشأته:

- ‌ رحلته في طلب العلم وشيوخه:

- ‌ أعماله:

- ‌ تلاميذه:

- ‌ أخلاقه:

- ‌ ثناء أهل العلم والفضل عليه:

- ‌ آثاره العلمية:

- ‌ وفاته:

- ‌ مصادر ترجمته:

- ‌تقرير جمعية العلماء للرسالة

- ‌كلمة في الرسالة

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌ تمثيل حال الشرك:

- ‌ أثر إهمال الدعوة بالكتاب والسنة:

- ‌ حياطة الدين وحفظه:

- ‌ صفات المجددين:

- ‌ رأس المئة الحاضرة لتجديد الدين:

- ‌ أصناف المعارضين للتجديد:

- ‌ بعض آثار التجديد:

- ‌ جمعية العلماء:

- ‌ إنشاء الرسالة والباعث عليه:

- ‌ وصف الرسالة:

- ‌ الحاجة إلى معرفة الشرك ومظاهره

- ‌ مطالب الإِنسان في الحياة:

- ‌ مفاسد التفريط والإِفراط في مطالب الحياة:

- ‌ ميل الإِنسان إلى المادة والشرك:

- ‌ واجب المرشد والمسترشد:

- ‌ أول ما يدعو إليه المرسلون:

- ‌ عناية الكتاب بعلاج الشرك:

- ‌ عناية البعثة بمحاربة الشرك:

- ‌ حكمة مشروعية العبادات:

- ‌ التعجب من إهمال الكلام في الشرك:

- ‌ نتيجة إهمال الكلام في الشرك:

- ‌ الجمود على المنطق اليوناني:

- ‌ ذم إيثار المنطق:

- ‌ الترخيص في علم الكلام للضرورة:

- ‌ تعميم أسلوب القرآن وتخصيص أسلوب اليونان:

- ‌ الغرض من بيان الشرك ومظاهره

- ‌ تحسين بيان الشرك:

- ‌ تشنيع المشاغبين:

- ‌ بيان تكفير مدعي الإِسلام:

- ‌ عدم تسارع المجددين إلى التكفير:

- ‌ تحكّم المشاغبين:

- ‌ حديث حذيفة:

- ‌ خطاب المسلم باجتناب الشرك:

- ‌ نطق الجاهل بالشهادتين لا يمنع عنه وصف الشرك:

- ‌ تعظيم مشركي قريش للرسول

- ‌ من يوصف بالشرك:

- ‌ علة الجمع بين لفظ الشهادتين ومعنى الشرك:

- ‌ حال المسلمين ومسؤولية العلماء:

- ‌ فائدة بيان العلماء لمسائل الشرك:

- ‌ الرجوع في بيان الشرك إلى الكتاب والسنة

- ‌ إجمال الإِسلام في الشهادتين، وتفصيله في الأصلين:

- ‌ الحث على الأصلين الكتاب والسنة:

- ‌ تدبر القرآن:

- ‌ اتباع القرآن:

- ‌ الرجوع إلى الكتاب والسنة:

- ‌ الغفلة عن المواعظ:

- ‌ الثناء على صاحب القرآن والحديث:

- ‌ وصف القرآن:

- ‌ شهادة القرآن:

- ‌ نسيان القرآن:

- ‌ عدم منع الشهادتين من الضلال الذي ضلته الأمم:

- ‌ ذم القراءة من غير عمل:

- ‌ الحث على تعلم وتفهم الأصلين:

- ‌ مكايد المعارضين:

- ‌ ضجات للصد عن التفسير:

- ‌ شبه المعارضين:

- ‌ الصد عن التفسير ومآله:

- ‌ النهي عن التفسير ومحمله:

- ‌ الغرض من الدعوة إلى تآليف القدماء:

- ‌ اختصاص القرآن بالإِرشاد المؤثر:

- ‌ خطأ مستصعبي التفسير:

- ‌ التشنيع بتهمة دعوى الاجتهاد:

- ‌ معنى الاجتهاد:

- ‌ إيهام العكس:

- ‌ القولة الخاسرة:

- ‌ منزلة السلف الصالح:

- ‌ شمول الدعوة إلى الكتاب والسنة للدعوة إلى سائر الكتب والعلوم:

- ‌ تساند الطرقيين والمعمرين في الحملة على المصلحين:

- ‌ تنزيل الآيات النازلة في قومعلى من أشبه حالتهم اليوم

- ‌ تخصيص الآيات بمن نزلت فيهم:

- ‌ مقصود البعثة وحكمة التكليف:

- ‌ تعميم الآيات على غير من نزلت فيهم:

- ‌ أدلة التعميم:

- ‌ تفضيل علم الكتاب والسنة:

- ‌ ذرائع الشرك وطبائعه

- ‌ وجه إطالة المقدمات:

- ‌ ذم الشرك:

- ‌ آثار الشرك في المجتمع:

- ‌ الاهتمام بحياة الإِسلام:

- ‌ الجمع بين التوحيد والوثنية في النفس الجاهلة:

- ‌ وصف الكتاب للشرك:

- ‌ معنى الظلم وأنواعه:

- ‌ وعد الله للموحدين:

- ‌ وصف السنة للشرك:

- ‌ صور من الشرك:

- ‌ اِتهام النفس:

- ‌ بعض مطاعن المشاغبين:

- ‌ الجواب عن المطاعن:

- ‌ حكايتان عن المجاوي والونيسي:

- ‌ معنى الشرك وأقسامه

- ‌ قاعدة الحكم على الشيء فرع تصوره:

- ‌ معنى الشرك في اللغة:

- ‌ معنى الشرك في الشرع:

- ‌ أقسام الشرك وأحكامها:

- ‌ الشرك في قوم نوح

- ‌ مبدأ الشرك:

- ‌ خبط المشركين في الانتصار لوثنيتهم:

- ‌ ذكر نوح في الكتاب:

- ‌ الأخبار في منشأ الشرك:

- ‌ الجمع بين الأخبار في منشأ الشرك:

- ‌ الشرك في قوم إبراهيم

- ‌ نبات الشرك بعد الطوفان:

- ‌ الكلدان ومعارفهم:

- ‌ آلهة الكلدان وعبادتهم:

- ‌ عقائد الكلدان:

- ‌ موازنة بين شرك الكلدان وقوم نوح:

- ‌ دعوة إبراهيم للكلدان وما لقي منهم:

- ‌ ثبات إبراهيم وإصرار قومه:

- ‌ الشرك في العرب

- ‌ وجه الاقتصار على بيان شرك بعض الأمم:

- ‌ علاقة العرب بإبراهيم وقومه وقوم نوح:

- ‌ العناية بتوضيح الشرك:

- ‌ ابتداع الوثنية في العرب:

- ‌ الجمع بين الأخبار في ابتداع وثنية العرب:

- ‌ عقيدة العرب:

- ‌ عقيدتهم في أوليائهم

- ‌ عقيدتهم في الله وصفاته:

- ‌ الحاجة إلى رسالة عامة:

- ‌ رسالة خاتم النبيين:

- ‌ العبادة والنسك

- ‌ المبالغة في التعظيم:

- ‌ العبادة في اللغة:

- ‌ الفرق بين العبادة والطاعة:

- ‌ تحرير القول في العبادة لغة وشرعاً:

- ‌ النسك:

- ‌ التأله:

- ‌ معنى الإِله:

- ‌ صور العبادة عند العرب:

- ‌ الفرع:

- ‌العتيرة:

- ‌ الغرض من العبادة:

- ‌ تشديد القرآن في نكران عبادة الأوثان:

- ‌ اتخاذ الوسائط:

- ‌ الخوف من المخلوق:

- ‌ نسبة النفع والضر لغير الله:

- ‌ إفراد الله بالتصرف والغيب:

- ‌ تحيل الشيطان لإِحياء ما أماته القرآن:

- ‌ التبرك وسد الذرائع

- ‌ انبناء الحياة على الأسباب:

- ‌ الخوارق والمخاريق:

- ‌ الاعتقاد في أصحاب الخوارق والمخاريق:

- ‌ التبرك:

- ‌ معنى التبرك:

- ‌ ما جاء في التبرك:

- ‌ الجمع بين ما جاء في التبرك:

- ‌ الاحتياط

- ‌ شروط التبرك:

- ‌ سد الذرائع:

- ‌ معنى الذريعة لغة وشرعاً:

- ‌ أدلة سد الذرائع:

- ‌ آثار الشرك في المسلمين

- ‌ آثار فقد العلم النافع في الأمم:

- ‌ موازنة بين الجاهلية الغابرة والجاهلية الحاضرة:

- ‌ محاولة التفرقة بين الجاهليتين في الدين:

- ‌ عدم جدوى هذه التفرقة:

- ‌ مساواة هذه الأمة لمن قبلها في حكم السنن الإِلهية:

- ‌ صور من الوثنية الحاضرة:

- ‌ دخول الوثنية في أركان الإِسلام الخمس:

- ‌ وجوه الشبه بين الوثنيتين: الحاضرة، والغابرة:

- ‌ علة الانحطاط الحاضر:

- ‌ نصيحة:

- ‌ الولاية

- ‌ وجه الابتداء في مظاهر الشرك بالولاية:

- ‌ المعنى اللغوي:

- ‌ العداوة:

- ‌ الولي والمولى:

- ‌ خلاصة معنى الولاية:

- ‌ الولاية الدنيوية الناقصة:

- ‌ نفي الولاية بين أهل الحق وأهل الباطل:

- ‌ إثبات الولاية بين أهل الحق:

- ‌ إفراد الله بالولاية:

- ‌ الولاية التي [لا] تختص بالله:

- ‌ الولاية الخاصة:

- ‌ بيان المراد من تصرفات القرآن في الولاية:

- ‌ معنى الولي في الشرع:

- ‌ التحذير من الغلو في الولي:

- ‌ منزلة الولي بين الناس:

- ‌ خفاء الولي على الناس:

- ‌ الحكم لمعين بالجنة:

- ‌ الحكم لمعين بالولاية:

- ‌ الولي عند العامة وعقيدتهم فيه:

- ‌ حرص المبتدعة على بدعهم وسلاحهم في حمايتها:

- ‌ حكم التعيش بالسعاية:

- ‌ حكم الولاية العامية:

- ‌ غرور من حكم للولاية العامية بحكم الولاية الشرعية:

- ‌ واجب العامة في طلب الحق:

- ‌ التحذير من الوقيعة في علماء الدين:

- ‌ الكرامة

- ‌ الكرامة في اللغة:

- ‌ الكرامة في الشرع:

- ‌ تحديد الأشاعرة للكرامة:

- ‌ شرط الكرامة:

- ‌ ضابط الكرامة:

- ‌ الحكم على حادث معين بالكرامة:

- ‌ الكرامة عند العامة:

- ‌ التصرف في الكون

- ‌ أقسام نسبة الفعل للمخلوق:

- ‌ حكم نسبة الفعل للمخلوق:

- ‌ حديث الجهني في النوء:

- ‌ معنى النوء:

- ‌ عبارة الشافعي في شرح حديث الجهني:

- ‌ ما جاء في اختصاص الله بالتصرف:

- ‌ عقيدة العامة في تصرف الأولياء:

- ‌ حكايتان عن العامة:

- ‌ علم الغيب

- ‌ معنى الغيب:

- ‌ ما جاء في اختصاص الله بعلم الغيب:

- ‌ حكم إضافة علم الغيب للمخلوق:

- ‌ ابتداع نسبة علم الغيب للمخلوق:

- ‌ كلام الرازي في علم الغيب:

- ‌ تأويل الرازي لآية الجن:

- ‌ بحث في مستند الرازي في ذلك التأويل:

- ‌ الباعث على تأويل المتأولين لنصوص اختصاص الله بعلم الغيب:

- ‌ بيان وجهة نظر ابن خلدون في كلامه على علم المخلوق الغيب:

- ‌ الإِلهام والتحديث والفراسة:

- ‌ قول عمر: " يا سارية

- ‌ الرؤيا:

- ‌ صدق إخبار أبي بكر عما في بطن زوجه:

- ‌ خروج الإِلهام والرؤيا عن علم الغيب:

- ‌ بشرى الأولياء:

- ‌ الكشف:

- ‌ نسبة العامة علم الغيب لبعض الناس:

- ‌ حكايتان عن العامة:

- ‌ الفقه الأكبر:

- ‌ الكهانة وما في حكمها

- ‌ معنى الكهانة:

- ‌ الفرق بينها وبين العرافة:

- ‌ أقسام الكهانة:

- ‌ معنى العيافة:

- ‌ معنى الطيرة:

- ‌ الفرق بين الطيرة والفأل:

- ‌ معنى الطرق والتنجيم:

- ‌ نظر الشريعة إلى بعض علوم العرب:

- ‌ ضروب من الكهانة:

- ‌ حكم حلوان الكاهن ومن في معناه وحكم إتيانهم:

- ‌ ما جاء في الكهانة وما في حكمها:

- ‌ حكمة مدح الفأل وذم الطيرة:

- ‌ حكم التنجيم:

- ‌ السحر

- ‌ السحر في الشرع:

- ‌ أنواع السحر:

- ‌ سحر البابليين:

- ‌ سحر أصحاب الأحوال:

- ‌ سحر أصحاب العزائم:

- ‌ سحر أصحاب الشعوذة:

- ‌ سحر أصحاب التخييل بالصنعة:

- ‌ سحر أصحاب التخييل بالخواص:

- ‌ سحر أصحاب التنويم:

- ‌ سحر النمام:

- ‌ ما يقع بالسحر:

- ‌ ما لا يقع بالسحر:

- ‌ ساحر الوليد:

- ‌ حكم السحر:

- ‌ ما جاء في السحر:

- ‌ ضرر السحر في الدين:

- ‌ ولوع بعض الطبقات به:

- ‌ العبيدي الميلي:

- ‌ ولوع النساء بالسحر:

- ‌ الرقية والعزيمة

- ‌ الرقية في اللغة:

- ‌ معنى العزيمة:

- ‌ الفرق بين الرقية والسحر:

- ‌ الفرق بين العزيمة والرقية:

- ‌ اتحاد حكم الرقية والعزيمة:

- ‌ النهي عن الرقية:

- ‌ الترخيص في الرقية:

- ‌ أقسام الرقية وأحكامها:

- ‌ شروط الرقية:

- ‌ قول مالك في بعض ضروب الرقية:

- ‌ حكم ما يعطى على الرقية:

- ‌ صفة الرقية:

- ‌ صفة العزيمة:

- ‌ صفة العزيمة اليوم:

- ‌ مفاسد أصحاب الرقية والعزيمة:

- ‌ التميمة

- ‌ التميمة في اللغة:

- ‌ إنكار الشرع لتعليق التميمة:

- ‌ الإِصرار على تعليق التميمة:

- ‌ صور تعليق التميمة وأحكامها:

- ‌ المحبة

- ‌ معنى المحبة في اللغة:

- ‌ أوجه المحبة:

- ‌ معنى المحبة في القرآن:

- ‌ المحبة الدينية وثمرتها:

- ‌ حكم المحبة الدينية:

- ‌ علامة المحبة الدينية والباعث عليها:

- ‌ المحبة في الله ومع الله:

- ‌ ما جاء في المحبة:

- ‌ لوازم المحبة الشرعية:

- ‌ مظاهر المحبة الشركية:

- ‌ فائدة المحبة الشرعية:

- ‌ حكاية في المحبة:

- ‌ عدم الاتكال على المحبة:

- ‌ الدعاء

- ‌ معنى الدعاء:

- ‌ صفات المدعو الدعاء العادي:

- ‌ ما جاء في الدعاء العادي:

- ‌ الدعاء الديني:

- ‌ ما جاء في الدعاء الديني:

- ‌ الدعاء بالمأثور وفوائده:

- ‌ أقسام الدعاء الديني:

- ‌ دعاء الله لنفسك:

- ‌ أمثلته:

- ‌ دعاء الله لغيرك، وحكم الدعاء للغير بلا طلب منه:

- ‌ حكم الدعاء للغير بطلب منه:

- ‌ الاحتياط في إجابة طلب الدعاء:

- ‌ مفاسد الانتصاب للدعاء:

- ‌ دعاء غير الله وحكمه:

- ‌ إنكار القرآن لدعاء غير الله:

- ‌ ما جاء في توجيه الداعي إلى الله:

- ‌ ما جاء في تعجيز المسؤولين:

- ‌ ما جاء في تذكير السائلين بالتوحيد:

- ‌ ما جاء في تعادي السائلين والمسؤولين:

- ‌ حديث ابن عباس:

- ‌ عموم عجز المخلوق:

- ‌ فشو دعاء غير الله:

- ‌ الحكاية العاشورية:

- ‌ إعراض المبتدعين عن محكم الكتاب وصحيح السنة:

- ‌ الوسيلة

- ‌ معنى الوسيلة في اللغة:

- ‌ الفرق بين الوسيلة والذريعة:

- ‌ خلاصة معنى الوسيلة:

- ‌ معنى الوسيلة في آية المائدة:

- ‌ معنى الوسيلة في آية الإِسراء:

- ‌ معنى الوسيلة في حديث جابر:

- ‌ اتحاد معنى الوسيلة في الكتاب والسنة:

- ‌ تحديد معنى الوسيلة في الشرع:

- ‌ أنواع التوسل:

- ‌ التوسل بصفات الله:

- ‌ التوسل بالإِيمان:

- ‌ التوسل بالعمل الخاص:

- ‌ التوسل بالدعاء:

- ‌ حديث الأعمى:

- ‌ استسقاء عمر بالعباس:

- ‌ التوسل بالطاعة المطلقة:

- ‌ التوسل بالجاه:

- ‌ ما ورد في التوسل بالجاه:

- ‌ الكلام على ما ورد في التوسل بالجاه من ناحية الرواية:

- ‌ تأويل ما ورد في التوسل بالجاه:

- ‌ حكم التوسل بالذات:

- ‌ حكم التوسل بعمل آخر:

- ‌ حكم التوسل بمحبة المحبوب:

- ‌ معنى التوسل بالجاه عند العامة:

- ‌ الأقوال في التوسل بالجاه:

- ‌ تقوية منع التوسل بالجاه:

- ‌ التوسل بالجاه شرك أو ذريعة إليه:

- ‌ التفرقة بين الجاهل والعالم في مقام الاحتياط:

- ‌ غلو العامة في التوسل بالجاه:

- ‌ الشفاعة

- ‌ معنى الشفاعة:

- ‌ أحوال الشفاعة:

- ‌ شفاعة المخلوق إلى مثله:

- ‌ شفاعة الخالق إلى المخلوق:

- ‌ شفاعة المخلوق إلى الخالق في الدنيا:

- ‌ الشفاعة الأخروية:

- ‌ الشفعاء في الآخرة:

- ‌ أنواع الشفاعة الأخروية:

- ‌ شروط الشفاعة الأخروية:

- ‌ ما جاء في الشفاعة:

- ‌ حكمة الشفاعة المشروعة:

- ‌ سؤال الشفاعة الأخروية:

- ‌ رجاء الشفاعة:

- ‌ ما جاء في نفي الشفاعة:

- ‌ محمل ما جاء في نفي الشفاعة:

- ‌ الشفاعة الشركية:

- ‌ شرك القبوريين والطرقيين:

- ‌ الطريق إلى الشفاعة:

- ‌ الزيارة والمزارات

- ‌ المعنى الأصلي:

- ‌ المعنى العرفي:

- ‌ منزلة الزائر من المزور:

- ‌ المعنى الاسمي للزيارة:

- ‌ دواعي اتخاذ المزارات:

- ‌ حصر مباحث الموضوع:

- ‌ زيارة الأحياء:

- ‌ زيارة الأموات:

- ‌ حياة الأرواح:

- ‌ عطايا الزوار:

- ‌ اتخاذ المزارات:

- ‌ ذات أنواط:

- ‌ السفر إلى المزارات:

- ‌ حكمة تخصيص المساجد الثلاثة بشد الرحال:

- ‌ شروط الزيارة:

- ‌ الغرض من الزيارة:

- ‌ زيارة المحبة:

- ‌ زيارة الاستعانة:

- ‌ زيارة استطلاع الغيب:

- ‌ زيارة الاتعاظ:

- ‌ زيارة الترحم:

- ‌ زيارة التأنيس:

- ‌ زيارة التبرك:

- ‌ الاستمداد من الأرواح:

- ‌ قطع السلف لاتخاذ المزارات:

- ‌ إحداث الخلف للمزارات:

- ‌ الذبائح والزردات

- ‌ معنى الذبح والداعي إليه:

- ‌ النسك:

- ‌ تعلق الإِخلاص بالعادات كالعبادات:

- ‌ النسك المشروع:

- ‌ ما جاء في أن الذبح لله وحده:

- ‌ ما جاء في الذبح لغير الله:

- ‌ مثل عامي:

- ‌ ما جاء في مخالفة الجاهلية في الذبح:

- ‌ معنى الإِهلال لغير الله:

- ‌ الذبح للجن:

- ‌ معنى النشرة وحكمها:

- ‌ معنى الزردة والغرض منها:

- ‌ حكم الزردة:

- ‌ الدلائل على كون الزردة لغير الله:

- ‌ القول بأن الزردة شرك:

- ‌ القول بأن الزردة معصية:

- ‌ القول باستحسان الزردة وما يرد عليه:

- ‌ الحكم للزردة بحكم النذر:

- ‌ ما جاء في النذر للأوثان وعلى أعياد الجاهلية:

- ‌ المزارات من الأوثان:

- ‌ تعيين مكان في النذر:

- ‌ النذر للمشاهد:

- ‌ النذر والغفارة

- ‌ معنى النذر:

- ‌ نذر الجاهلية:

- ‌ الغرض من نذر المجازاة وحكمه:

- ‌ النذر الشرير والشركي:

- ‌ نذر العوام:

- ‌ معنى الغفارة:

- ‌ منشأ الغفارة:

- ‌ عصر منشأ الغفارة:

- ‌ كيف حدثت الغفارة:

- ‌ معنى الخفارة واجتماعها مع الغفارة:

- ‌ حكم الغفارة:

- ‌ اليمين

- ‌ معنى اليمين:

- ‌ تعظيم العبادة وغيرها:

- ‌ اليمين الشرعية:

- ‌ ما جاء في اليمين:

- ‌ الحكمة في النهي عن الحلف بغير الله:

- ‌ حكم اليمين بغير الله:

- ‌ تحرير حكم اليمين بغير الله:

- ‌ حالة العوام في أيمانهم:

- ‌ حكمة ما في الكتاب من الإِقسام بالمخلوق:

- ‌ تأويل ما في السنة من الإِقسام بالمخلوق:

- ‌ لزوم التوبة من اليمين بغير الله:

- ‌ هداة الشرك وحماته

- ‌ قدم البدعة وحكمته:

- ‌ مصدر البدعة:

- ‌ ابتداع الشرك بالغلو في التشيع:

- ‌ عجز الغلو في التشيع عن نشر الشرك:

- ‌ مبدأ التصوف واستقامة المتقدمين عليه:

- ‌ اتحاد الباطنية بالصوفية ومظاهره:

- ‌ الحلول والاتحاد:

- ‌ القطب وحكومته:

- ‌ الأبدال:

- ‌ لباس الخرقة وإسناد الطريقة:

- ‌ ثمرة اتحاد الباطنية بالصوفية:

- ‌ جمعية العلماء والطرق الصوفية:

- ‌ أصناف المحاربين لدعوة جمعية العلماء:

- ‌ صنف أدعياء التصوف:

- ‌ صنف المنتسبين إلى العلم:

- ‌ صنف المنتصبين للحكم:

- ‌ صنف حملة القرآن:

- ‌ كتابة القرآن للمرضى وقراءته على الموتى:

- ‌ هداة الشرك وحماته:

- ‌ البيعة والعهد والميثاق:

- ‌ شيخ الطريقة:

- ‌ ولي الطرقيين:

- ‌ محاربة تعاليم الطرق لأصول الإِسلام:

- ‌ الطيب بن الحملاوي:

- ‌يوم النظرة

- ‌ ضمان الجنة:

- ‌ من دعاوى الطرقيين:

- ‌ الحسين القشي:

- ‌ كلاب ابن الحملاوي:

- ‌ اعتماد الطرقيين على الخرافات:

- ‌ تأله الطرقيين:

- ‌ العربي بن حافظ:

- ‌ تبليه الطرقيين للناس:

- ‌ استلاب الطرقيين للأموال:

- ‌ ما يسأل عنه غداً:

- ‌ إلى الدين الخالص

- ‌ ابتداء الحرب على حكومة القطب:

- ‌ قصيدة العقبي وتأثيرها في الأمة:

- ‌ حَالَةٌ مُوْجِبَةٌ لِلاسْتِعْبَارِ وَعِظَةٌ مُوْجِبَةٌ لِلْاعْتِبَارِ:

- ‌ نَصِيحَةٌ غَالِيَةٌ:

- ‌ اِعْتِقَادٌ نَقِيٌّ وَاتِّصَافٌ بِهِ:

- ‌ اِعْتِقَادٌ شِرْكِيٌّ وَبَرَاءَةٌ مِنْهُ:

- ‌ سُوءُ أَثَرِ الطُّرُقِيَّةِ فِي الْمُجْتَمَعِ:

- ‌ السِّيَادَةُ النَّافِعَةُ:

- ‌ ضُرُوبٌ مِنَ الْبِدَعِ:

- ‌ الزِّيَارَةُ السُّنِّيَّةُ:

- ‌ الدُّعَاءُ الشَّرْعِيّ وَالشِّرْكِيّ:

- ‌ الاِتِّكَالُ عَلَى الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ:

- ‌خاتمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌ معنى المعروف والمنكر ومنزلة الأمر والنهي:

- ‌ حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌ تأكيد حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌ شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌ مطالبة المقصر في طاعة غيره بها:

- ‌ حرية الوعظ والإِرشاد:

- ‌ الشجاعة في الوعظ والإِرشاد:

- ‌ لزوم النصيحة في الوعظ والإِرشاد:

- ‌ عناية السلف بالأمر والنهي:

- ‌ سعيد بن المسيب والدولة الأموية:

- ‌ الأوزاعي والأمير العباسي:

- ‌ تقصير الخلف عن صراحة وشجاعة السلف:

- ‌ الإِنكار على الاحتجاج بسكوت العلماء:

- ‌ الغرض من بيان مواد الرسالة:

- ‌ ختم الرسالة بما فتحت به من تنزيه الله والصلاة على رسوله:

- ‌مواد الرسالة

- ‌ كتب متن اللغة وفقهها وأدبها:

- ‌ كتب التفسير وأحكام القرآن:

- ‌ كتب الحديث وفقهه ورجاله:

- ‌ كتب العقائد والمقالات وتهذيب الأخلاق:

- ‌ كتب الفقه وقواعده وأصوله:

- ‌ كتب التاريخ والسير والتراجم:

الفصل: ‌ ما ورد في التوسل بالجاه:

المراد بهذه الدعوة التامة نوع الأذان لا أذان مخصوص، كما أن المراد مطلق الصلاة لا صلاة مصل معين؛ فغاية ما يثبت منه التوسل بمطلق الأعمال الصالحة من غير إضافتها إلى أشخاص معينين " [ص:205].

وعلى تأويل ابن تيمية يكون هذا التوسل بحق السائلين من النوع الأول.

والأقرب عندي أن الحق هنا بمعنى الجاه والحظوة؛ فهو كقولك: بجاه فلان، لكنه ليس توسلًا بالشخص، بل بوصف السؤال الذي يتناول المتوسل، وسؤال الله عبادة، فيكون هذا توسلاً بعبادة مطلقة لا تخص المتوسل ولا المتوسل به، وهذا هو الذي يوافق تأويل السهسواني لحديث محمد بن عوف، وهو الصواب إن شاء الله، وفارق هذا النوع [النوع] الثالث لكونه مطلقاً لا مقيداً بعبادة جزئية.

•‌

‌ التوسل بالجاه:

النوع السادس: توسل المرء بحق المخلوق وجاهه، وردت آثار لو صحت ولم تؤول لدلت على جوازه بكل معظم شرعاً، من ميت أو غائب أو حاضر لم يقع منه دعاء للمتوسل، ولنقتصر من الآثار على أحسنها إسناداً أو أشهرها على الألسنة.

•‌

‌ ما ورد في التوسل بالجاه:

1 -

روى ابن السني وأبو نعيم وأبو الشيخ الأصبهاني من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده؛ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أتعلم القرآن ويتفلت مني. فعلمه صلى الله عليه وسلم أن يقول: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِمُحَمَّدِ نَبِيِّك، وَبِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِك، وَبِمُوسَى نَجِيِّك، وَعِيسَى رُوحِك وَكَلِمَتِك، وَبِتَوْرَاةِ مُوسَى وَإِنْجِيلِ عِيسَى وَزَبُورِ دَاوُد وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ، وَبِكُلِّ وَحْيٍ

ص: 304

أَوْحَيْته وَقَضَاءٍ قَضَيْته

» الحديث (134).

2 -

وروى الحاكم في " المستدرك " وصححه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً: " لما اقترف

(134) موضوع: أخرجه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب " الثواب " وغيره من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني عن أبيه- زاد بعضهم: عن جدّه -؛ أنّ أبا بكر الصديق أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أتعلَّم القرآن فيتفلّت منّي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«قل: اللهم إني أسألك بمحمد نبيّك، وإبراهيم خليلك، وموسى نجيّك، وعيسى روحك وكلمتك، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وزابور داود، وفرقان محمد، وكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو شيء أعطيته أو فقير أغنيته أو غني أفقرته أو ضال هديته، وأسألك باسمك الذي أنزلته على موسى، وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت، وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فأرست، وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك، وأسألك باسمك المطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر المنزل في كتابك من لدنك من النور المبين، وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار، وعلى الليل فاظلم، وبعظمتك وكبريائك وبنور وجهك أن ترزقني القرآن والعلم، وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري وتستعمل به جسدي بحولك وقوتك؛ فإنه لا حول ولا قوّة إلا بدً» .

وهذا حديثٌ مَوْضوعٌ، وآفته عبد الملك بن هارون؛ فإنه " من أضعف الناس، وهو عند أهل العلم بالرجال متروك، بل كذّاب "، كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " مجموع الفتاوى "(1/ 299) ملخصاً كلام أهل الجرح والتعديل فيه، المبثوث في ثنايا " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم، و " المجروحين " لابن حبان، و " الميزان " للذهبي، و " اللسان " لابن حجر، وغيرها.

وفيه علة ثانية- وإن كانت دون الأولى- وهي ضعف أبيه هارون كما قاله الدارقطني وغيره.

وعلة ثالثة: وهي الانقطاع بين هارون وأبي بكر، قاله العراقي في " تخريج الإِحياء " (1/ 315). وانظر:" مجموع الفتاوى "(1/ 252 - 253) أيضاً، و " اللآلئ المصنوعة "(2/ 357) للسيوطي.

وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما بأسانيد مظلمة لا يثبت منها شيء كما في " المجموع "(1/ 258 - 259)، و " اللآلئ "(2/ 356، 357) أيضاً.

ص: 305

آدم الخطيئة؛ قال: يا رب! أسألك بحق محمد لما غفرت لي. قال: وكيف عرفت محمداً؟ قال: لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيَّ من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. قال: صدقت يا آدم! ولولا محمد ما خلقتك " (135).

3 -

وأخرج الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " والحاكم وصححه من طريق روح بن صلاح المصري، عن أنس رضي الله عنه، في قصة وفاة فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل لحدها، واضطجع فيه، ثم قال: «الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اللهم! اغفر لي ولأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها،

(135) موضوع: أخرجه الحاكم (2/ 615) وقال: " صحيح الإِسناد!! وهو أوَّل حديث ذكرته لعبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في هذا الكتاب ". وتعقبه الحافظ الذهبي في " التلخيص " بقوله: " قلتُ: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من ذا؟ "، وفي " الميزان "(2/ 504) حكم على الحديث بالبطلان، وأقره الحافظ العسقلاني في " اللسان "(3/ 360).

وقال ابن تيمية (1/ 254): " ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أُنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب " المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم ": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأمّلها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه.

قلتُ: وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً، وضعفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف، فاستحق الترك.

وأمّا تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله؛ فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث وقالوا: إن الحاكم يصحّح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث

".

وانظر: " الضعيفة "(25)، و " التوسل "(ص 106 - 118) للألباني.

ص: 306

بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي؛ فإنك أرحم الراحمين» (136).

(136) ضعيف: أخرجه أبو نعيم في " الحلية "(3/ 121)؛ قال: حدثنا سليمان بن أحمد- وهو الطبراني- وهذا في (المعجم الكبير " (24/ 351 - 352/ 871) - و " الأوسط " كما في " المجمع "(9/ 257) - ثنا أحمد بن حماد بن زغبة حدثنا روح بن صلاح أخبرنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك؛ قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ عليّ رضي الله عنهما، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها، فقال:" رحمكِ اللهُ يا أمّي، كنتِ أمّي بعد أمّي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيّباً وتطعميني، تريد بذلك وجه الله والدار الآخرة "، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور؛ سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه، وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد، حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ؛ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضطجع فيه، فقال:

" فذكره، وزاد: " وكبَّر عليها أربعاً، وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم ".

وقال أبو نعيم: " غريب من حديث عاصم والثوري، لم نكتبه إلّا من حديث روح بن صلاح تفرد به!.

وقال الهيثمي: " وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح! ".

ولهذا قال المؤلف فيما يأتي [ص:210]: " وروح بن صلاح مختلف في تضعيفه وتوثيقه ".

قلت: لكن الراجح تضعيفه لسببين:

الأول: أن موثقيه- وهما ابن حبان والحاكم- متساهلان في التوثيق، أمّا الأول؛ فكثيراً ما يوثق المجهولين كما نبّه عليه المحققون من الحفاظ كابن عبد الهادي والذهبي والعسقلاني وغيرهم، وأمّا الأخر؛ فقد سبق في كلام ابن تيمية قريباً " أنه يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث "، فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن، حتى ولو كان الجرح مبهماً لم يُبيّن سببه؛ فكيف وهو:

السبب الثاني: أنّ جرحه مفسّر، وهو مقدّم على التعديل كما هو مقرر عند العلماء.

قال الحافظ في " اللسان "(2/ 466) في ترجمة روح بن صلاح: " ذكره ابن يونس في =

ص: 307

4 -

وجاء من طريق عمرو بن ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه؛ قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، قال:" سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليَّ، فتيب عليه "(137).

5 -

وروي: " إذا كانت لكم إلى الله حاجة؛ فسلوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم "(138).

=

" تاريخ الغرباء " فقال:

رويت عنه مناكير، وقال الدارقطني: ضعيف في الحديث، وقال ابن ماكولا: ضعفوه

وقال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين: له أحاديث كثيرة في بعضها نكرة ". وانظر: " الضعيفة " (23)، و " التوسل " (ص 102 - 103).

(137)

منكر: آفته عمرو بن ثابت الذي سيذكر المؤلف قريباً أقوال بعض أهل العلم في تضعيفه جداً، ثم هو مخالف للثابت عن ابن عباس في تفسير الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، فأخرج الحاكم (2/ 545) عنه:" {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}؛ قال: أي ربّ! ألم تخلقني بيدك؛ قال: بلى، قال: أي ربّ! ألم تنفخ في من روحك؛ قال: بلى. قال: أي ربّ! ألم تسكني جنتك؛ قال: بلى. قال: أي رب! ألم تسبق رحمتك غضبك؛ قال: بلى. قال: إن تبتُ وأصلحتُ أراجعي أنتَ إلى الجنة؛ قال: بلى. قال: فهو قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} ".

وقال الحاكم: " صحيح الإِسناد "، ووافقه الذهبي.

قلتُ: وهو في حكم المرفوع كما لا يخفى، فدلّ على نكارة حديث عمرو بن ثابت، والله أعلم.

(138)

باطل لا أصل له: قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " القاعدة الجليلة " المطبوعة ضمن " مجموع الفتاوى "(1/ 319):

" وهذا الحديث كذب ليس في شيءٍ من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحدٌ من أهل العلم بالحديث، مع أن جاهه عند الله تعالى أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين

".

وانظر: (1/ 346 و24/ 335 و27/ 126) منه أيضاً.

ص: 308