الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي " تفسير ابن كثير " عن ابن هبيرة؛ أنه قال في كتابه " الإِشراف على مذاهب الأشراف ": " واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: يكفر بذلك. ومن أصحاب أبي حنيفة من قال: إن تعلمه ليتقيه أو يجتنبه؛ فلا يكفر، ومن تعلمه معتقداً جوازه أو أنه ينفعه؛ كفر، وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء؛ فهو كافر. وقال الشافعي رحمه الله: إذا تعلم السحر؛ قلنا له: صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يُلتمس منها؛ فهو كافر، وإن كان لا يوجب الكفر؛ فإن اعتقد إباحته؛ فهو كافر "(1/ 270).
وما نسبه لبعض أصحاب أبي حنيفة من عدم تكفير متعلمه اتقاء له ليس معناه الجواز؛ فإن بين الكفر والجواز درجات.
قال أبو البقاء الحنفي في " كلياته ": " والصحيح من مذهب أصحابنا أن تعلمه حرام مطلقاً، لأنه توسل إلى محظور عنه غني، وتوقيه بالتجنب أصلح وأحوط "[ص:208].
وقال الهيتمي في " الفتاوى الحديثية ": " الصواب أن التقرب إلى الروحانيات وخدمة ملوك الجان من السحر، وهو الذي أضل الحاكم العبيدي لعنه الله حتى ادعى الألوهية، ولعبت به الشياطين حتى طلب المحال "[ص:88].
•
ما جاء في السحر:
وهذا بعض ما جاء في السحر:
1 -
قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
…
} الآية [البقرة: 102].
2 -
وقال حكاية عن موسى وخطابه للسحرة: {مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81].
3 -
وقال جل شأنه: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69].
4 -
وفي " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا هُنَّ؛ قال: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلَاّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ» (84).
فجعل صلى الله عليه وسلم السحر متصلاً بالشرك العلني، ومتقدماً على القتل.
5 -
وأخرج النسائي عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا؛ فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ، فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ ِشَيْئاً وُكِّلَ إلَيْهِ» (85).
قال في " الزواجر ": " ولم يسمع الحسن من أبي هريرة عند الجمهور "(2/ 93).
(84) أخرجه البخاري في (كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}، 5/ 393/ 2766)، ومسلم في الإِيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها، 1/ 92/ 89) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(85)
ضعيف: أخرجه النسائي (7/ 112) بإسناد ضعيف، لأنه من رواية الحسن- وهو البصري- عن أبي هريرة، ولم يسمع منه عند الجمهور- كما قال المنذري في " الترغيب "(5/ 244)، ونقله المؤلف عن صاحب " الزواجر " -.
وانظر: " ضعيف [سنن النسائي "(276)، و " الجامع الصغير "(5714)].
لكن جملة " ومن تعلق
…
" لها شاهد، فانظر رقم (96) الآتي.