الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزوار، فلما انتهى إلى أصل الجبل، حمل معه حجراً، وصعد يلهث به، فلما قدم الناس الأموال للشيخ الزواوي؛ قدم له هو ذلك الحجر.
•
ما جاء في مخالفة الجاهلية في الذبح:
6 -
وعن ابن عباس، أَنَّ قُرَيْشاً اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَتِيرَةِ، فَقَالُوا: أَنَعْتِرُ فِي رَجَبٍ؛ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَعِتْرٌ كَعِتْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ وَلَكِنْ مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَذْبَحَ لِلَّهِ وَيَتَصَدَّقَ؛ فَلْيَفْعَلْ» (199). وكان عترهم أن يذبحوا، ثم يعمدوا إلى دماء ذبائحهم، فيمسحوا بها رؤوس نصبهم. رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، وثقه ابن معين وضعفه الناس، قاله في " مجمع الزوائد ".
(199) ضعيف: أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(11/ 232/ حديث رقم: 11586) من طريق إبراهيم بن إسماعيل عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس به.
وهذا سند ضعيف، وفيه ثلاث علل:
1 -
إبراهيم بن إسماعيل: هو اليشكري، ويقال: هو النبال أو التبان، وقيل: لعلّه الصائغ: مجهول الحال، كما في " التقريب "(1/ 32)، و " الميزان "(1/ 20)، و " ديوان الضعفاء "(146) وغيرها.
2 -
إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة: ضعيف، وبه أعلّه الهيثمي حين قال في " المجمع " (4/ 28):" وثقه ابن معين! وضعفه الناس "؛ إلاّ أنه قال: " إسماعيل بن إبراهيم " على القلب! وابن معين أختلف قوله في إبراهيم هذا كما في " الميزان "(1/ 19).
3 -
داود بن الحصين: ثقة إلّا في عكرمة. قال عليّ بن المديني: " ما رواه عن عكرمة؛ فمنكر ". وقال أبو داود: " أحاديثه عن عكرمة مناكير، وأحاديثه عن شيوخه مستقيمة "، كما في " الميزان "(2/ 5).
7 -
وفي " الصحيحين " وغيرهما عن أبي هريرة؛ أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» (200).
8 -
وفي " سنن أبي داود " والنسائي وابن ماجه عن نُبَيْشَةَ- بلفظ المصغر- الهذلي، أنهم ذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَتِرَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ:" «اذْبَحُوا لِلَّهِ عز وجل فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ، وَبَرُّوا اللَّهَ عز وجل وَأَطْعِمُوا» "(201). ومثله عند الطبراني في " الأوسط " عن أنس مرفوعاً.
(200) رواه البخاري (9/ 596/ حديث رقم: 5473)، ومسلم (3/ 1564/ حديث رقم: 1976)، وأبو داود (2/ 8)، والترمذي (5/ 100/ حديث رقم: 1548)، وقال:" حسن صحيح "، والنسائي (7/ 167)، وابن ماجه (حديث رقم: 3168)، وأحمد (2/ 229 و239 و279 و490) وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(201)
صحيح: أخرجه أحمد (5/ 75 و76)، وأبو داود (2/ 7 - 8)، والنسائي (7/ 169 - 171)، وابن ماجه (3167)، والحاكم (4/ 235) عن نُبيشة الهذلي به، وقال الحاكم:" صحيح الإِسناد " ووافقه الذهبي، وصححه ابن المنذر كما في " الفتح " (9/ 597) والألباني في " الإِرواء " (4/ 413). وأمّا حديث أنس: فأخرجه الطبراني في " الأوسط " - كما في " المجمع " و " الإِرواء " - عن معاوية بن واهب بن سوارثنا عمي أنيس عن أيوب عن أبي قلابة عنه مثله.
قال الهيثمي (4/ 29) في معاوية وعمه أنيس: " كلاهما لا أعرفه ".
قلتُ: عمه أنيس لعلّه المترجم في " الجرح والتعديل "(2/ 335/ 1270) لابن أبي حاتم، قال:" أنيس بن سوار الجرمي، أخو قتادة بن سوار، روى عن أبيه عن مالك بن الحويرث، روى عنه عبد الله بن أبي الأسود وابن مقدم وخليفة بن خياط وحميد بن مسعدة، سمعت أبي يقول ذلك ".
قلتُ: فقد روى عنه جماعة وأورده ابن حبان في " الثقات "(6/ 82 و8/ 134)؛ فهو معروف مقبول الحديث، فتبقى العلة منحصرة في جهالة معاوية، والله أعلم. وانظر:" الإِرواء "(4/ 412).