الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعها: أن يحد له من يشفع فيهم.
•
ما جاء في الشفاعة:
ففي حديث الشفاعة الطويل (156) عند البخاري وغيره عن أنس رضي الله [عنه]صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ؛ ثُمَّ أَعُودُ، فَأَقَعُ سَاجِدًا مِثْلَهُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَاّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ".
فهذا دليل الشرط الرابع، ودلت الآيات على بقية الشروط.
1 -
قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
قال ابن كثير: " وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أن لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه [له] في الشفاعة ".
2 -
وقال أيضاً: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس: 3].
وهذا رد على النضر بن الحارث، فإنه كان يقول: إذا كان يوم القيامة؛ تشفع لي اللات والعزى. قاله البغوي.
وقال الراغب في تفسير الآية من " مفرداته ": " أي: يدبر الأمر وحده، لا ثاني له في فصل الأمر، إلا أن يأذن للمدبرات والمقسمات من الملائكة، فيفعلون ما يفعلونه بعد إذنه ".
3 -
وقال تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 87].
(156) رواه البخاري (11/ 417/ رقم: 6565)، ومسلم (1/ 180 - 184/ رقم: 193) عن أنس رضي الله عنه مطولاً.
قال ابن كثير: " عن ابن عباس: العهد: شهادة أن لا إله إلا الله، ويبرأ إلى الله من الحول والقوة، ولا يرجو إلا الله عز وجل ".
4 -
وقال: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: 109].
قال البغوي عن ابن عباس: " يعني برضى قوله: قول: لا إله إلا الله ".
وهذا يدل على أنه لا يشفع غير المؤمن.
5 -
وقال: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28].
قال البغوي عن مجاهد: " أي: لمن رضي عنه ".
6 -
وقال: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 43 - 44].
قال البغوي عن مجاهد: " لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ".
7 -
وقال: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26].
قال البغوي عن ابن عباس: " يريد: لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه ".
8 -
وقال: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38].
قال ابن كثير: " الصواب: الحق، ومن الحق لا إله إلا الله، كما قاله أبو صالح وعكرمهّ ".