الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
ومنها ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ! رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ» (122)؛ فإن إضافة لفظ الرب إلى تلك المخلوقات العظيمة مشعر بعظيم قدرته وكمال حكمته.
3 -
ومنها الأبيات المشهورة المنسوبة لابن القاسم السهيلي، ومطلعها:
يَا مَنْ يَرَى مَا فِي الضَّمِيرِ وَيَسْمَعُ
…
أَنْتَ الْمُعِدُّ لِكُلِّ مَا يُتَوَقَّعُ
•
التوسل بالإِيمان:
النوع الثاني: التوسل بالإِيمان الصحيح الصادق، وهو مشروع؛ لما فيه من تقوية التوحيد، وله أمثلة:
1 -
منها ما حكاه الله عن أولي الألباب: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: 193].
2 -
ومنها ما رواه الترمذي وحسنه- بل صححه كما في " مدارج السالكين "(1/ 13) - وبقية أصحاب السنن الأربع، وصححه ابن حبان والحاكم؛ عن بريدة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَدْعُو وَيَقُولُ:
=
/ 3612)، والنسائي (3/ 52)، وابن ماجه (3858)، وابن حبان (3/ 175 - 176/ 893)، والحاكم (1/ 503 - 504) من طرق عن أنس به.
وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم "، ووافقه الذهبي.
(122)
أخرجه مسلم (1/ 534/ 770) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف؛ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» ".
اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» (123).
3 -
ومنها: قول تميم بن المعز بن باديس الأمير الصنهاجي المالكي:
فَكَّرْتُ فِي نَارِ الْجَحِيمِ وَحَرِّهَا
…
يَا وَيْلَتَاهُ وَلَاتَ حِينَ مَنَاصِ
فَدَعَوْتُ رَبِّي أَنَّ خَيْرَ وَسِيلَتِي
…
يَوْمَ الْمَعَادِ شَهَادَةُ الْإِخْلَاصِ
(123) صحيح: أخرجه أحمد (5/ 349 و350 و360 - مصورة المكتب)، وأبو داود (1/ 234)، والترمذي (9/ 445 - 446/ 3542)، وابن ماجه (3857)، وابن حبان (3/ 173 و 174/ برقم: 891 و892)، والحاكم (1/ 504) من طرق عن مالك بن مِغْوَل عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه به.
وقال الترمذي: " حديث حسن غريب ".
وقال الحاكم: " حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح على شرط مسلم! " ووافقه الذهبي!
وقال المنذري في " مختصر السنن "(2/ 145): " قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: وهو إسناد لا مطعن فيه، ولا أعلم أنه روي في هذا الباب حديث " أجود إسناداً منه ". وقاله في " الترغيب " (3/ 289) أيضاً، وحكاه المباركفوري في " التحفة " (9/ 447) عنه بزيادة: " وهو حديث حسن ".
وللحديث شاهد بنحوه أخرجه أبو داود (1/ 156)، والنسائي (3/ 52)، وابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 358/ 724) من طريق عبد الوارث ثنا الحسين المعلم عن عبد الله بن بُريدة عن حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ
…
أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. قَالَ: فَقَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ (ثَلَاثاً)» .
وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم، والله أعلم.