الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال في " الصحاح ": " البركة: النماء والزيادة، والتبريك: الدعاء بالبركة، وطعام بريك: كأنه مبارك، ويقال: بارك الله لك وفيك وعليك وباركك، وقال تعالى: {بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} [النمل: 8]، و {تَبَارَكَ اللَّهُ} [الأعراف: 54]؛ أي: بارك؛ مثل قاتل وتقاتل، إلا أن (فاعَلَ) يتعدى و (تَفاعَلَ) لا يتعدى، وتبركت به، أي: تيمنت به ".
وقال الراغب: " البركة ثبوت الخير الإِلهي في الشيء، قال تعالى:{لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96]، وسمي بذلك لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة، والمبارك ما فيه ذلك الخير
…
ولما كان الخير الإِلهي يصدر من حيث لا يحس، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر؛ قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مبارك، وفيه بركة ".
•
ما جاء في التبرك:
1 -
وفي كتاب الصلاة من " صحيح البخاري "(40) باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسند إلى موسى بن عقبة، أنه قال:" رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق، فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة ".
ففي فعل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وابنه إثبات للتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم.
2 -
وفي " موطأ مالك " و " سنن النسائي " عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه؛ أنه قال: " عدل إليَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأنا نازل تحت
(40) أخرجه البخاري في " صحيحه " في الكتاب والباب المذكورين من المؤلف رحمه الله تعالى (1/ 567، برقم: 483).
سرحة بطريق مكة، فقال: ما أنزلك تحت هذه السرحة؛ فقلت: أردت ظلها. فقال: هل غير ذلك؛ فقلت: لا؛ ما أنزلني إلا ذلك. فقال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى (وَنَفَخَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ)؛ فَإِنَّ هُنَالِكَ وَادِيًا، يُقَالُ لَهُ: السُّرَرُ، بِهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا» " (41).
و (السرحة) كتمرة: شجرة طويلة ذات أغصان، و (الأخاشب): جبال مكة ومنى، و (الأخشبان) هنا: ما تحت العقبة بمنى وفوق مسجدها، و (نفخ): أشار، و (السرر) بضم السين وكسرها، و (سر) بالبناء للنائب: يحتمل أن يكون من السرة؛ أي: قطعت سرتهم هنالك، وقال مالك وابن حبيب: هو من السرور؛ أي: بشروا عندها بالنبوة.
ودل الحديث على التبرك بمواضع النبيين، كما قاله الزرقاني في " شرحه "(2/ 285).
3 -
وفي " الصحيحين " عن ابن عمر رضي الله عنهما: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكباً وماشياً، فيصلي فيه ركعتين "(42).
(41) ضعيف منكر: أخرجه مالك في " الموطأ "(2/ 399، برقم: 978 - بشرح الزرقاني)، وعنه النسائي في " سننه "(5/ 248 - 249 - بشرح السيوطي) عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه به.
وهذا سند ضعيف لجهالة محمد وأبيه عمران.
قال الذهبي في ترجمة محمد من " الميزان "(3/ 672): " لا يُدرى من هو ولا أبوه! "، وقال الحافظ في " التقريب " (2/ 197):" مجهول "، وقال في عمران (2/ 85):" مقبول " يعني عند المتابعة، وإلّا؛ فليّن الحديث، كما نصّ عليه في المقدمة، وقال الذهبي فيه (3/ 245):" لا يُدرى مَنْ هو! تفرد عنه ابنه محمد، وحديثه في " الموطأ "، وهو منكر ".
وانظر: " ضعيف سنن النسائي "(196) للألباني.
(42)
أخرجه البخاري (3/ 68 و69/ 1191 و1193 و1194)، ومسلم (2/ 1016 و1017/ 1399).
وفيه إثبات للتبرك أيضاً.
4 -
وفي " الموطأ " وكتاب الحج من " صحيح البخاري " عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال للحجر الأسود:" أما والله؛ إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استلمك؛ ما استلمتك "(43).
هذا لفظ البخاري، وفيه نفي للتبرك.
قال الباجي في " المنتقى " ما خلاصته: " بيّن عمر للناس أن تقبيل ذلك الحجر إنما هو اقتداء بالرسول، وليس تعظيماً لذات الحجر أو لمعنى فيه حتى يكون من تعظيم الجاهلية أوثانها؛ لاعتقاد النفع والضر فيها "(2/ 287).
5 -
وفي رسالة " البدع والنهي عنها ": أن مؤلفها- ابن وضاح قال: سمعت عيسى بن يونس مفتي أهل طرسوس يقول: " أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، فقطعها، لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم من الفتنة "(44).
(43) أخرجه البخاري (3/ 471/ 1605)؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن
…
فذكره، وزاد في آخره:[فاستلمه، ثم قال: ما لنا وللرّمل؛ إنما كُنَّا راءينا به المشركين، وقد أهلكهم الله. ثم قال: شيءٌ صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحبّ أن نتركه].
وفي لفظ له (1598 و1610): "
…
قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ " أخرجه مسلم (1270)، ومالك (835) أيضاً.
(44)
ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(2/ 269) عن معاذ بن معاذ، وابن وضاح في " البدع والنهي عنها " [ص:42 - 43] عن عيسى بن يونس- مفتي أهل طرسوس-، كلاهما عن ابن عون عن نافع؛ قال: بلغ عمر بن الخطاب
…
فذكره.
وهذا سند رجاله ثقات مقبولون؛ إلّآ أن فيه انقطاعاً بين نافع وعمر.