الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
اتحاد معنى الوسيلة في الكتاب والسنة:
وإذا تأملت معنى الوسيلة في الآيتين والحديث، وجدته متقارباً متلازماً، أصله القربة والطاعة التي ينشأ عنها القرب من الله في دار كرامته.
•
تحديد معنى الوسيلة في الشرع:
وإذا استعنا بالمعنى اللغوي لتحديد المعنى الشرعي؛ كان معناها في الشرع: قربة مشروعة توصل إلى مرغوب فيه، والتوسل هو التقرب إلى الله بتلك القربة، وتوسل الداعي هو طلبه المبني على تلك القربة، وليس في الشرع مطلوب ومدعو إلا الله، وليس فيه من قربة إلا ما شرعه في الكتاب والسنة.
قال ابن أبي زيد في " رسالته ": " ولا يكمل قول الإِيمان إلا بالعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ونية إلا بموافقة السنة "
…
والنية: القصد والإِخلاص.
•
أنواع التوسل:
والتوسل إما بما يناسب المطلوب عقلاً وأذن فيه شرعاً، وإما بغير ذلك.
وتفصيله: أن المتوسل إما أن يتوسل بما لله من صفات وأسماء، وإما بما له من اعتقاد صحيح، وإما بما له من عمل صالح، وإما بما لغيره من دعاء أو جاه، وإما بطاعة تعمه وغيره؛ فتلك ستة أنواع.
•
التوسل بصفات الله:
النوع الأول: التوسل بصفات الله، وهو مشروع؛ لقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، ولما رواه الترمذي وحسَّنه عن
=
(92)
، وأحمد (2/ 168)، والبيهقي (1/ 409 - 410)، وغيرهم عن ابن عمرو مرفوعاً، وقال الترمذي:" حسن صحيح ".
معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ! فَقَالَ: «قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ؛ فَسَلْ» (120)، وله أمثلة:
1 -
منها ما أخرجه أحمد وأصحاب السنن الأربع أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، عن أنس رضي الله عنه؛ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَدْعُو:"اللَّهُمَّ! إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ! يَا قَيُّومُ! ". فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ» (121).
(120) ضعيف: أخرجه أحمد (5/ 235 - 236 - مصورة المكتب)، والبخاري في " الأدب المفرد "(726)، والترمذي (9/ 511 - 513/ 3595 و3596) من طريقين عن الجُريري عن أبي الورد عن اللجلاج عن معاذ بن جبل قَالَ: سَمِعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ، فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ تَمَامُ النِّعْمَةِ؟» . قَالَ: دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الخَيْرَ. قَالَ: «فَإِنَّ مِنْ تَمَامِ النِّعْمَةِ دُخُولَ الجَنَّةِ وَالفَوْزَ مِنَ النَّارِ» ، وَسَمِعَ رَجُلًا وَهُوَ يَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَقَالَ:«قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ؛ فَسَلْ» ، وَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ فَقَالَ: «سَأَلْتَ اللَّهَ الْبَلَاءَ، فَاسْأَلْهُ الْعَافِيَةَ» .
وقال الترمذي: " هذا حديث حسن "!
كذا قال! وأبو الورد- وهو ابن ثُمامة بن حزن القشيري البصري- أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "(9/ 451/ 2298)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا! سوى رواية الجُريري عنه، وكذا قال الدارقطني كما في " ذيل الميزان " (ص 480/ ت: 795) للحافظ العراقي، وهذا زاد رواية شداد بن سعيد الراسبي عنه أيضاً، فهو مجهول الحال ولذلك قال الحافظ في " التقريب " (2/ 486):" مقبول " يعني عند المتابعة وإلَّا فليّن الحديث كما نص عليه في مقدمة " التقريب ".
وانظر: " ضعيف الترمذي "(706) للألباني.
(121)
صحيح: أخرجه أحمد (3/ 120 - مصورة المكتب)، وأبو داود (1/ 234)، والترمذي (9/ 529 =