الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
زيارة الأحياء:
فأما زيارة الأحياء؛ فقد أتى بها النبي [صلى الله عليه وسلم] فعلاً ورغب فيها قولاً إذا كانت لغرض صحيح.
1 -
ففي " مسلم " عن أنس؛ أن أبا بكر قال لعمر رضي الله عنهما: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، وأنها بكت عند رؤيتهما من فقد النبي صلى الله عليه وسلم فأبكتهما (164).
2 -
وفيه وفي " الأدب المفرد " عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ «أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ؛ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُّبُّهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» (160).
و (أرصده بالشيء): وكله بحفظه، و (المدرجة) - بفتح فسكون-: الطريق، و (تربها): تقوم بها وتسعى في صلاحها.
3 -
وعنه أيضاً؛ أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: " «مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ، نَادَاهُ
(164) أخرجه مسلم (4/ 1907 - 1908/ 2454) عن أنس، قال: قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا.
(165)
أخرجه مسلم (4/ 1988/ 2567)، والبخاري في " الأدب المفرد "(352) عن أبي هريرة.