الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» (8).
و (الدخن)؛ بفتحتين: الدغل والفساد، وعض أصل الشجرة: كناية عن مكابدة المشقة؛ كما في " فتح الباري "(13/ 30).
وهذه آيات وأحاديث تفيد أن مخاطبة المسلم باجتناب الشرك وأمره بالتوحيد ليس من الحكم عليه بالوثنية، ولا التعريض باشتماله عليها.
•
خطاب المسلم باجتناب الشرك:
1 -
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} [النساء: 136]:
وصفهم أولاً بالإِيمان، وطلبه منهم ثانياً، فلو كان أمرهم به يدل على خلوهم منه؛ لتناقض الكلام، وكتاب الله منزه عن الاختلاف، وإنما المقصود أمرهم بالمداومة عليه، وكذلك نَهِيُ المسلمِ عن الشرك طلبٌ منه للاستمرار على اجتنابه.
2 -
وقال: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
…
} [المجادلة: 13].
وواضح أن المخاطبين بتلك الأوامر كانوا ممتثلين لها من قبل نزول الآية، ولكن لزيادة التذكير فضل تقرير.
3 -
وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} [الممتحنة: 12].
فوصفهن بالإِيمان قبل المبايعة؛ لأن مبايعة المؤمن على ترك الشرك وعدم العود إليه إنما تزيد إيمانه صفاء.
(8) أخرجه البخاري (6/ 615 - 616/ 3606)، ومسلم (3/ 1475 - 1476/ 1847) من حديث حذيفة رضي الله عنه.
4 -
وفي " الصحيحين " عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: «بَايعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا
…
» (9) الحديث.
فطلب من أصحابه وهم في الإِيمان أعلى درجة من كل من يأتي بعدهم أن يبايعوه على اجتناب الشرك.
5 -
وفي " مستدرك الحاكم " عنه أيضاً بسند صحيح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى ثَلَاثٍ؟ (ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151 - 153] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَاتِ)؛ فَمَنْ وَفَّى؛ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا، فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا، كَانَتْ عُقُوبَتَهُ، وَمَنْ أُخِّرَ إِلَى الْآخِرَةِ؛ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ: إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ» (10).
(9) أخرجه البخاري (1/ 64/ 18)، ومسلم (3/ 1333/ 1709) عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدراً، وهو أحد النقباء ليلة العقبة-؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وحوله عِصابة من أصحابه-:
فبايعناه على ذلك.
(10)
ضعيف: أخرجه الحاكم (2/ 318) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي إدريس عنه مرفوعاً بلفظ: «مَنْ يُبَايِعُنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ
…
حَتَّى خَتَمَ الْآيَاتِ الثَّلَاثَ
…
»، وقال الحاكم عقبه: " هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، إنما اتفقا جميعاً على حديث الزهري عن أبي =