الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال امرؤ القيس:
فَمِثْلُكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٌ
…
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
•
إنكار الشرع لتعليق التميمة:
ولما في هذا التعليق من اللجوء إلى غير الله في جلب الخير ودفع الضر، بما لم يجعله الله سبباً لذلك، جعله الإِسلام من الشرك والسحر؛ كما في حديثي ابن مسعود وأبي أمامة المتقدمين (*) في فصل الرقية، وسبق في فصل السحر حديث أبي هريرة، وفيه:«مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا، وُكِلَ إِلَيْهِ» (96)، وذلك كاف للمؤمن في النفور من هذه التمائم.
وردت في الموضوع أحاديث نقتصر على بعض ما جاء منها في " مجمع الزوائد ".
1 -
فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً، فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً، فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ» (97). رواه:
(*) برقم (87) و (88).
(96)
قويٌّ بشاهده: قطعة من حديث أبي هريرة أخرجه النسائي بإسناد ضعيف كما تقدم برقم: (85)، لكن هذه الجملة تتقوى إن شاء الله بشاهدها عند الترمذي وغيره من حديث أبي معبد الجُهني، وسيأتي تخريجه برقم:(99).
(97)
ضعيف: أخرجه أحمد (4/ 154)، والحاكم (4/ 216 و417) عن عقبة بن عامر مرفوعاً، وقال الحاكم:" صحيح الإِسناد "! ووافقه الذهبي! وقال المنذري في " الترغيب "(6/ 112): " رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادٍ جيدٍ
…
".
وقال الهيثمي في " المجمع "(5/ 103): " رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم ثقات "! =
أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ورجالهم ثقات.
وذكر في " فتح المجيد " أن الحاكم رواه أيضاً وصححه وأقره الذهبي [ص:86].
و (ودع): فعل ماض بمعنى ترك، والكثير في استعماله أن يجيء مضارعاً وأمراً. و (الودعة): خرزة ييضاء يلفظها البحر، وهي بفتح الدال وسكونها وبالتاء وتركها؛ قال:
إِنَّ الرُّوَاةَ بِلَا فَهْمٍ لِمَا حَفِظُوا
…
مِثْلُ الْجِمَالِ عَلَيْهَا يُحْمَلُ الْوَدَعُ
لَا الْوَدْعُ يَنْفَعُهُ حَمْلُ الْجِمَالِ لَهُ
…
وَلَا الْجِمَالُ بِحَمْلِ الْوَدْعِ تَنْتَفِعُ
2 -
وعنه أيضاً أن رهطاً أقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعَ تِسْعَةً، وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَايَعْتَ تِسْعَةً وَأَمْسَكْتَ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: «إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً» . فَأَدْخَلَ يَدَهُ، فَقَطَعَهَا، فَبَايَعَهُ، وَقَالَ:«مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً؛ فَقَدْ أَشْرَكَ» (98). رواه: أحمد، والطبراني، ورجال أحمد ثقات.
3 -
وعن عيسى؛ قال: دخلنا على أبي معبد نعوده، فقلنا: ألا تعلق شيئاً؛ فقال: الموت أقرب من ذلك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ
=
كذا قالوا، وفي سنده خالد بن عبيد المعافري، أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "(3/ 342) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا، ولم يوثقه غير ابن حبان كما في " تعجيل المنفعة " [ص:114] لابن حجر.
وانظر: " الضعيفة "(1266)، و " ضعيف الجامع "(5715).
(98)
حسن: أخرجه أحمد (4/ 156)، والحاكم (4/ 219) من طريقين- يقوي أحدهما الآخر- عن عقبة به، وسكت عليه هو والذهبي، وقال الهيثمي (5/ 103)، وقبله المنذري (6/ 112):" رجال أحمد ثقات ".
وانظر: " الصحيحة "(492).
عَلَّقَ شَيْئًا؛ وُكِلَ إِلَيْهِ» (99). رواه الطبراني، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
قلت: يقويه حديث أبي هريرة عند النسائي، وقد مر في السحر.
4 -
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً (أُرَاهُ قَالَ: مِنْ صُفْرٍ)، قَالَ:«وَيْحَكَ! مَا هَذِهِ؟!» . قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ؛ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا» (100). رواه أحمد والطبراني، وفيه مبارك بن فضالة، وهو
(99) قويٌّ بشاهده: أخرجه الترمذي (6/ 238 - 239/ 2152)، وأحمد (4/ 311)، والحاكم (4/ 216)، والطبراني (22/ 385/ 960) من طريق محمد بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى- وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى-، عن عبد الله بن عُكَيم أبي معبدٍ الجُهني مرفوعاً به.
وقال الترمذي: " وحديث عبد الله بن عكيم إنما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن عكيم لم يسمع من النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
والحديث سكت عليه الحاكم والذهبي، وقال الهيثمي (5/ 103) - كما نقله المؤلف-:" رواه الطبراني، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات ".
لكن للحديث شاهد عند النسائي من حديث أبي هريرة مضى مخرجاً برقم: (85)، وآخر عند عبد الرزاق (11/ 209/ 20345)، والبيهقي (9/ 351) عن الحسن (البصري) مرسلًا؛ فيتقوى بها، والله أعلم.
(100)
ضعيف: أخرجه أحمد (5/ 445)، وابن ماجه (3531)، وابن حبان (13/ 449/ 6085)، والحاكم (4/ 216)، والطبراني (18/ 159 و172 و179، الأرقام: 348 و 391 و 414) من طرق عن الحسن، عن عمران بن حصين مرفوعاً بألفاظ متقاربة.
قلتُ: وهذا سند ضعيف، فيه علّة سبق بيانها في " التخريج " رقم (70)، ومع ذلك قال =