الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُضِلُّهُمُ النُّجُومُ». رواه أبو يعلى والطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه قيس ابن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه الناس، وبقية رجاله ثقات، قاله في " مجمع الزوائد ".
•
حكم التنجيم:
9 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ» (78). رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه
=
وعمر بن إبراهيم- وهو العبدي البصري- صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف كما في " التقريب "(3/ 51)، وفيه انقطاع بين الحسن والعباس، والظاهر أن بينهما الأحنف بن قيس كما في الرواية المتقدمة، ثم إن الحسن مدلّس وقد عنعنه! والله تعالى أعلم.
ومنه تعلم ما في تخريج الهيثمي في " المجمع " من قصور بل تساهل حين قال: " وفيه قيس ابن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس، وبقية رجال أبي يعلى ثقات "، كذا قال في (3/ 299 و5/ 116 ونحوه في 10/ 54) بل قال في (8/ 114):" وإسناد أبي يعلى حسن "!
(78)
حسن: أخرجه أحمد (3/ 311 - 312، رقم: 2000)، وأبو داود (2/ 157)، وابن ماجه (3726)، كلهم عن يحى بن سعيد، عن عُبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك عنه به.
وهذا سند حسن، رجاله ثقات غير عبيد الله بن الأخنس، ترجمه الحافظ في " التقريب " (1/ 530)؛ فقال:" صدوق، قال ابن حبان: كان يخطئ "، وقال في " الفتح " (10/ 199):" وثقه الأئمة، وشذ ابن حبان فقال في " الثقات ": يخطئ كثيراً "!
والحديث صححه جمع من أساطين هذا الفن، منهم الإِمام النووي في " رياض الصالحين "(ص 629، برقم: 1671)، وشيخ الإِسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى "(35/ 193)، والحافظ الذهبي كما في " فيض القدير "(6/ 80) للمناوي، والحافظ العراقي في " تخريج الإِحياء "(4/ 117)، والشيخ المحقق أحمد شاكر في " تعليقه على المسند "، ومحدّث العصر شيخنا الألباني في " الصحيحة "(793)، و " صحيح [الجامع الصغير "(5950)، و " سنن أبي داود "(3305)، و " سنن ابن ماجه "(3002)].
بإسناد رجاله ثقات، وصححه النووي في " رياض الصالحين ".
قال ابن رسلان في " شرح السنن ": " والمنهي عنه ما يدعيه أهل التنجيم من علم الحوادث والكوائن التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، ويزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها، وهذا تعاط لعلم استأثر الله بعلمه
…
وأما علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة، وكم مضى وكم بقي؛ فغير داخل فيما نهي عنه، ومن المنهي عنه: التحدث بمجيء المطر، ووقوع الثلج، وهبوب الرياح (*)، وتغير الأسعار ". نقله الشوكاني في " نيل الأوطار " (7/ 152).
10 -
وقال صلى الله عليه وسلم: «الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ» (79). رواه: أبو داود، والنسائي، وابن حبان في " صحيحه "، وحسنه في " رياض الصالحين ".
(*)" يجب أن نفرق بين الوسائل التي يستخدمها المنجمون والعرافون ليسيطروا بها على عقول البسطاء والسذج من البشر، وبين الوسائل العلمية الدقيقة التي تحاول اكتشاف الوقائع الجوية من حَرٍّ وبردٍ ومطرٍ، ذلك أن الله سبحانه خلق الكون على نظام دقيق وقوانين ثابتة، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَا تَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ»، فإذا استطاعت الوسائل العلمية الدقيقة دراسة القوانين التي تسير عليها الظواهر الطبيعية ونتائجها كان توقعها لنتائج هذه الظواهر توقعاً بشيءً كشفه الله، فلا يعتبر إحاطة بغيب خبّأه الله سبحانه ". كذا في " الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة "[ص:71].
(79)
ضعيف: أخرجه أبو داود (2/ 157)، وأحمد (5/ 60 - مصورة المكتب الإِسلامي)، وعبد الرزاق (10/ 403/ 19502)، وابن حبان (13/ 502/ 6131)، من طريق عوف، ثنا حيان، ثنا قطن ابن قبيصة، عن أبيه مرفوعاً به.
وقد حسنه النووي في " رياضه "(629، برقم: 1670) - كما قال المؤلف-، وابن تيمية في " مجموع الفتاوى "(35/ 192)، وسكت عليه المخذري في "مختصر سنن أبي داود " (5/ 373) وقال:" وأخرجه النسائي (يعني: في سننه الكبرى) ". =
والجبت: كل ما عبد من دون الله، ويطلق على الساحر والكاهن، قاله الراغب في " مفرداته "، والجوهري في " صحاحه ".
ومما قاله الشعراء في هذا الباب قول لبيد:
لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالْحَصَا
…
وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللهُ صَانِعُ
آخر:
تَعَلَّمْ أَنَّهُ لَا طَيْرَ إِلَّا
…
عَلَى مُتَطَيِّرٍ وَهُوَ الثَّبُورُ
آخر:
الزَّجْرُ وَالطَّيْرُ وَالْكُهَّانُ كُلَّهُمُ
…
مُضَلِّلُونَ وَدُونَ الْغَيْبِ أَقْفَالُ
• • • • •
=
وأمّا شيخنا، فأعلَّه باختلاف الرواة في إسناده عن عوف واضطرابهم الشديد في حيان، وحكم بضعفه في " غاية المرام "(301)، و " ضعيف [الجامع الصغير "(3904)، و " سنن أبي داود "(842)]، والعلم عند الله تبارك وتعالى.