الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال يحيى بن أبي كثير: " يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة ".
ومقتضاه أن النمام غير الساحر، ولكن يلتحق به في المعنى.
والهيتمي في " الزواجر " تبع الرازي في عَدِّه أنواع السحر بترتيبه وألفاظه، إلا في هذا النوع، فإنه أسقطه.
وصرح في " الفتاوى الحديثية " بأن من السحرة أو في معناهم من تجتمع عليهم الخلق في الطرقات لإِلهاء الناس بأشياء عجيبه؛ كقطع رأس الإِنسان وإعادتها، وندائهم له بعد ذلك فيجيبهم، وجعل نحو دارهم من التراب وغير ذلك مما هو مشهور عنهم، وكذلك من يكتبون للمحبة والقبول وإخراج الجان.
•
ما يقع بالسحر:
قال القرطبي في " تفسيره ": " قال علماؤنا: لا ينكر أن يظهر على يد الساحر خرق العادات بما ليس في مقدور البشر من مرض وتفريق وزوال عقل وتعويج عضو
…
إلى غير ذلك مما قام الدليل على استحالة كونه من مقدورات البشر. قالوا: ولا يبعد في السحر أن يستدق جسم الساحر حتى يتولج في الكوّات والخوخات، والانتصاب على رأس قصبة، والجري على خيط مستدق، والطيران في الهواء، والمشي على الماء، وركوب كلب، وغير ذلك، ومع ذلك؛ فلا يكون السحر موجباً لذلك، ولا علة لوقوعه، ولا سبباً مولداً، ولا يكون الساحر مستقلًّا به، وإنما يخلق الله تعالى هذه الأشياء ويحدثها عند وجود السحر، كما يخلق الشبع عند الأكل، والري عند شرب الماء ".
وروى سفيان عن عمار الدّهني أن ساحراً كان عند الوليد بن عقبة يمشي على الحبل ويدخل في است الحمار ويخرج من فيه، فاشتمل له جندب على
السيف، فقتله جندب (82).
هذا هو جندب بن كعب الأزدي- ويقال: البجلي-، وهو الذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم:«يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: جُنْدُبٌ، يَضْرِبُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ» ؛ فَكَانُوا يَرَوْنَهُ جُنْدُبًا هَذَا قَاتِلُ السَّاحِرِ (83).
(82) قويٌّ إن شاء الله تعالى: قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره "(1/ 252): " وقد روي من طرق متعددة أن الوليد بن عقبة كان عنده ساحر يلعب بين يديه
…
" فذكر القصة بنحو ما ساقها المؤلف، وهي عند البخاري في " تاريخه "، والبيهقي في " الدلائل "، والطبراني في " معجمه الكبير " (2/ 177/ 1725)، والدارقطني في " سننه " (3/ 114) وغيرهم.
وانظر: " الاستيعاب "(1/ 220 - 221) لابن عبد البر، و " سير أعلام النبلاء "(3/ 175 - 176) للذهبي، و " الإِصابة "(1/ 251 - 252 و566) لابن حجر، و " الضعيفة "(3/ 642) للألباني.
(83)
ضعيف: أخرجه عبد الرزاق في " المصنف "(10/ 181 - 182، رقم: 18748) - وعنه ابن عبد البر في " الاستيعاب "(1/ 221) - من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار؛ قال: سمعت بجالة التيمي؛ فذكر حديثاً مطولاً، وفيه قال:" وأمّا شأنُ أبي بستان، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لجندب: " جندب وما جندب! يضرب ضربةً يفرّق بها بين الحقّ والباطل
…
" الحديث.
قلتُ: وهذا إسناد مرسل ضعيف، بجالة التيمي تابعي ثقة وليس صحابيّاً، وابن جريج مدلس وقد عنعنه!
وروى ابن السكن- كما في " الإِصابة "(1/ 251) - من طريق يحى بن كثير صاحب البصري: حدثني أبي، حدثنا الجُريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه؛ قال: ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه؛ فجعل يقول: " جندب! وما جندب؛ " حتى أصبح، فقال أصحابه لأبي بكر: لقد لفظ بكلمتين، ما ندري ما هما، فسأله فقال: " يضرب ضربةً فيكون أمّة وحده
…
" الحديث.
ويحى بن كثير " ضعيف " كما في " الميزان " و " التقريب " وغيرهما، والجُريري- وهو سعيد =