الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقرير جمعية العلماء للرسالة
بقلم كاتبها العام العالم العامل الثقة الحجة النظار الأستاذ الشيخ
العربي بن بلقاسم التبسي، مدير مدرسة تهذيب البنين بتبسة
ــ
قال حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الإداري لجمعية العلماء يقرر أن ما اشتملت عليه " رسالة الشرك ومظاهره " لمؤلفها الأستاذ مبارك الميلي هو عين السنة، وأن هذه الرسالة تعد من الكتب المؤلفة في نشر السنة ورد البدع.
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق. والصلاة والسلام على سيدنا محمد المجعول اتباعه دليلًا على محبة المتبع لربه، وعلى آله الأخيار وأصحابه، الذين بلغوا عنه - امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم «بلغوا عنى، بلغوا عنى» - أقواله وأعماله وأخلاقه. أما بعد:
فإن الدعوة الإصلاحية التى يقوم بها دعاة الإصلاح الإسلامي فى العالم الإسلامي عامة وتقوم بها جمعية العلماء فى القطر الجزائري خاصة، تتلخص فى دعوة المسلمين إلى العلم والعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم، والسير على منهاج سلفهم الصالح في أخلاقهم وعباداتهم القولية والاعتقادية والعملية، وتطبيق ما هم عليه اليوم من عقائد وأعمال وآداب، على ما كان فى عهد السلف الصالح؛ فما وافقه؛ عددناه من دين الله، فعملنا به، واعتبرنا القائم به قائما بدين الله، وما لم يكن معروفاً فى عهد الصحابة؛ عددناه ليس من دين الله. ولا
علينا فيمن أحدثه أو عمل به؛ فالدين حجة على كل أحد، وليس عمل أحد حجة على الدين.
ولا تفتأ جمعية العلماء داعية إلى ما أمر الله أن يدعى إليه من دينه، ومن اتباع نبيه، وإحياء سنته، وإماتة ما أحدثه المحدثون، تدريساً، وكتابة في الصحف، ومذاكرة في كل مجلس حسن فيه الكلام عن نشر السنن؛ حتى عمت دعوة جمعية العلماء، وبلغ صوتها إلى المستجيب وغير المستجيب، وأصبحت دعوتها معروفة في القطر كله، ولها أنصار ودعاة.
وقد لاقت دعوتها في المجتمعات الإِسلامية أكبر نجاح، ونالت أبهر فوز؛ إذ يستطيع العارف بالأمة الجزائرية أن يعد أكبر عدد منها هم الآن من أنصار جمعية العلماء، ومن المنتمين إليها، والمتبرئين من أعدائها، بل نستطيع أن نقول- ولا نخشى مفنداً-: إنه لم يرفض دعوة الجمعية إلا طوائف معلومة في الجزائر، يضر بها العمل بالدين الحق، ويهد بنيانها القائم على أساس العوائد، التي ظهرت في المسلمين في العصور التي بلي فيها العالم الإِسلامي بزعماء جهلاء اغتصبوا هذه الزعامة من غير كفاءة علمية ولا هداية إسلامية.
وإذ بلغت هذه الدعوة الصالحة، وانتشرت، وقبلها المسلمون، وعدوها نعمة من الله عليهم؛ كان تأليف رسالة جامعة لأهم النقط التي يدخل منها ليل البدع على نور السنن من أوجب الواجبات على حملة السنن وعلى أعضاء جمعية العلماء، إذ دعاة الإِصلاح اليوم في حاجة ماسة إلى رسالة في هذا الموضوع، جامعة لأدلة هذه المسائل، ناقلة للآيات أو الأحاديث، في كل نقطة من النقط التي تتناولها الرسالة المقترحة المرغوب في تأليفها؛ لتكون حجة للمستيقنين، وهداية للمسترشدين، وسيفاً مصلتاً على أعداء السنن المعروفين في الجزائر، من المتعيشين بهذه البدع والعوائد الضالة.
فنهض إلى القيام بهذا الفرض الكفائي الأستاذ المحقق مؤرخ الجزائر الشيخ مبارك الميلي أمين مال جمعية العلماء، وجمع رسالة تحت عنوان " رسالة الشرك ومظاهره "؛ خدم بها الإِسلام، ونصر بها السنة، وقاوم بها العوائد الضالة والخرافات المفسدة للعقول.
وعرض هذه الرسالة على مجلس إدارة الجمعية، فتصفحها، واستقصى مسائلها؛ فإذا هي رسالة تعد في أوليات الرسائل أو الكتب المؤلفة في نصر السنن وإماتة البدع، تقر بها عين السنة والسنيين، وينشرح لها صدور المؤمنين، وتكون نكبة على أولئك الغاشين للإِسلام والمسلمين من جهلة المسلمين ومن أحمرة المستعمرين، الذين يجدون من هذه البدع أكبر عون لهم على استعباد الأمم؛ فيتخذون هذه البدع التي ينسبها البدعيون إلى الدين الإِسلامي مخدراً يخدرون بها عقول الجماهير، وإذا تخدرت العقول وأصبحت تروج [عليها] الأوهام وجدت الأجواء التي يرجوها غلاة المستعمرين للأمم المصابة برؤساء دينيين أو دنيويين يغشون أممهم ويتاجرون فيها.
وإن المجلس الإِداري لجمعية العلماء يقرر بإجماع أعضائه أحقية ما اشتملت عليه هذه الرسالة العلمية المفيدة، ويوافق مؤلفها على ما فيها، ويدعو المسلمين إلى دراستها والعمل بما فيها؛ فإنه العمل بالدين.
والله وحده يضاعف للمحسنين إحسانهم، والحمد لله رب العالمين.
العربي بن بلقاسم التبسي
الكاتب العام لجمعية العلماء
• • • • •