الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
حياة الأرواح:
وأما حياة الأرواح؛ فهي ثابتة؛ سواء أرواح المؤمنين أم الكافرين.
1 -
قال تعالى في شهداء بدر: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154].
2 -
وقال في شهداء أحد: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
3 -
وقال صلى الله عليه وسلم: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، وَمَمَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ؛ فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ حَمِدْت اللَّهَ عَلَيْهِ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّئٍ اسْتَغْفَرْت اللَّهَ لَكُمْ» (172). رواه البزار بإسناد جيد.
(172) ضعيف: أخرجه البزار (1/ 397، رقم: 845) عن عبد الله (بن مسعود) عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ» ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَيُحَدَّثُ لَكُمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ يُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ» .
وقال: " لا نعلمه يروى عن عبد الله إلّا بهذا الإِسناد ".
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإِحياء "(4/ 148): " ورجاله رجال الصحيح، إلّا أنّ عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي؛ فقد ضعفه كثيرون
…
"، وقال فيه الحافظ في " التقريب " (1/ 517): " صدوق يخطئ ".
قلتُ: فمثله لا تقبل زيادته التي تفرد بها مخالفاً جماعة من الثقات الذين اتفقوا على رواية أوّل الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ
…
» عن سفيان الثوري به، دون آخر الحديث وهو «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ
…
»، الذي تفرد به، ممّا يدل على شذوذه، والله أعلم.
وللحديث طرق أخرى لا يثبت منها شيء.
انظر: " البداية والنهاية "(5/ 275) لابن كثير، و " تخريج الإِحياء " للعراقي، و " فيض القدير "(3/ 401) للمُناوي، و " الضعيفة "(975) للألباني.
4 -
وعن ابن مسعود؛ أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن آية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [ال عمران: 169]؛ فقال: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلاعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ فَقَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟! فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ! نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا» . أخرجه مسلم (173).
5 -
وعن جابر بن عبد الله- وقد استشهد أبوه يوم أحد-، أنه صلى الله عليه وسلم قال له:«أَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ. فَقَالَ لَهُ: أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا فَأُقتَلُ فِيكَ مَرَّةً أُخْرَى. فَقَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ» . أخرجه أحمد (174).
6 -
وعن كعب بن مالك، أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ:«نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ» (175). أخرجه أحمد عن
(173) أخرجه مسلم (3/ 1502 - 1503/ 1887)، والترمذي (8/ 361 - 362/ 3198)، وقال:" حسن صحيح "، وابن ماجه (2801) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(174)
حسن: أخرجه أحمد (3/ 361 - مصورة المكتب)، والترمذي (8/ 360/ 3197) ولفظه أتم، وكذا ابن ماجه (190 و2800)، والحاكم (3/ 203 - 204)، من طريقين عن جابر، وقال الترمذي:" حديث حسن غريب "، وقال الحاكم:" صحيح الإِسناد "، وصححه ابن القيّم في " حادي الأرواح " [ص:301]، وحسنه المنذري في " الترغيب "(3/ 138)، وهو كما قال.
وأخرجه الحاكم (3/ 203) أيضاً من حديث عائشة وقال: " صحيح الإِسناد "! وتعقبه الذهبي في " التلخيص " بقوله: " فيض كذاب ".
قلتُ: وشيخه أبو عمارة الأنصاري فيه لين كما في " التقريب ".
(175)
صحيح: =
الشافعي عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه، فما أجله من سند.
و (يعلق) بضم اللام، معناه: يرعى.
7 -
وعن أنس؛ أنه صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ العَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ؛ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ؛ أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؟، فَأَمَّا المُؤْمِنُ؛ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ؛ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا خَيْراً مِنْهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا. وَأَمَّا الْكَافِرُ [أَوِ] الْمُنَافِقُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ! فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ"(176). أخرجه البخاري والنسائي، ورواه أبو داود إلى قوله:«قَرْعَ نِعَالِهِمْ» .
وقوله: (تليت)، معناه: تبعت، وأصله: تلوت، قلبت واوه ياء ليزدوج مع دريت.
=
أخرجه مالك (2/ 84/ 569)، وعنه أحمد 31/ 455)، والنسائي (4/ 108)، وابن ماجه (4271) عن كعب بن مالك مرفوعاً، وزادوا في أوله:" إنما ".
قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره "(2/ 156): " وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم، اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة ".
وصححه أيضاً الحافظ السيوطي في " الحاوي للفتاوي "(2/ 172).
(176)
أخرجه البخاري (3/ 205 و232 - 233/ برقم: 1338 و1374)، والنسائي (4/ 97 - 98 - شرح السيوطي) واللفظ له، وأخرجه مسلم (4/ 2200 - 2201/ برقم: 2870) إلى قوله: " فيراهما جميعاً "، وأبو داود (2/ 72 - التازية) إلى قوله:" قرع نعالهم "، كلّهم عن أنس رضي الله عنه.
8 -
وعن ابن عباس؛ أنه صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ؛ إلَّا عَرَفَهُ، وَرَدَّ عليه السلام» (177). رواه ابن عبد البر في " الاستذكار " و " التمهيد "، وصححه أبو محمد عبد الحق، قاله السيوطي في " الحاوي "(2/ 358).
9 -
وعن عائشة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَزُورُ قَبْرَ
(177) ضعيف منكر: أخرجه ابن عبد البر في " الاستذكار "(2/ 165) - و " التمهيد " كما في " تخريج الإِحياء "(4/ 491) للعراقي، والحاوي (2/ 170) للسيوطي- من طريق فاطمة بنت الريان المستملي قالت: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي حدثنا بشر بن بكر (في الأصل: بكير) عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعاً.
وهذا سند رجاله ثقات غير فاطمة فلم أقف على ترجمتها الآن، وقد خولفت؛ فأخرجه ابن حبان في " المجروحين "(2/ 58 - 59) عن محمد بن سهل أبي تراب، والخطيب في " تاريخه "، ومن طريقه ابن عساكر كما في " الجامع الصغير "، والذهبي في " الميزان "(2/ 565) عن الأصم، وابن جُميع في " معجم شيوخه "(ص 350 - 351)، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " (12/ 590) عن عيسى بن موسى- إمام المسجد (الجامع) ببلد: ثلاثتهم عن الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه- زاد الأصم: عن عطاء بن يسار- عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه.
وعبد الرحمن واهٍ بل روى عن أبيه أحاديث موضوعة كما تقدم في الحديث المخرج برقم (135).
قال ابن الجوزي- كما في " فيض القدير "(5/ 487): " حديث لا يصح ".
وقال الذهبي في " السير "(13/ 590): " غريب، ومع ضعفه ففيه انقطاع، ما علمنا زيداً سمع أبا هريرة ".
وقال الحافظ ابن رجب- كما في " الآيات البينات "[ص:28] للآلوسي-: " ضعيف بل منكر ".
قال الألباني: " وهو كما قال، وقد بينت ذلك في " الضعيفة " (4493) ".
أَخِيهِ وَيَجْلِسُ عِنْدَهُ إِلَّا اسْتَأْنَسَ بِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ، حَتَّى يَقُومَ» (178). أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب القبور "؛ كما في " الحاوي ".
10 -
وعن جابر بن عبد الله، أنه صلى الله عليه وسلم قال:«إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى عَشَائِرِكُمْ وَعَلَى أَقْرِبَائِكُمْ فِي قُبُورِهِمْ؛ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا؛ اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ؛ قَالُوا: اللَّهُمَّ! أَلْهِمْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ» (179). رواه أبو داود الطيالسي،
(178) ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب القبور " - كما في " تفسير ابن كثير "(5/ 370)، و " تخريج الإِحياء "(4/ 491)، و " الحاوي "(2/ 175) - " وفيه عبد الله بن سمعان ولم أقف على حاله "، قاله الحافظ العراقي رحمه الله تعالى.
(179)
قوي إن شاء الله: أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده "(1794)؛ قال: حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر به.
وهذا سند ضعيف جداً: الصلت بن دينار " متروك "، كما قال أحمد والفلاس والحافظ وغيرهم، والحسن- هو البصري- لم يسمع من جابر فهو منقطع، فإن ثبت سماعه فهو مدلس وقد عنعنه!
وأخرجه أحمد (3/ 164 - 165) من طريق سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبَكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا ".
وسنده ضعيف للرجل الذي لم يسم بين سفيان وأنس.
أخرجه الطبراني في " الكبير "(4/ 129/ 3887 و 3888) و " الأوسط " و " مسند الشاميين "(1544 و3574) من طريق مسلمة بن علي عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز عن مكحول =
ونحوه عند أحمد عن أنس، وعند الطبراني في " الأوسط " عن أبي أيوب الأنصاري من طريق مسلمة بن علي وهو ضعيف، وعند ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات عن أبي أيوب أيضاً، ذكر رواياتهم في " الحاوي ".
=
عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً.
قال الهيثمي في " المجمع "(2/ 327): " وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف "، وكذا قال السيوطي في " الحاوي "(2/ 170).
قلتُ: بل هو واهٍ متروك كما في " الميزان " و " ديوان الضعفاء " و " التقريب " وغيرها؛ فإسناده ضعيف جداً.
وله طريق أخرى موقوفة، أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب " المنامات " عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن المبارك عن ثور بن يزيد عن أبي رهم عن أبي أيوب، قال:«تُعْرَضُ أَعْمَالَكُمْ عَلَى الْمَوْتَى، فَإِنْ رَأَوْا حَسَناً فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا، وَإِنْ رَأَوْا سُوءً قَالُوا: اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِهِ»
وسنده ضعيف، فيه ابن إسحاق مدلّس وقد عنعنه، وشيخ ابن أبي الدنيا هو محمد بن الحسين البرجلاني، روى عنه جماعة كما في " الجرح والتعديل "، وذكره ابن حبان في " التقات " كما في " لسان الميزان "، وقال الحافظ الذهبي في ترجمته في " الميزان " (3/ 522/ ترجمة: 7414): " أرجو أن يكون لا بأس به، ما رأيتُ فيه توثيقاً ولا تجريحاً، لكن سُئل عنه إبراهيم الحربي، فقال: ما علمتُ إلّا خيراً "، وقال في " اللسان " (5/ 137):" وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ (يعني في الضعفاء)؟! ". لكن رواه ابن المبارك في " الزهد "(443): أخبرنا ثور به، وصححه الألباني في " الصحيحة "(2758)، وهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال بالرأي، والله أعلم.
وله طريق أخرى رواها سلاّم الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي رهم به مرفوعاً بلفظ: «تُعْرَضُ عَلَى الْمَوْتَى أَعْمَالَكُمْ، فَإِنْ رَأَوْا خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا وَقَالُوا: اللَّهُمَّ هَذِهِ نِعْمَتُكَ فَأَتْمِمْهَا عَلَى عَبْدِكَ، وَإِنْ رَأَوْا سَيِّئَةً قَالُوا: رَاجِعْ عَبْدَكَ فَلا تُخْزُوا مَوْتَاكُم بِالْعَمَلِ السيء فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ» .
أورده ابن حبان في " المجروحين "(1/ 336) في ترجمة سلام الطويل وقال: " يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها "، والله أعلم.
11 -
وعن أنس؛ أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الأَنْبِياءُ أحْياءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ» (180). رواه أبو يعلي في " مسنده " والبيهقي في كتاب " حياة الأنبياء ".
12 -
وفي " صحيح مسلم " عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ بِمُوسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ» .
دلت هذه النصوص على حياة الأرواح حياة لا نشعر بها وعلى علمها بزيارة الأحياء لمقابرها وعلى علمها بأحوال من بقي بعد أصحابها من مخالطيهم وعلى سماعها كلامهم. وقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} أريد فيه من الأسماع معنى الهداية. وهى متفاوتة في هذه الحياة أعلاها أرواح الأنبياء ثم الشهداء ثم سائر
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذه الصفحة بها بياض في جزء من النسخة المصورة وللفائدة أدرجت النص الناقص (من المتن فقط)