الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحضر ابن المبارك يومًا عند الثوري، فلم يتكلم بحرف حتى قام، فلما قام قال الثوري لأصحابه:" وددت أني أقدر أن أكودن مثلَه "(1).
وقال عبد الله بن أبي زكريا: " عالجت الصمت ثنتي عشرة سنة، فما بلغت منه ما كنت أرجو "(2).
وعن مالك عن سعيد بن أبي هند، قال:" وجدت الصمت أشدَّ من الكلام "(3).
وعن أرطاة بن المنذر قال: " تعلم رجل الصمت أربعين سنة، بحَصَاةٍ يضعها في فيه، لا ينزِعُهَا إلا عند طعام، أو شراب، أو نوم "(4).
قال الإمام مُوَرِّقٌ العجلي: " تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلتُ شيئًا قط إذا غضبت، أندم عليه إذا زال غضبي "(5).
الصمت سترٌ للعيوب:
ومن فضائل الصمت أنه يستر العيوب، فقد اجتمع قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفي، فقال أحدهما لصاحبه:" كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ "، فقال:" هي أكثر من أن تُحصى، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها "، قال:" وما هي؟ "، قال:" حفظ اللسان "(6).
استر العِيَّ ما استطعت بصمت
…
إن في الصمت راحةً للصمُوت
(1)" تقدمة الجرح والتعديل " ص (266).
(2)
" الصمت " لابن أبي الدنيا ص (303) رقم (713).
(3)
" الزهد " لا بن أبي عاصم رقم (36) ص (30).
(4)
" الصمت " لابن أبي الدنيا رقم (435).
(5)
" سير أعلام النبلاء "(4/ 354).
(6)
" الأذكار النووية " ص (287).