الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له الرجل: " وددت أنك لم تتعَنَّ "، فقال:" إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع "(1).
وعن ابن القاسم قال: (قيل لمالك: " لم لمْ تكتب عن عمرو بن دينار؟ "، قال: " أتيته والناس يكتبون عنه قيامًا، فأجْللْتُ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكتبه وأنا قائم ")(2)
وقال عبد الله بن المبارك: (وكنت عند مالك وهو يحدثنا؛ فلدغته عقرب؛ ستة عشر مرة (3)، ومالك يتغير لونه، ويصبر، ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من المجلس، وتفرق الناس، قلت:" يا أبا عبد الله، لقد رأيت منك اليوم عجبًا " قال: " إنما صبرت. إجلالا لحديث رسول صلى الله عليه وسلم ") (4).
فائدة:
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة شرحه لكتاب " صحيح مسلم ": (فصل: يستحب لكاتب الحديث إذا مر بذكر الله عز وجل أن يكتب " عز وجل " أو " تعالي " أو " سبحانه وتعالى " أو " تبارك وتعالي " أو " جل ذكره " أو " تبارك اسمه " أو " جلت عظمته " أو ما أشبه ذلك.
وكذلك يكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكمالها، لا رامزًا اليهما، ولا مقتصرًا على أحدهما.
وكذلك يقول في الصحابي: " رضي الله عنه "، فإن كان صحابيًا ابن
(1)" السابق "(1/ 409).
(2)
" السابق "(1/ 408)
(3)
كذا في الأصل، ولعله خطأ من الناسخ، والصواب:" ست عشرة مرة ".
(4)
" ترتيب المدارك "(1/ 155).
صحابي قال: " رضي الله عنهما "، وكذلك يترضى ويترحم على سائر العلماء والأخيار -أي يستحب ذلك أيضًا- ويكتب كل هذا وإن لم يكن مكتوبًا في الأصل الذي ينقل منه، فإن هذا ليس رواية وإنما هو دعاء، وينبغي أن يقرأ كل ما ذكرنا، وإن لم يكن مذكورًا في الأصل الذي يقرأ منه، ولا يسأم من تكرر ذلك، ومن أغفل هذا حُرِمَ خيرًا عظيمًا، وفَوَّتَ فضلاً جسيمًا) (1) اه-.
* * *
(1)" شرح النووي "(1/ 39).