الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التحذير من زلات العلماء وبيان آثارها
شبَّه العلماء زلة العالم بانكسار السفينة؛ لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير (1).
وقيل: زلة العالم مضروب بها الطبل.
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ثلاثٌ يَهْدِمْنَ الدين: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن (2)، وأئمة مُضِلُّون "(3).
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: " كيف أنتم عند ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم، فأما زلة العالم، فإن اهتدى؛ فلا تقلدوه دينكم، تقولون: نصنع مثل ما يصنع فلان، وننتهي عما ينتهي عنه فلان، وإن أخطأ؛ فلا تقطعوا إياسكم منه، فتُعينوا عليه الشيطان " الحديث (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " ويل للأتباع من عثرات العالم "، قيل: كيف ذلك؟ قال: " يقول العالم شيئًا برأيه، ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه؟ فيترك قوله ذلك، ثم يمضي الأتباع "(5).
(1) انظر: " جامع بيان العلم "(2/ 982).
(2)
نظر: " الموافقات "(4/ 90 - 91).
(3)
رواه الدارمي في " سننه "(1/ 71).
(4)
" جامع بيان العلم " رقم (1873).
(5)
رواه البيهقي في " المدخل " رقما (835، 836)، وابن عبد البر في " الجامع " رقم (1877).
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول في خطبته كثيرًا: " وإياكم وزيغةَ الحكيم؛ فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة، وقد يقول المنافق الحقَّ، فتلقَّوا الحق عمن جاء به؛ فإن على الحق نورًا "، قالوا:" وكيف زيغة الحكيم؟ "، قال:" هي كلمة تروعكم وتنكرونها، وتقولون: ما هذه؟ فاحذروا زيغته، ولا تَصُدَّنكم عنه؛ فإنه يوشك أن يفيء، وأن يُراجع الحقَّ "(1).
وقال الحسين بن فضل: " لكل عالم هفوة "(2).
وقال علي بن الحسين رحمه الله ورضي عن أبيه: " ليس ما لا يُعرف من العلم، إنما العلم ما عُرِف، وتواطأت عليه الألسن "(3).
وقال إبراهيم بن أبي عبلة رحمه الله: " من حمل شاذ العلم حمل شرًّا كثيرًا "(4).
قال مالك: (شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس " (5).
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: " لا يكون إمامًا في الحديث من تَتَبَّع شواذَّ الحديث، أو حدث بكل ما يسمع، أو حدَّث عن كل أحد "(6).
* * *
(1) رواه أبو داود في " سننه " رقم (4611)، والدارمي (1/ 67).
وقال البيهقي رحمه الله: " فأخبر معاذ بن جبل أن زيغة الحكيم لا توجب الإعراض عنه، ولكن يُترك من قوله ما ليس عليه نور، فإن على الحق نورًا -يعني والله أعلم- دلالة من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس على بعض هذا " اهـ.
(2)
" أسباب النزول " للواحدي ص (18).
(3)
" سير أعلام النبلاء "(3/ 391).
(4)
" السابق "(6/ 324).
(5)
" ترتيب المدارك "(1/ 184).
(6)
" جامع بيان العلم " رقم (1535).