الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
14 -
بَاب هَل يُعفَى عنِ الذِّمِّيِّ إذا سَحَر
؟
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أخبرني يُونُسَ، عَن ابْنِ شِهَابٍ سُئِلَ: أَعَلَى مَنْ سَحَرَ مِنْ أهْلِ الْعَهْدِ قَتْل؛ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ صُنِعَ لَهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَقتلْ مَنْ صنَعَهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ.
[حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئًا ولم يصنعه]
186 -
[3175] حَدَّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ المُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا هِشَام قالَ: حَدَّثَنِي أبِي عَنْ عَائِشَة (1)«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أنهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصنَعْهُ» (2).
وفي رواية: «سَحَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ
(1) تقدمت ترجمتها في الحديث رقم: 4.
(2)
[الحديث 3175] أطرافه في: كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، 4/ 108، برقم 3268. وكتاب الطب، باب السحر، 7/ 37، برقم 5763. وكتاب الطب، باب هل يستخرج السحر، 7/ 38، برقم 5765. وكتاب الطب، باب السحر، 7/ 38، برقم 5766. وكتاب الأدب، باب قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، 7/ 115، برقم 6063. وكتاب الدعوات، باب تكرير الدعاء، 7/ 211، برقم 6391. وأخرجه مسلم في كتاب السلام، باب السحر، 4/ 1719، برقم 2189.
(3)
الطرف رقم: 3268.
الأَعْصَمِ. . . "، وفيها: "مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبهُ؟ قَالَ؛ لَبيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وجُفِّ طَلْعِ نَخلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بئْرِ ذَرْوَانَ. فَأَتَاهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ وَكَأَنَّ رُؤوسَ نَخْلِهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِين " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا اسْتَخْرَجْتَهُ؛ قَالَ: "قَدْ عَافَانِي اللهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا".، فأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ» (1).
* شرح غريب الحديث: * سحر: السحر: كل ما لطف مأخذه ودق (4) وهو عبارة عما خفي ولطُف سببه (5) والسحر في عرف الشرع مختص بكل أمرٍ يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويُجرى مجرى التمويه والخداع (6) والسحر: عزائم وَرُقًى وَعُقدٌ تُؤَثِّرُ في الأبدان والقلوب، فيُمرضُ، وَيَقْتُلُ وَيُفرِّقُ بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه (7).
(1) من الطرف رقم: 5763.
(2)
من الطرف رقم 5765.
(3)
من الطرف رقم: 6063.
(4)
القاموس المحيط للفيروزآبادي، باب الراء، فصل السين، ص 519.
(5)
انظر: فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن بن حسن، 2/ 463.
(6)
المصباح المنير، للفيومي، كتاب السين، مادة:"سحر "، 1/ 268.
(7)
انظر: الكافي للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة، 5/ 331.
* مطبوب: أي مسحور، كنوا بالطب عن السحر تفاؤُلًا بالبرء كما كنوا بالسليم عن اللديغ (1).
* مشط ومشاطة: المشاطة: هي الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند التسريح بالمشط (2).
* مشاقة: هي المشاطة كما تقدم (3).
* جف طلعة ذكر: الجف: وعاء الطلع للنخل، وهو الغشاء الذي يكون فوقه (4).
* بئر ذروان: هي بئر لبني زريق بالمدينة (5).
* نقاعة الحناء: النقع: الماء الناقع وهو المجتمع، فنقع البئر هو ماؤها الناقع المجتمع (6).
* راعوفة البئر: راعوفة البئر وراعونة، تقال: بالفاء والنون، وهي صخرة تترك في أسفل البئر إذا حفرت تكون ثابتة هناك فإذا أرادوا تنقية البئر يقوم عليها المستقي، ويقال: بل هو حجر ثابت في بعض البئر يكون صُلْبا لا يمكنهم إخراجه ولا كسره، فيترك على حاله (7).
* تنشرت: النُّشرة بالضم نوع من الرقية يعالج به من كان يُظنُّ أن به مسا من الجن، سميت نشرة؛ لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء: أي يكشف ويزال (8).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
من صفات الداعية: الصبر على الابتلاء والامتحان.
2 -
من صفات الداعية: الإلحاح في الدعاء وتكريره.
(1) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الطاء مع الباء، مادة:"طبب" 3/ 110.
(2)
المرجع السابق، باب الميم مع الشين، مادة:"مشط" 4/ 334.
(3)
انظر: المرجع السابق، باب الميم مع الشين، مادة:"مشق" 4/ 334.
(4)
المرجع السابق، باب الجيم مع الفاء، مادة:"جفف " 1/ 278، 1/ 234.
(5)
انظر: المرجع السابق، باب الذال مع الراء، مادة:"ذرا" 2/ 160.
(6)
انظر: المرجع السابق، باب النون مع القاف، مادة:" نقع" 5/ 108.
(7)
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص 541، وانظر: رواية للبخاري برقم 6063.
(8)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب النون مع الشين، مادة:"نشر" 5/ 54.
3 -
من صفات الداعية: العفو.
4 -
من القواعد الدعوية: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
5 -
من أساليب الدعوة: التشبيه.
6 -
من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم: عصمته فيما يبلغه عن ربه عز وجل، وإخباره بمكان السحر.
7 -
من موضوعات الدعوة: بيان أهمية الأخذ بالأسباب وأنها لا تنافي التوكل.
8 -
من صفات اليهود: الخيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
9 -
من موضوعات الدعوة: التحذير من السحر وبيان خطره.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من صفات الداعية: الصبر على الابتلاء والامتحان: دل هذا الحديث على أن من صفات الداعية الصبر على الابتلاء والامتحان؛ لصبر النبي صلى الله عليه وسلم على أذى اليهود قاتلهم الله، فقد سحره اليهودي لبيد بن الأعصم، فلم يجزع صلى الله عليه وسلم، ولم ينتقم لنفسه، بل صبر، واحتسب وعفا صلى الله عليه وسلم عنه (1).
ثانيا: من صفات الداعية: الإلحاح في الدعاء وتكريره: من اليقين الذي لا شك فيه أن الإِلحاح في الدعاء وتكريره من أسباب الإِجابة وآداب الدعاء؛ ولهذا كرر النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لطلب الشفاء من الله عز وجل من مرض السحر كما قالت عائشة رضي الله عنها: «سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يقول الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يومٍ دَعَا ودَعَا» . . . " قال الإِمام القرطبي رحمه الله: "وقوله دعا ثم دعا: أي إظهارًا للعجز والافتقار، وعلما منه بأن الله هو الكاشف للكرب والأضرار، وقياما بعبادة الدعاء عند الاضطرار" (2) وقال الإِمام النووي رحمه الله في إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وتكريره: "هذا دليل لاستحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات، وحسن الالتجاء إلى الله
(1) انظر: الحديث رقم 9، الدرس الثامن، ورقم 66، الدرس الأول.
(2)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 571، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 10/ 228.
تعالى" (1) ومعلوم أن الإِلحاح في الدعاء: هو الإِقبال على الدعاء ولزومه والمواظبة عليه والإِقبال عليه، وتكريره (2) كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: "الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه: يا ربِّ يا ربِّ " (3).
وهذا يؤكد أهمية الإِلحاح في الدعاء؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي "(4) فينبغي للداعية أن يلح في الدعاء، ويكرره، ولا يستهين به، وقد أحسن الإِمام الشافعي رحمه الله حيث قال:
أتهزأُ بالدعاء وتزدريه
…
وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن
…
لها أَمَدٌ وللأَمدِ انقضاءُ (5)
ثالثا: من صفات الداعية: العفو: ظهر في هذا الحديث كمال عفو النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يعاقب لبيد بن الأعصم، ولم يتعرض له حتى بالكلام، ولم يسأله لِمَ سحره؟ وقد ذكر الإِمام الكرماني رحمه الله في فوائد هذا الحديث أن فيه:"كمال عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم"(6) وهذا يوضح للداعية أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في العفو والصفح، وعدم الانتقام للنفس، وبالله الثقة وعليه التكلان (7).
رابعا: من القواعد الدعوية: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح: لا شك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ ولهذا لم يقتل النبي لبيد بن الأعصم، ولم يُخرج السحر للناس فينشره ويشيعه ويخبر به من
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 427، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 10/ 228.
(2)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب اللام مع الحاء، 4/ 236.
(3)
مسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، في كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، 2/ 702، برقم 1015.
(4)
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، 7/ 198، برقم 6340، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم بعجل، 4/ 2095، برقم 2735.
(5)
ديوان الإمام الشافعي، جمعه محمد عفيف الزعبي، ص 17.
(6)
شرح الكرماني على صحيح البخاري، 3/ 197.
(7)
انظر: الحديث رقم 80، الدرس الثالث، ورقم 105، الدرس الرابع.
قابله، لئلا يثير شرّا على المسلمين (1) وقال صلى الله عليه وسلم:«أما الله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرّا» ، قال الإِمام النووي رحمه الله:"هذا من باب ترك مصلحة لخوف مفسدة أعظم منها، وهو من أهم قواعد الإِسلام "(2) وهذا يؤكد على الداعية العناية بالعمل بهذه القاعدة الدعوية النافعة (3).
خامسا: من أساليب الدعوة: التشبيه: التشبيه من أساليب الدعوة؛ ولهذا ثبت في هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة عن صفة بئر ذروان: «يا عائشة كأن ماءَها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين» ، قال الإِمام الكرماني رحمه الله في هذا التشبيه:"في كونها وحشة المنظر، سمجة الأشكال، وهو مثل في استقباح الصورة"(4) وقال الإِمام القرطبي رحمه الله: "وتشبيهه نخلها برؤوس الشياطين يعني أنها مستكرهة، مستقبحة المنظر، والمخبر، وهذا على عادة العرب إذا استقبحوا شيئا شبهوه بأنياب أغوال أو رؤوس الشياطين. . . "(5).
وهذا يبين أن أسلوب التشبيه يستخدم في التنفير، كما يستخدم في شد الانتباه، والله أعلم (6).
سادسا: من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم:
عصمته فيما يبلغه عن ربه عز وجل وإخباره بمكان السحر: من المعجزات التي تدل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: إعلام الله عز وجل له بمكان السحر، وعصمته صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه سبحانه وتعالى، فلم يؤثِّر السحر على عقله، ولا على رسالته، وقد ثبت في هذا الحديث أن الله عز وجل أخبره عن طريق الملكين: بأنه مسحور، وأن الذي سحره لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة، وأن هذا السحر في بئر ذروان. وهذا كله يدل على صدق نبُوَّته صلى الله عليه وسلم.
(1) انظر: الجمع بين روايات الحديث التي ظاهرها التعارض وليست كذلك: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 5/ 574، وشرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 428، وفتح الباري لابن حجر، 10/ 234 - 235.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 428، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 10/ 231.
(3)
انظر: الحديث رقم 167، الدرس الخامس ورقم 173، الدرس الثالث عشر.
(4)
شرح الكرماني على صحيح البخاري، 21/ 38.
(5)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 735.
(6)
انظر: الحديث رقم 18، الدرس الرابع، ورقم 19، الدرس الخامس.
أما ما حصل له من السحر فلا شك فيه؛ لأن أهل السنة وجمهور العلماء من الأمة على إثبات السحر وأن له حقيقة، كحقائق غيره من الأشياء الثابتة خلافا لمن أنكره ونفى حقيقته، وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها، وقد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، وذكر أنه مما يُتَعَلَّم، وذكر ما فيه إشارة إلى أنه مما يكفر بتعلمه، وأنه يفرق بين المرء وزوجه، وهذا كله مما لا يمكن أن يكون فيما لا حقيقة له، وكيف يُتعلَّم ما لا حقيقة له؛ (1).
وذكر الإِمام القرطبي رحمه الله: أن حديث عائشة رضي الله عنها يدل على أن السحر موجود، وأن له أثرا في المسحور بإذن الله عز وجل، قال:"وقد دل على ذلك مواضع كثيرة من الكتاب والسنة، بحيث يحصل بذلك القطع بأن السحر حق، وأنه موجود، وأن الشرع قد أخبر بذلك، كقصة سحرة فرعون "، ثم قال:"وبالجملة فهو أمر مقطوع به بإخبار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن وجوده، ووقوعه، فمن كذب بذلك فهو كافر، مكذب لله ولرسوله، منكر لما عُلم مشاهدة وعيانًا. . . "(2).
أما ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم فإنما سلط السحر على جسده وظاهر جوارحه، لا على عقله وقلبه واعتقاده (3) وقد بين الإِمام المازري، والإِمام القرطبي، والإِمام النووي رحمهم الله: أن بعض المبتدعة أنكر هذا الحديث، وزعم أنه يحط من منصب النبوة ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، وهذا الذي ادعاه هؤلاء المبتدعة باطل؛ لأن الدلائل القطعية قد قامت على صدقه صلى الله عليه وسلم، وعصمته فيما يتعلق بالتبليغ بقوله وفعله وتقريره، والمعجزة شاهدة بذلك، وتجويز ما قام الدليل بخلافه باطل، فأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسببها، ولا كان مفضلا من أجلها، وهو مما يعرض للبشر فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له (4).
(1) انظر: المعلم بفوائد مسلم، لأبي عبد الله محمد بن علي المازري 3/ 93، وشرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 424 - 425، وبدائع الفوائد لابن القيم 2/ 227، وفتح الباري لابن حجر، 10/ 226 - 227.
(2)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 568 - 569.
(3)
انظر: المعلم بفوائد مسلم للمازري، 3/ 93، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 5/ 570، وشرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 425، وفتح الباري لابن حجر، 10/ 227.
(4)
انظر: المعلم بفوائد مسلم، للمازري، 3/ 93، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 5/ 570 وشرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 425.
قال الإِمام القرطبي رحمه الله: "وأما عدم علم الطاعن فقد سلبه الله تعالى العلم بأحكام النبوات، وما تدل عليه المعجزات، فكأنهم لم يعلموا أن الأنبياء من البشر، وأنه يجوز عليهم من الأمراض، والآلام، والغضب، والضجر، والعجز، والسحر، والعين، وغير ذلك ما يجوز على البشر، لكنهم معصومون عما يناقض دلالة المعجزة، من معرفة الله تعالى، والصدق، والعصمة عن الغلط في التبليغ. . . "، ثم قال في النبي صلى الله عليه وسلم:"وهو الذي شهد له العليُّ الأعلى، بأن بصره ما زاغ وما طغى، وبأن فؤاده ما كذب ما رأى، وبأن قوله وحيٌ يُوحى، وأنه ما ينطق عن الهوى"(1) وهذا كله يؤكد عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه عز وجل، وأنها من معجزاته التي تدل على صدقه.
سابعا: من موضوعات الدعوة: بيان أهمية الأخذ بالأسباب وأنها لا تنافي التوكل: دل هذا الحديث على أن تعاطي الأسباب لا ينافي التوكل (2) ولهذا عندما سُحِرَ النبي صلى الله عليه وسلم، توكل على الله عز وجل وعمل بالأسباب، ومن أعظم ما فعله من الأسباب: أنه دعا الله عز وجل والتجأ إليه، وكرر الدعاء، فدعا ثم دعا، ثم عندما علم مكان السحر أمر بالبئر فدفنت، واستخرج السحر، وفي رواية:"فأمر به فأخرج"، وهذا يؤكد الأخذ بالأسباب وأنها لا تنافي التوكل، بل هي من التوكل (3).
ومن الأسباب التي ينبغي أن يأخذ بها المسلم وخاصة الداعية إلى الله عز وجل الوقاية من السحر قبل وقوعه، وعلاجه إذا وقع ويكون ذلك على النحو الآتي:
أولا: الوقاية من السحر قبل وقوعه: وذلك بالقيام بجميع الواجبات، وترك جميع المحرمات، والتوبة من جميع السيئات، والإِكثار من قراءة القرآن والتحصن بالدعوات والتعوذات المشروعة: كدعاء الصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبة، وأذكار النوم والاستيقاظ من النوم، وغير ذلك من الأذكار
(1) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 570، وانظر: فتح الباري، لابن حجر، 10/ 227.
(2)
انظر: الحديث رقم 30، الدرس الخامس.
(3)
انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 10/ 228، وانظر: حديث رقم 3، الدرس الخامس.
المشروعة (1) ومما ينفع بإذن الله عز وجل قبل وقوع السحر أكل سبع تمرات على الريق كل صباح، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من اصطبح بسبع تمرات عجوة (2) لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» (3) والأكمل أن تكون من تمر المدينة مما بين الحرتين؛ لرواية مسلم: «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي» (4) وقد ذكر الإمام ابن القيم أسبابا عشرة يندفع بها شر الحاسد، والعائن، والساحر، وهي: الاستعاذة بالله، وتقوى الله عز وجل، والصبر مع العفو، والتوكل على الله، ولا يخاف إلا من الله، والإقبال على الله والإخلاص له، والتوبة من الذنوب، والصدقة والإحسان، وإطفاء نار من يخاف شره بالإحسان إليه، وتجريد التوحيد وإخلاصه للعزيز الحكيم (5).
ثانيا: علاج السحر بعد وقوعه: وذلك بإخراج السحر وإبطاله إذا علم مكانه بالطرق المباحة شرعا، وهذا من أبلغ ما يعالج به المسحور كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله، (6) وإذا لم يعلم مكانه بالطرق المباحة شرعا، فحينئذ لم يبق إلا الالتجاء إلى الله عز وجل، والرقية بالقرآن، والدعوات النبوية التي ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) وإن أخذ بالتجارب في العلاج بالرقية كان ذلك حسنا، ومن ذلك أن يدق سبع ورقات من سدر أخضر بين حجرين، أو نحوهما، ثم يصب عليها ما يكفيه للغسل من الماء، ويقرأ فيها: آية الكرسي (8) وآيات السحر: في سورة الأعراف، ويونس، وطه (9) وسورة:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] وسور
(1) انظر: زاد المعاد لابن القيم، 4/ 126 - 127، وفتاوى العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، 3/ 277.
(2)
العجوة: نوع جيد من التمر، شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 246.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الطب، باب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه والخبيث، 7/ 42، برقم 5779، ومسلم، كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة، 3/ 1618، برقم 2047.
(4)
صحيح مسلم برقم 2047، وتقدم تخريجه في الذي قبله. وانظر: الطب من الكتاب والسنة للعلامة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي ص 78.
(5)
انظر: بدائع الفوائد، 2/ 238 - 245.
(6)
انظر: زاد المعاد لابن القيم، 14/ 124، وقد دل عليه أصل حديث الدراسة، الطرف رقم 5765، والطرف رقم 6063.
(7)
انظر: مجموع فتاوى ابن باز، 3/ 279.
(8)
انظر: سورة البقرة، الآية:255.
(9)
انظر: سورة الأعراف الآيات: 117 - 122، ويونس، الآيات: 79 - 82، وطه، الآيات: 65 - 70.
المعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] ثم يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة إلى إعادته أعيد ولو مرات، حتى يزول المرض، وقد جرب كثيرا فنفع الله به، وهو جيد لمن حبس عن زوجته (1).
ثامنا: من صفات اليهود: الخيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم: إن اليهود لهم صفات قبيحة ذميمة منها الخيانة لله ولرسله عليهم الصلاة والسلام، وقد دل هذا الحديث على هذه الصفة؛ لأن لبيد بن الأعصم سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحصل له ما حصل من الألم والمشقة، وقد فعلوا أكثر من هذا بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال عز وجل:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 155](2).
تاسعا: من موضوعات الدعوة: التحذير من السحر وبيان خطره: لا شك أن من موضوعات الدعوة التي ينبغي للداعية أن يعتني بها تحذير الناس من السحر وبيان خطره، ومما يدل على خطره تأثر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم به، فكيف بضعفاء المسلمين؟ ولهذا الخطر العظيم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من السحر أشد التحذير فقال:«اجتنبوا السبع الموبقات" (3) قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» (4) وقد بين الله عز وجل أن الساحر لا يفلح فقال: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69](5)
(1) انظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن بن حسن، 2/ 502، ومجموع فتاوى العلامة ابن باز، 3/ 279، وانظر: مصنف عبد الرزاق 11/ 13، وفتح الباري لابن حجر، 10/ 233، وقد شاهدت الشفاء بإذن الله عز وجل لمن رقي بذلك مرات عديدة ولله الحمد.
(2)
سورة النساء، الآية:155.
(3)
الموبقات: المهلكات. تقدم في شرح غريب الحديث رقم 12، ص 130.
(4)
متفق عليه: البخاري برقم 2766، ومسلم برقم 89، وتقدم تخريجه في أحاديث الدراسة برقم 12، ص 130.
(5)
سورة طه الآية: 69.
والساحر ليس له في الآخرة من نصيب، قال الله عز وجل:{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 102](1) وبين الله عز وجل أن من تعلم السحر كفر، فقال:{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة: 102](2)؛ ولخطر السحر على المسلمين حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الذهاب إلى السحرة والكهان فقال: «من أتى عرافا (3) فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (4).
وهذا فيه التحذير الشديد من إتيان الكهان والعرافين، وأن من فعل ذلك ولم يصدقهم فلا ثواب له في صلاة أربعين ليلة (5) أما من أتاهم وصدقهم فإنه يكفر بالقرآن والسنة (6)؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أتى كاهنا (7) أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» -" (8).
وهذا يؤكد كفر الكاهن والساحر والعراف؛ لأنهم يدعون علم الغيب، والمصدق لهم الذي يعتقد ذلك ويرضى به كافر، أسأل الله لي ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة (9).
وقد برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن تعاطى السحر والكهانة وممن تلقى ذلك عنهم فقال: «ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر
(1) سورة البقرة، الآية:102.
(2)
سورة البقرة الآية: 102.
(3)
العراف: هو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها، وهو الذي يدعي معرفة مكان المسروق، ومكان الضالة ونحو ذلك. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 14/ 474، 478.
(4)
مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، 4/ 1751، برقم 2330، وانظر: شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب 2/ 667.
(5)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 478.
(6)
انظر: فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن بن حسن، 2/ 490.
(7)
الكاهن: هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار ومطالعة علم الغيب.
التعريفات للجرجاني ص 233، وانظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 474.
(8)
أحمد في المسند، 2/ 429، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 135؛ والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/ 8، وقال الذهبي في الكبائر ص 141:"إسناده صحيح"، وأخرجه مطولا: أبو داود، كتاب الطب، باب في الكاهن، 4/ 15، برقم 3904، والترمذي كتاب الطهارة، باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض، 1/ 242، برقم 135، وأحمد في المسند 2/ 408، وابن ماجه في كتاب الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض؛ 1/ 209، برقم 639، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/ 739، برقم 3305.
(9)
انظر: فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن، 2/ 491.
له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» -" (1) ومما يؤكد خطر السحر والتحذير منه الأمر بقتل الساحر؛ لعظم شره، وإراحة الناس من سحره، فعن عمرو بن دينار سمع بجالة يحدث عمرو بن أوس وأبا الشعثاء: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس إذ جاءنا كتاب عمر قبل موته بسنة: "اقتلوا كل ساحر وساحرة"، قال فقتلنا في يوم ثلاث سواحر (2) وأمرت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها بقتل جارية لها سحرتها فقتلت (3) وقتل جندب الأزدي ساحرا عند الوليد بن عقبة أمير الكوفة (4) وعن جندب البجلي رضي الله عنه: "حد الساحر ضربة بالسيف" (5) قال الترمذي رحمه الله: "والصحيح عن جندب موقوف، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس، وقال الشافعي: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر، فإذا عمل عملا دون الكفر فلم نر عليه قتلا" (6) وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: "وحد الساحر القتل روي ذلك عن عمر، وعثمان بن عفان، وابن عمر، وحفصة، وجندب بن عبد الله، وجندب بن كعب، وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز، وهو قول
(1) أخرجه البزار [مختصر زوائد مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد لابن حجر] 1/ 646، برقم 1170، وقال المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 618:"رواه البزار بإسناد جيد".
(2)
أبو داود، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب أخذ الجزية من المجوس، 3/ 168، برقم 3043، وأحمد في المسند، 1/ 190 - 191 واللفظ له ولابن أبي شيبة في المصنف، 10/ 136، برقم 9031، وعبد الرزاق في المصنف، 1/ 179، برقم 18745، والبيهقي في السنن الكبرى، 8/ 136، والبيهقي في معرفة السنن والآثار 12/ 203، برقم 16456. وانظر: صحيح البخاري، حديث رقم 3156، وسنن الترمذي برقم 1586، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 2/ 590.
(3)
موطأ الإمام مالك 2/ 871، وعبد الرزاق في المصنف، 10/ 180، برقم 18747، وابن أبي شيبة في المصنف، 9/ 146، و 10/ 135، برقم 9029، ومعرفة السنن والآثار، لأحمد بن حسين البيهقي 12/ 203، برقم 16457.
(4)
الطبراني في المعجم الكبير 2/ 177، برقم 1725، وعبد الرزاق في المصنف، 10/ 182، برقم 18748، والبيهقي في السنن الكبرى، 8/ 136.
(5)
سنن الترمذي، كتاب الحدود، باب ما جاء في حد الساحر، 4/ 60، برقم 1460، والطبراني في الكبير، 2/ 161، برقم 1665، و 1666، وانظر: فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن 2/ 477.
(6)
سنن الترمذي 4/ 60.
أبي حنيفة، ومالك " (1).
وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول: "والمقصود أن الساحر إذا عرف يقتل، فحده السيف، مثل ما أمر عمر رضي الله عنه بقتل السحرة، والسحر يعالج بالرقى الشرعية، ولا يجوز تعلم السحر، ولا تعليمه، ولا إقراره"(2).
وكل ما سبق يؤكد للداعية أهمية تحذير الناس أشد التحذير من السحر وتعلمه، وتعليمه، والعلاج به، والله عز وجل المستعان.
(1) المغني لابن قدامة، 12/ 302. وانظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي 5/ 574، وزاد المعاد لابن القيم 5/ 62، وفتح المجيد لشرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن، 2/ 474 - 475.
(2)
سمعت ذلك من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم 3175. من صحيح البخاري.