الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
173 -
باب الحربِي إِذَا دخَل دار الإسْلامِ بغَيْرِ أمَانٍ
[حديث أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر]
134 -
[3051] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع (1) عَنْ أَبِيهِ قَالَ:«أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَيْنٌ مِنَ المُشْرِكِينَ- وَهُوَ فِي سَفَرٍ - فجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثمَ انفتلَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " اطْلُبُوهُ، وَاقْتُلُوه "، فقتَلْتُهُ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَه» (2).
* شرح غريب الحديث: * " عين " العين: الجاسوس (3).
* " انفتل " التوى وانصرف (4).
* " نَفَّلَهُ " النفْل: الزيادة، والنَّفَل بالتحريك الغنيمة. (5).
* " سلبه " السلب: هو الذي يُقْضَى به للقاتل في الحرب وهو ما كان على المقتول: من اللباس، وما كان معه من السلاح والدوابِّ وآلة الحرب وغير ذلك (6).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها: 1 - من صفات الداعية: طاعة ولي أمر المسلمين في المعروف.
2 -
من صفات الداعية: الشجاعة.
3 -
من وظائف الإمام المسلم: قتل الجاسوس الحربي الكافر.
4 -
من وسائل الدعوة: تشجيع الشجاع على شجاعته.
(1) تقدمت ترجمته في الحديث رقم 74.
(2)
وأخرجه مسلم، في كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، 3/ 1374، بر قم 1754.
(3)
انظر: غريب الحديث رقم 132، ص 762.
(4)
المعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية، مادة:" فتل " 2/ 673.
(5)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب النون مع الفاء، مادة " نفل " 5/ 99.
(6)
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص 438، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع اللام، مادة:" سلب " 2/ 387.
5 -
من وسائل الدعوة: أخذ الحذر والحيطة.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي: أولا: من صفات الداعية: طاعة ولي أمر المسلمين في المعروف: إن من الصفات الحميدة والأعمال الجليلة: طاعة ولي أمر المسلمين في غير معصية الله عز وجل؛ ولهذه الأهمية بادر سلمة بن الأكوع رضي الله عنه امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم فلحق بالجاسوس فقتله، وهذا يبيِّن أهمية طاعة ولي أمر المسلمين بالمعروف (1).
ثانيا: من صفات الداعية: الشجاعة: ظهر في هذا الحديث أن الشجاعة من صفات الداعية؛ ولهذا قتل ابن الأكوع الجاسوس بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وظهرت قوته وشجاعته رضي الله عنه في ذلك كما في هذا الحديث (2).
ثالثا: من وظائف الإمام المسلم: قتل الجاسوس الحربي الكافر: إن من الأمور المهمة أن يُقْضَى على جواسيس الكفار بالقتل، وذلك من وظائف الإمام الأعظم، يأمر به ويشرف على تنفيذه؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن الأكوع رضي الله عنه بقتل الجاسوس فقتله رضي الله عنه؛ قال الإمام النووي رحمه الله في ذكره لفوائد هذا الحديث:" وفيه قتل الجاسوس الكافر الحربي وهو كذلك بإجماع المسلمين "(3).
رابعا: من وسائل الدعوة: تشجيع الشجاع على شجاعته: لا شك أن من وسائل الدعوة تشجيع الشجاع على شجاعته؛ ولهذا أعطى النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن الأكوع رضي الله عنه سلب الجاسوس الذي قتله ففي هذا الحديث: «فنفله سلبه» ، وفي رواية مسلم قال ابن الأكوع رضي الله عنه: «فخرجت أشتد فكنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع
(1) انظر: الحديث رقم 95، الدرس الأول، ورقم 96، الدرس الثاني، ورقم 102، الدرس التاسع.
(2)
انظر: الحديث رقم 35، الدرس الخامس، ورقم 61، الدرس الثاني.
(3)
شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 310.
ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر، ثم جئت بالجمل أقوده عليه رحله وسلاحه، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقال:" من قتل الرجل؟ " قالوا: ابن الأكوع، قال:" له سلبه أجمع» (1) وهذا يؤكد أهمية تشجيع الشجاع؛ قال العلامة الملا علي القاري رحمه الله: " ويستحب للإِمام التحريض على القتال بالتنفيل، فيقول: من قتل قتيلا فله سلبه، أو يقول للسرية: قد جعلت لكم النصف أو الربع بعد الخمس " (2).
خامسا: من وسائل الدعوة: أخذ الحذر والحيطة: دل هذا الحديث بمفهومه على أن من وسائل الدعوة أخذ الحذر والحيطة من أعداء الإِسلام؛ ولهذا أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بالحذر عندما جاء الرجل وجلس مع أصحابه كما في هذا الحديث، ففطن صلى الله عليه وسلم لذكائه وعلم بأنه جاسوس فقال:«اطلبوه واقتلوه» . وهذا يؤكد أهمية أخذ الحذر والحيطة مع الاستعانة بالله والاعتماد عليه (3).
(1) مسلم برقم: 1754 وتقدم تخريجه في أول الحديث في هذا الباب، ص 777.
(2)
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 7/ 506.
(3)
انظر: الحديث رقم 45، الدرس الثاني.