الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
180 -
باب إذا أسلم قوم في دَارِ الحرب ولهُمْ مال وأَرَضُونَ فَهي لهمْ
[حديث استعمال عمر بن الخطاب مولى له يدعى هنيا ونصيحته له]
136 -
[3059] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ (1)" أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب رضي الله عنهم اسْتَعْملَ مَوْلىً لَهُ يُدْعَى هُنَيا (2) عَلَى الْحِمَى، فَقَالَ: يَا هُنَيُ اضْمُمْ جَنَاحكَ عَن الْمُسْلِمِينَ، وَاتَقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ (3) فإن دعْوَةَ الْمَظْلُومٍ مُسْتَجَابة. وأَدْخِلْ ربَّ الصُّرَيمَةِ، وَرَبَّ الغُنَيْمَةِ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ وَنعَمَ ابْنِ عَفَّانَ؛ فَإنَهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَا إِلَىِ نَخْلٍ وَزَرْعٍ، وإن رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الغُنَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَأْتِنِي بِبَنِيهِ فيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمؤمِنينَ أَفَتَارِكُهُمْ أَنا لَا أَبَا لَكَ؟ فَالْمَاءُ وَالْكَلأُ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَب وَالْوَرِقِ، وَأيْمُ الله إِنَهُمْ لَيَرَوْنَ أني قَدْ ظَلَمْتُهُمْ؛ إِنَهَا لَبِلادُهُمْ، فَقَاتَلَوا عَلَيْهًا فِي الْجَاهِليِّة وَأسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الإِسْلامِ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْمَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ الله مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلادهِمْ شِبْرا".
* شرح غريب الحديث: * " الحمى " الحمى خلاف المباح وهو الممنوع (4).
* " اضمم جناحك عن المسلمين ": أي أَلِنْ جَانِبَك وارفق بهم (5).
* " الصريمة " الإِبل القليلة (6).
(1) أسلم أبو زيد، الفقيه الإمام، القرشي العدوي المدني، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قيل: هو من سبي عين التمر - بلدة غرب الكوفة - وقيل: هو يماني وعليه الأكثر، وقيل: حبشي، اشتراه عمر في الحج في العام الذي يلي حجة الوداع، روى عن عمر وعثمان ومعاوية ومعاذ وابن عمر، والصديق وطائفة من الصحابة رضي الله عنهم علما كثيرا وبلغه، قيل: مات سنة ثمانين للهجرة. انظر: تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، 1/ 117، وسير أعلام النبلاء للذهبي 4/ 98.
(2)
هني مولى عمر وعامله على الحمى، روى عن أبي بكر، وعمر، ومعاوية، وعمرو بن العاص، ولم أجد له غير هذه الترجمة، انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر، 11/ 65.
(3)
وفي نسخة فتح الباري " واتق دعوة المسلمين " قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: 6/ 176، " في رواية الإسماعيلي، والدارقطني، وأبي نعيم " دعوة المظلوم ".
(4)
انظر: شرح غريب الحديث رقم 118، ص 692.
(5)
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الضاد مع الميم، مادة:" ضمم " 3/ 101.
(6)
المرجع السابق، باب الصاد مع الراء، مادة:" صرم " 3/ 27.