الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
147 -
بَابُ قَتْلِ الصِّبْيَانِ فِي الْحَرْبِ
[حديث إنكار النبي صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان]
119 -
[3014] حدثنا أحمد بن يونس: أخبرنا الليث، عن نافع: أن عبد الله (1) رضي الله عنه أخبره: «أن امرأةً وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولةً، فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان» (2).
وفي رواية: «وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان» (3).
الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
من موضوعات الدعوة: تحذير المجاهدين في سبيل الله عن قتل النساء والصبيان.
2 -
من صفات الداعية: مراعاة أحوال المدعوين.
3 -
من صفات الداعية: الرحمة.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولًا: من موضوعات الدعوة: تحذير المجاهدين في سبيل الله عن قتل النساء والصبيان: إن الإسلام دين العدالة، والرحمة والرعاية لمصالح الناس؛ وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قتل النساء والصبيان في الجهاد في سبيل الله عز وجل ونهى عن ذلك، وهذا يؤكد على أن ذلك من موضوعات الدعوة التي ينبغي أن يبينها الداعية للمجاهدين ويحذرهم من قتل النساء والصبيان إلا إذا شاركوا في المعارك الحربية، أو اختلطوا أثناء المعارك بالكفار ولا يستطيع المسلمون التمييز؛ فإنهم حينئذ يقتلون تبعًا لا قصدًا، لعدم التمييز (4)؛ ولهذا ثبت عن بريدة رضي الله عنه أنه قال: «كان رسول الله" إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصة نفسه
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، تقدمت ترجمته في الحديث رقم 1.
(2)
[الحديث 3014] طرفه في: كتاب الجهاد والسير، باب قتل النساء في الحرب، 4/ 26، برقم 3015. وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب، 3/ 1364، برقم 1744.
(3)
الطرف رقم 3051.
(4)
انظر: الحديث رقم 118، الدرس الثالث.
بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال:"اغزوا بسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال. . . " ثم بين هذه الخصال: الإسلام والهجرة، أو الإسلام دون الهجرة ويكونون كأعراب المسلمين، فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية، فإن امتنعوا عن ذلك استعان بالله وقاتلهم» (1).
وهذا يؤكد على أن الهدف من الجهاد هو إعلاء كلمة الله عز وجل (2).
ثانيا: من صفات الداعية: مراعاة أحوال المدعوين: ظهر في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يراعي أحوال المدعوين؛ ولهذا أنكر صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان في الجهاد، ونهى عن ذلك؛ لأن هؤلاء ليسوا من أهل القتال، وهم من جملة غنائم المسلمين (3) ولكن إذا شاركوا في القتال أو اختلطوا بالمقاتلين الكفار قتلوا معهم، قال الله عز وجل:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190](4).
فقتال المجاهدين يكون لمن نصب الحرب للمسلمين أو أعان على ذلك معهم (5) وهذا يؤكد على أهمية مراعاة أحوال المدعوين (6).
ثالثًا: من صفات الداعية: الرحمة: لا شك أن من الصفات الحميدة التي ينبغي للداعية أن يتصف بها الرحمة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان رحمة بهم، وأنكر قتل هؤلاء (7).
(1) صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها، 3/ 1356، برقم 1731.
(2)
انظر: الاستذكار لابن عبد البر، 14/ 54 - 82، والمنهل العذب الفرات، لعبد العال أحمد 3/ 243.
(3)
انظر: الإفصاح عن معاني الصحاح للوزير ابن هبيرة 4/ 196، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي 3/ 527.
(4)
سورة البقرة، الآية:190.
(5)
انظر: الاستذكار لابن عبد البر، 14/ 63.
(6)
انظر: الحديث رقم 19، الدرس الثالث.
(7)
انظر: الحديث رقم 5، الدرس الأول، ورقم 15، الدرس الأول، ورقم 50، الدرس الرابع.