الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1597 -
[75] وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 3/ 352، 360].
* * *
2 - باب تمني الموت وذكره
ــ
طعن الجن، وقال بعض الناس: قد يجد المطعون كضرب الطعن وجراحته، ولذلك سمي طاعونًا.
1597 -
[75](جابر) قوله: (كالفار من الزحف) وهو الجيش يرجعون إلى العدو، أي: يمشون، وأصله من زحف الصبي: إذا مشى على استه.
2 -
باب تمني الموت وذكره
الْمَنَى والتَّمْنِيةُ في الأصل بمعنى التقدير، ومنه الأمنية بضم الهمزة وسكون الميم بمعنى شهوة النفس وهواه في إرادة شيء وحصوله، وإن كان محالًا، وفي الحقيقة: هو إظهار محبته من غير طمع وتوقع في الحصول، والتمني تفعل منه.
وتمني الموت مكروه إن كان من إصابة ضرر دنيوي كمرض وفقر ونحوهما؛ لأنه في معنى التبرم عن قضاء اللَّه وسخطه، وإن كان لمحبة اللَّه والشوق إلى لقائه، والخلاص من مضيق هذه الدار الفانية ومحنتها إلى تلك الآخرة ونعيمها فهو من علامة الإيمان وكماله، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:(اخترت الرفيق الأعلى)، وقول عمار بصفين: غدًا ألقى الأحبةَ: محمدًا وحزبه (1)، وقال حذيفة حين احتضر: (جاء حبيب على ناقة لا أفلح
(1) أخرجه البزار في "مسنده"(1410) وفيه "اليوم ألقى. . . إلخ"، وأما "غدًا ألقى. . . إلخ" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
من ندم) (1)، وقال بلال: حين قالت زوجته عند موته: واكرباه: لا بل واطرباه، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: أحب الموت اشتياقًا إلى ربي (2)، وقال اللَّه سبحانه لأهل الكتاب حين قالوا:{لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: 111]، وقالوا:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94] وقال: {قُلْ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [الجمعة: 6]؛ لأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاقها وأحبَّ التخلص إليها من هذه الدار ذات الشوائب، وكذا من زعم أنه من أهل ولاية اللَّه اشتاق إلى جوار اللَّه وقربه والانتقال من دار البلية إلى محل الكرامة، وكل محب يشتاق لقاء محبوبه، وكذا لا يكره تمني الموت لخوف إصابة ضرر في الدين لقوله صلى الله عليه وسلم:(وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك)(3)، وذكر الموت كناية عن الخوف والخشية من اللَّه، والعمل بمقتضاه، والتوبة والاستغفار، وتقديم ما ينفع في الدار الآخرة، وإلا فذكره بدون العمل ليس بشيء، بل ربما يورث القسوة كذكر اللَّه بالغفلة كما قال بعض العارفين في قوله تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 22].
= فهو قول بلال رضي الله عنه حين نادت امرأته: واحزناه، فقال:"واطرباه، غدًا ألقى. . . إلخ". انظر: "الشفا"(2/ 53)، و"المواهب اللدنية"(1/ 144).
(1)
أخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 547).
(2)
أخره أبو داود في "الزهد"(237)، والبيهقي في "الشعب"(9611).
(3)
أخرجه الحاكم في "المستدرك"(1/ 708).