الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤمِنِ". [د: 3110، شعب: 7/ 255، ح: 10219].
1612 -
[15] وَعَن أَنَس قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ:"كَيْفَ تِجِدُكَ؟ " قَالَ: أَرْجُو اللَّه يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 983، جه: 4261].
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
1613 -
[16] عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَمَنَّوُا الْمَوْتَ فَإِنَّ هَوْلَ الْمُطَّلَعِ شَدِيدٌ،
ــ
الغضبان، أي: موت الفجاءة من آثار غضب اللَّه؛ لأنه لم يتركه لأن يستعد للآخرة بالتوبة والعمل، وهذا للكافر ولمن ليس على طريقة محمودة بدليل الرواية الأخرى.
1612 -
[15](أنس) قوله: (تجدك) من الوجدان بمعنى العلم، فيكون من أفعال القلوب.
وقوله: (لا يجتمعان) أي: الخوف والرجاء، وقد فهم غلبة الرجاء من تعليقه باللَّه وتعليق الخوف بالذنوب مع ما فيه من رعاية الأدب.
الفصل الثالث
1613 -
[16](جابر) قوله: (فإن هول المطلع) بضم الميم وتشديد الطاء وفتح اللام: موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار، والمراد ما يطلع عليه العبد من أهوال الآخرة في مواقف القيامة، وأمور يطلع عقيب الموت من أحوال البرزخ، وبه فسروا قول
وَإِنَّ مِنَ السَّعَادَةِ أَنْ يَطُولَ عُمُرُ الْعَبْدِ وَيَرْزُقَهُ اللَّهُ عز وجل الإِنَابَةَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 3/ 332].
1614 -
[17] وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَّرَنا وَرَقَّقَنَا، فَبَكَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا سَعْدُ! أَعِنْدِي تَتَمَنَّى الْمَوْتَ؟ " فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
ــ
أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: لو أن لي ما في الأرض لافتديت به من هول المطلع، وقال الطيبي (1): يريد ما يشرف عليه العبد من سكرات الموت وشدائده؛ فإنه إنما يتمناه من قلة صبر وضجر، فإذا جاء متمناه يزداد ضجرًا على ضجر، فيستحق مزيد سخط على سخط، يعني: أي فائدة في تمني الموت إلا تمني الشدائد والآلام، ومن شأن العاقل أن لا يتمنى ما يقع بسببه في الشدة والبلاء، وهو واقع لا محالة.
وقوله: (الإنابة) أي: الرجوع والإقبال إليه.
1614 -
[17](أبو أمامة) قوله: (فذكرنا ورققنا) من التذكير والترقيق، ونصب ضميري المتكلم.
وقوله: (يا ليتني مت) يقال: مات يموت ويمات ويميت، فعلى الأول مت بضم الميم وعلى الآخرين بكسرها.
وقوله: (أعندي تتمنى الموت؟ ) أي: وتمنيه منهي عنه، أو المراد: في حضرتي وحياتي تتمنى الموت، وحضورك عندي ومشاهدتك لجمالي وكمالي خير لك من الموت، وإن حصل لك بعد الموت نعيم ودرجات فكل ذلك لا يوازي النظر إلى وجهي
(1)"شرح الطيبي"(3/ 334).
ثُمَّ قَالَ: "يَا سَعْدُ! إِنْ كُنْتَ خُلِقْتَ لِلْجَنَّةِ فَمَا طَالَ عُمُرُكَ وَحَسُنَ مِنْ عَمَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 5/ 267].
1615 -
[18] عَن حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعًا، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "لَا يتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ" لَتَمَنَّيْتُهُ. . . . .
ــ
والتشرف بصحبتي، وهو في الدنيا جنة مثل جنة الآخرة بل أعلى وألذ منها، ولنعم ما قال بعض الفقراء حين سئل: الحياة خير للمؤمنين أو الممات؟ فأجاب: بأن في زمان النبوة الحياة خير وبعده الممات.
وقوله: (إن كنت خلقت للجنة) فإن قلت: هو من العشرة المبشرة فكيف أتى بكلمة الشك، قلت: لعل البشارة حصل بعد هذا القول بوحي من اللَّه عز وجل أو هذا إشارة إلى عظيم هذا الأمر، ومن شأنه أن لا يحرم بذلك، وقال الطيبي (1):(إن) ههنا للتعليل كما قوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، فتدبر.
وقوله: (حسن من عملك)(من) زائدة، وزيادة (مِنْ) في المثبت جائزة على قول الأخفش، ويحتمل أن تكون تبعيضية، فافهم.
1615 -
[18](حارثة بن مضرب) قوله: (حارثة بن مضرب) بضم الميم وتشديد الراء المكسورة قبلها معجمة، الكوفي ثقة من الثانية. و (خباب) بتشديد الموحدة، ابن الأرت.
وقوله: (قد اكتوى) من الكي، وهو إحراق جسده بحديدة أو نحوها. و (سبعًا) أي: في سبع مواضع من بدنه، وقد اختلفت الأحاديث والآثار في جوازه والنهي عنه،
(1)"شرح الطيبي"(3/ 335).
وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَمْلِكُ دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي جَانِبِ بَيْتِيَ الآنَ لأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِكَفَنِهِ فَلَمَّا رَآهُ بَكَى، وَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ إِلَّا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، إِذَا جُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ قَلَصَتْ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَإِذَا جُعِلَتْ عَلَى قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ حَتَّى مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ وَجُعِلَ عَلَى قَدَمَيْهِ الإِذْخِرُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ:"ثُمَّ أُتِي بِكَفَنِهِ" إِلَى آخِرِهِ. [حم: 5/ 111، ت: 970].
* * *
ــ
ويجيء تحقيقه في (كتاب الطب والرقى) إن شاء اللَّه تعالى.
وقوله: (ولقد رأيتني) أي: علمتني، وكأنه اضطر إلى تمني الموت لضر أصابه فاكتوى بسببه، أو غنى خاف منه البطر، وهذا هو المناسب بسياق الحديث، ثم تحسر على تغير حالته التي كانت في صحبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (ثم أتى بكفنه) وكان نفيسًا من الأقمشة.
وقوله: (لكن حمزة) وهو سيد الشهداء عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، استدراك عن محذوف أي هذا جائز، ولكن ليس فيه اقتفاء بكبار الصحابة في الفقر والشدة؛ لأن حمزة رضي الله عنه والذين معه عليه مضوا على ما مضوا، والتنوين في (بردة) للتحقير. و (الملحاء) من البرود ما فيه خطوط بيض وسود. و (قلصت) أي: اجتمعت وانضمت وقصرت وزالت.
وقوله: (جعل على قدميه) أي: سُتِرت قدماه بالإذخر، وهي بكسر الهمزة وسكون الذال وكسر الخاء المعجمتين: حشيشة معروفة يسقف بها البيوت، وتجعل في القبور.