الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعائه والاستغاثة به، أو عند قبر الحسين أو البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم. والله المستعان.
حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، أما بعد:
فقد سئلت عن حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور، فأجبت بما يلي:
إذا كانت الزيارة لسؤال الموتى والتقرب إليهم بالذبائح والنذر لهم والاستغاثة بهم ودعوتهم من دون الله فهذا شرك أكبر، وهكذا ما يفعلونه مع من يسمونهم بالأولياء، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، حيث يعتقدون فيهم أنهم ينفعونهم أو يضرونهم أو يجيبون دعوتهم أو يشفون مرضاهم، كل هذا شرك أكبر والعياذ بالله، وهذا كعمل المشركين مع اللات والعزى ومناة، ومع أصنامهم وآلهتهم الأخرى.
والواجب على ولاة الأمر والعلماء في بلاد المسلمين أن ينكروا هذا العمل، وأن يعلموا الناس ما يجب عليهم من شرع الله، وأن يمنعوا هذا الشرك، وأن يحولوا بين العامة وبينه، وأن يهدموا
القباب التي على القبور ويزيلوها؛ لأنها فتنة، ولأنها من أسباب الشرك، ولأنها محرمة، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور، وأن تجصص، وأن يقعد عليها، وأن يصلى إليها، ولعن من اتخذ عليها المساجد، فلا يجوز البناء عليها، لا مساجد ولا غيرها، بل يجب أن تكون بارزة ليس عليها بناء، كما كانت قبور المسلمين في المدينة المنورة، وفي كل بلد إسلامي لم يتأثر بالبدع والأهواء.
أما زيارة القبور للذكرى والدعاء للموتى والترحم عليهم فذلك سنة في حق الرجال من دون شد رحل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (1)» أخرجه مسلم في صحيحه، «وكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين (2)»، وخرج الترمذي رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر
(1) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) باقي مسند أبي هريرة برقم 9395، ومسلم في (الجنائز) باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة أمه برقم (976).
(2)
رواه مسلم في (الجنائز) باب ما يقال عند دخول القبور برقم (974).
الله لنا ولكم، انتم سلفنا ونحن بالأثر (1)»، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى (2)» .
والله ولي التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
(1) رواه الترمذي في (الجنائز) باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر برقم (1053).
(2)
رواه البخاري في (الجمعة) باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة برقم (1189)، وفي (الحج) باب حج النساء برقم (1864)، ومسلم في (الحج) باب سفر المرأة مع محرم برقم (827) واللفظ له.
لا يجوز التبرك بالأموات
س: مات عندنا في البلد رجل وجاء خبر وفاته في النهار ورأينا نساء مسنات من البلد يذهبن إلى بيته وهو مسجى بعد تكفينه وسط النساء وهن حوله فسألناهن لم تذهبن عنده قلن نتبارك به. فما حكم عملهن هذا؟
وهل هو سنة؟.
ج: هذا العمل لا يجوز، بل هو منكر؛ لأنه لا يجوز لأحد أن