الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم إن كان من أهل الكبائر فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، فإن ارتد عن الإسلام ومات مرتدا كان في النار. . . ومن مات على الإيمان فإنه لا يخلد في النار. . . بل لا بد أن يدخل الجنة فإن النار يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذره من إيمان) (1).
وقال ابن القيم: (وأما الوعيد فمذهب أهل السنة كلهم أن إخلافه كرم وعفو وتجاوز يمدح الرب تبارك وتعالى به ويثنى عليه به فإنه حق له إن شاء تركه وإن شاء استوفاه. والكريم لا يستوفي حقه فكيف بأكرم الأكرمين؟)(2).
وقال النووي: (وأما حكمه صلى الله عليه وسلم على من مات مشركا بدخول النار ومن مات غير مشرك بدخوله الجنة، فقد أجمع عليه المسلمون، فأما دخول المشرك النار فهو على عمومه فيدخلها ويخلد فيها)(3).
(1) الفتاوى ج 8 ص271،.
(2)
حادي الأرواح ص 308.
(3)
شرح مسلم للنووي ج2ص97.
سابعا: في القدر:
من أصول أهل السنة: الإيمان بالقدر خيره وشره.
وهو يتضمن: - الإيمان بأن الله قد علم في الأزل كل ما سيكون، وكتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن - فلا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأنه خالق كل شيء. وأن العبد له قدرته ومشيئته وعمل وأنه مختار فيما يفعله، والله خالقه وخالق قدرته ومشيئته وعمله واختياره. فعمل العبد فعل له حقيقة ومفعول لله تعالى فهو يضاف إلى العبد إضافة المسبب إلى السبب ويضاف على الله إضافة المخلوق إلى الخالق.
خلافا للقدرية الذين غلو في إثبات قدرة العبد حتى جعلوا العباد خالقين مع الله.
وخلاف للجبرية الذين غلو في إثبات قدرة الله حتى نفوا قدرة العبد وفعله.
وأن الله أمر العباد بطاعته ونهاهم عن معصيته ولا يجوز لهم القعود عن الطاعة احتجاجا بالقدر، كما لا يجوز لهم الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية (1).
قال شيخ الإسلام: (وتؤمن الفرقة الناجية - أهل السنة
(1) انظر: الفتاوى ج3 ص 149، وأهل السنة والجماعة ص 53.