الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال صلى الله عليه وسلم: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا ملة واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي (1)» . وهذه الصفة إنما تنطبق على أهل السنة، فهي الفرقة الوحيدة التي التزمت بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قال الإمام أحمد بعد أن ذكر حديث الافتراق:(إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم)(2).
وقال صلى الله عليه وسلم:. . . «لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة (3)» .
قال شيخ الإسلام:. . . وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي (4)» . . . الحديث (5).
(1) سبق تخريجه.
(2)
شرح صحيح مسلم ج13 ص67.
(3)
سبق تخريجه.
(4)
صحيح مسلم الإمارة (1920)، سنن الترمذي الفتن (2229)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (4252)، سنن ابن ماجه المقدمة (10)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 279).
(5)
الفتاوى ج3 ص159.
12 -
تعظيم الأمة لهم
، ويظهر ذلك بمحبتهم في الحياة والحزن عليهم بعد الوفاة.
قال سفيان الثوري: (إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة، وآخر بالمغرب، فابعث إليهما بالسلام وادع لهما، ما أقل أهل
السنة والجماعة!) (1).
وقال أيوب السختياني: (إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي)(2).
وقال شيخ الإسلام: (فأما شهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض، فهذا أمر ظاهر معلوم بالحس والتواتر لكل من سمع كلام المسلمين لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيما أعظم مما عظموا به.
ولا تجد غيرهم يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه، كما لا ينقص إلا بقدر ما خالفهم، حتى إنك تجد المخالفين لهم كلهم وقت الحقيقة يقر بذلك كما قال الإمام أحمد:(آية ما بيننا وبينهم يوم الجنائز).
فإن الحياة بسبب اشتراك الناس في المعاش يعظم الرجل طائفتة، فأما وقت الموت فلا بد من الاعتراف بالحق من عموم الخلق، ولهذا لم يعرف في الإسلام مثل جنازة الإمام أحمد، مسح المتوكل موضع الصلاة عليه فوجد ألف ألف وستمائة ألف سوى من صلى في الحانات والبيوت. . . وهو إنما نبل عند الأمة باتباع الحديث والسنة، وكذلك الشافعي وإسحاق وغيرهما، وإنما نبلوا في الإسلام باتباع الحديث والسنة. . .) (3).
(1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ج1 ص 64.
(2)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة ج1 ص 60
(3)
الفتاوى ج4 ص 10، 11.