الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا (1)».
4 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم» . . . الحديث.
5 -
وعن ابن عمر رضي الله عنه: أن عمر رضي الله عنه خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: «من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد (2)» .
(1) أخرجه الترمذي في العلم باب ما جاء في الأخذ في السنة واجتناب البدع وقال: هذا حديث حسن، انظر: جامع الأصول حديث 7320 المتن والحاشية.
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الفتن باب ما جاء في لزوم الجماعة، والحاكم في المستدرك ج1 ص 112 وذكره السيوطي في الأمر بالاتباع ص 39 وقال: رواه الترمذي وصححه.
ثانيا: ما ورد في افتراق هذه الأمة:
بالرغم من أن الله أمر الأمة بالسنة والجماعة ونهاهم عن التفرق والاختلاف - كما سبق الإشارة إليه آنفا - إلا أن أكثر
الناس أبو إلا أن يختلفوا ويتفرقوا - إلا من رحم الله - حتى أصبحوا شيعا وأحزابا.
وذلك مصداق ما أخبر الله به عنهم في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن كثير: (يعني يجعلكم ملتبسين شيعا فرقا متخالفين، قال الوالبي عن ابن عباس: يعني الأهواء، وكذا قال مجاهد وغير واحد)(2).
وقال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (3){إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} (4).
قال ابن كثير: (ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم. .){إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} (5) أي المرحومين من اتباع الرسل. .؛ لأنهم الفرقة الناجية كما جاء في الحديث. . .) (6).
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(1) سورة الأنعام الآية 65
(2)
تفسير ابن كثير ج2 ص 143.
(3)
سورة هود الآية 118
(4)
سورة هود الآية 119
(5)
سورة هود الآية 119
(6)
تفسير ابن كثير ج2 ص 465.
ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي الجماعة - زاد في رواية - وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله (2)».
وفي رواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص «. . . قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي (3)» .
مما ذكرت اتضح أن الله أمر في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالسنة والجماعة ونهى عن الاختلاف والفرقة إلا أن هذه الأمة اختلفت كغيرها من الأمم السابقة، وأن اختلافهم سيصل إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة.
والآن لنعرف من هذه الفرقة الناجية، وما منهجهم وأصولهم وخصائصهم؟
فنقول وبالله التوفيق،،،
(1) أخرجه أبو داود في السنة باب شرح السنة، وأحمد في المسند برقم 1042 وإسناده صحيح، انظر: جامع الأصول حديث 7489 وحاشيته.
(2)
داء يعرض للإنسان من عض الكلب المجنون، انظر: بذل المجهود ج 18 ص 118. (1)
(3)
أخرجه الترمذي في الإيمان باب ما جاء في افتراق هذه الأمة وقال: هذا حديث حسن غريب مفسر لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه، انظر: جامع الأصول حديث 7491وحاشيته.