الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتاب والسنة فلا يكفر المسلمون إلا من كفر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما كتاب كشف الشبهات، فهو كتاب وضعه الشيخ لبيان شبه المشركين في زمانه وتنوعها بيان الحق في دحضها، ليبين فيها شبه المشركين قديما وحديثا ثم يردها بالأدلة من الكتاب والسنة، فمن تأمل كشف الشبهات التأمل الصحيح رأى العقيدة السليمة الواضحة فيه، أما الدرر السنية، فهي رسائل مشايخ نجد وأئمة الهدى كلها عدل، وكلها خير وكلها توضح الحق، وكل الدرر السنية وما فيها من رسائل لمن درسها صادقا خاليا من الهوى يرى فيها الحق الواضح، أما من عميت بصيرته فقد يقرأ القرآن ولا يفهمه {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (1).
(1) سورة الأنفال الآية 23
يقول السائل: فضيلة الشيخ إني أحبكم في الله ويقول: ما
حكم إطلاق التكفير على أهل البدع
ونأمل التكرم بالتفصيل لاشتباه الأمر على الشباب خاصة تكفير المعين. جزاكم الله خيرا.
ج: أقول للشباب لا يكن همكم التكفير، اجعلوا همكم فهم الحق، ومعرفة الحق، فإن قضايا التكفير قضايا خطيرة، لا يتحدث عنها إلا ذووا العلم، المتمسكون الراسخون في العلم، والفاهمون
المدركون للكتاب والسنة، العالمون بأدلة ذلك، المدركون متى يكون التكفير والتفسيق والتبديع، أما إنسان قليل العلم، مزجي البضاعة، صغير السن يهتم بالتكفير والتبديع والتفسيق هذا لا يجوز؛ على الشباب أن يتركوا أحكام التكفير لأهل العلم، المتمكنين الذين يعرفون الأمور، أما أن تكفر بهواك ورأيك فقد تقع في الباطل، كم من مكفر للناس بغير علم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«أيما رجل قال: لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما (1)» . يقول صلى الله عليه وسلم: «ومن دعا رجلا بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه (2)» . فلنحذر إخواننا من ذلك ولنهتم أولا بتوضيح الحق، بالدعوة إلى الخير بتبيين الهدى، أما قضية التكفير ونحوه فدعوها لمن عنده عمق علم وبصيرة يتحدث فيها.
(1) صحيح البخاري الأدب (6104)، صحيح مسلم الإيمان (60)، سنن الترمذي الإيمان (2637)، سنن أبو داود السنة (4687)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 113)، موطأ مالك الجامع (1844).
(2)
صحيح مسلم الإيمان (61)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 166).
يقول السائل: ما رأيكم فيمن يقول نحن موحدون فلا حاجة إلى دراسة كتاب التوحيد؟
ج: الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب كشف الشبهات ذكر هذه الكلمة، عندما ذكر من يقول التوحيد عرفناه، يقول: هذا من أعظم الجهل، ومكائد إبليس، فإن التوحيد أصل الإسلام الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، أصل الدين وأساسه ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته؛ وفي آخر حياته
صلى الله عليه وسلم يقول: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره (1)» . ويقول صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة (2)» هذا التوحيد إذا كشف وأعيد وأبدى فيه ثبت في القلوب واستنار به القلوب وتذكرت به القلوب الحق، أما إذا أهمل وغفل عنه انطلقت البدع والخرافات ووسائل الشرك على الإنسان من حيث لا يشعر.
(1) صحيح البخاري الصلاة (436)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531)، سنن النسائي المساجد (703)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 146)، سنن الدارمي الصلاة (1403).
(2)
سنن أبو داود الجنائز (3116)، سنن ابن ماجه الأدب (3796)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 233).
يقول السائل: الذين يقومون بعمليات التفجير في هذه البلاد، بلاد التوحيد هل هم من الخوارج أم لا؟
ج: الذين يقومون بالتفجير ونحو ذلك إن كانوا غير مسلمين فلا شك في أنهم على غير هدى، وإن كانوا منتسبين إلى الإسلام فالحقيقة أن فعلهم فعل قبيح لا أحد يشك ولا يرتاب في أن التفجيرات وتدمير الممتلكات وقتل الأبرياء والمعصومين لا يشك مسلم في أنه ضلال لا يشك في أنه محرم، ومن استباح هذا المنكر ورآه مباحا وحلالا مع علمه يوشك والعياذ بالله أن يقع في الكفر؛ لأن حرمة دماء المسلمين وحرمة أموالهم وأعراضهم أمر ظاهر الوجوب شرعا، بل هو مما أجمع عليه، فلو قال: قتل أولئك حلال، سفك دمائهم حلال، وتدمير ممتلكاتهم حلال وهو يعرف، لقيل هذا
قد يؤول إلى الكفر؛ لأن هذا استحلال لما حرم الله عز وجل، ولما استباح الخوارج قتل الصحابة كفرهم بعض المسلمين فإن هذا ضلال مبين، كون الشخص يأتي ويفجر ممتلكا أو يقتل مسلما بغير حق أو معاهدا بغير حق يدمر ممتلكات المسلمين يقول إن هذا حلال أعوذ بالله، صاحب هذه المقولة إن كان جاهلا فهو مخطئ بلا شك، لكن إن كان فعله والعياذ بالله مستحلا لهذا الأمر، فإني أخشى عليه في أن يقع في الكفر، وبعضهم قد يكون غرر به وخدع، وأوحي إليه الباطل وهو لا يشعر، صغير ما عنده إدراك ولا تصور، لبس عليه من لبس وخدعه من خدعه، أما إن أقدم عليه على أنه دين وأنه يرى حله فإني أخشى عليه والعياذ بالله أن يلقى الله على غير هدى، لأن من استباح محرما أجمع المسلمون على تحريمه معلوم تحريمه من الدين بالضرورة، فإن هذا كفر والعياذ بالله، فليحذر المسلم من استحلال دماء المسلمين وأموالهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:«إن دماءكم وأموالكم - قال الراوي: وأحسبه قال وأعراضكم - عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا (1)» . ويقول صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا (2)» أخرجه مسلم.
(1) صحيح البخاري الحج (1739)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 230).
(2)
صحيح مسلم الإيمان (118)، سنن الترمذي الفتن (2195)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 304).