الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في
ذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة في الحث على السنة والجماعة وما ورد في افتراق هذه الأمة:
أولا: بعض ما ورد في الأمر بالسنة والجماعة:
أ: من الكتاب ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة فيها الحث على السنة والجماعة منها ما يلي:
1 -
قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (1)، وسبيل المؤمنين لا شك أنه سبيل الصحابة ومن تبعهم بإحسان وعليه فإنه سبيل أهل السنة، وحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم (2) فإن اتباع سبيلهم وهو السنة متعين بأمره تعالى.
2 -
وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (3)، ففي الآية - كما نرى - أمر صريح باتباع الصراط المستقيم وهو السنة، والتحذير مما سواه من السبل.
قال الشاطبي: " فالصراط المستقيم هو سبيل الله الذي دعا
(1) سورة النساء الآية 115
(2)
انظر: الفتاوى ج 4: ص 2
(3)
سورة الأنعام الآية 153
إليه وهو السنة، والسبل: هي سبل أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط المستقيم وهم أهل البدع " (1).
3 -
وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (2)، فقد أمر سبحانه وتعالى في هذه الآية أن نعتصم بحبله جميعا ولا نتفرق (3) ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات.
4 -
فقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (4){يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (5).
والذين تفرقوا واختلفوا هم أهل البدع كما قال قتادة (6).
والذين ابيضت وجوههم: هم أهل السنة والإتلاف، والذين اسودت وجوههم هم أهل البدعة والاختلاف كما قال ابن عباس وغيره (7).
(1) الاعتصام، ج1 ص 76.
(2)
سورة آل عمران الآية 103
(3)
انظر: الفتاوى ج 19: ص 115، وتفسير ابن كثير ج1 ص 389.
(4)
سورة آل عمران الآية 105
(5)
سورة آل عمران الآية 106
(6)
انظر الاعتصام ج1 ص 75.
(7)
انظر: الفتاوى ج3، ص 278.
قال الشاطبي: (في الآية الوعيد والتهديد لمن هذه صفته ونهي للمؤمنين أن يكونوا مثلهم)(1).
وقال شيخ الإسلام (بين سبحانه أن المسودة وجوههم أهل التفرق والاختلاف يقال لهم: أكفرتم بعد إيمانكم وهذا دليل على كفرهم وارتدادهم. . .)(2).
5 -
وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} (3){الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (4)، يقول ابن كثير:(إن هذه الآية عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها وأن عمله مقبول، وهو مخطئ وعمله مردود)(5).
ب - من السنة: كذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة فيها الحث على السنة والجماعة - منها ما يلي:
1 -
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال: هذا سبيل الله. ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل على كل
(1) الاعتصام ج1: ص 74، 75.
(2)
الفتاوى ج19 ص 115.
(3)
سورة الكهف الآية 103
(4)
سورة الكهف الآية 104
(5)
تفسير ابن كثير، ج3 ص 107.
سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ: (2)».
2 -
3 -
وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث يوما: اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: اعلم أن من أحيا سنة من سنتي أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم
(1) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ج1 ص 80، 81، وأحمد في المسند ج1 ص 435 والدارمي في سننه برقم 208 والحاكم في المستدرك ج2 ص 318، وصححه، وابن أبي عاصم في السنة برقم 17.
(2)
سورة الأنعام الآية 153 (1){وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}
(3)
أخرجه أبو داود في السنة باب لزوم السنة والترمذي في العلم باب 16 وإسناده صحيح، انظر: جامع الأصول حديث 67، (المتن والحاشية).