الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثا: في الأسماء والصفات:
من أصول أهل السنة:
أن من الإيمان بالله: إثبات كل ما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من أسماء الله وصفاته وتنزيهه تعالى عن العيوب والنقائص إثباتا بلا تشبيه (1)، أو تكييف (2)، وتنزيها بلا تحريف (3)، أو تعطيل (4)، كما قال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (5).
والإيمان بالآيات والأخبار المتضمنة لهذه الأسماء والصفات - كما وردت - وعدم التأويل (6)، المخالف لظاهر اللفظ، وهو التحريف.
فأهل السنة - كما نرى - يقتصرون في الإثبات والنفي على ما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من الأسماء والصفات - وعدم التعرض لشيء منها بتشبيه أو تكييف أو تحريف أو تعطيل - وإنما يمرونها كما جاءت في الكتاب والسنة، ويردون علمها إلى قائلها.
(1) وهو تشبيه صفات الله بصفات شيء من المخلوقين ـ كأن يقال: لله يد كأيدينا.
(2)
هو تعيين كيفية الصفة.
(3)
وهو التغيير لألفاظ الأسماء والصفات أو معانيها.
(4)
وهو جحد الأسماء والصفات أو شيء منها وإنكار قيامها بذاته تعالى، انظر: التنبيهات ص23.
(5)
سورة الشورى الآية 11
(6)
انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية مع بيان موقف ابن القيم ج1 ص54.
قال شيخ الإسلام: (. . . وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد لا في أسمائه ولا في آياته فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1). . . . فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل. كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (2)) (3).
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات عامة.
ونظرا إلى بعض فرق الضلال قد خالفت في بعض الصفات خلافا بينا فأفردوها بالكلام؛ لذا أفردها أهل السنة بالكلام مبينين المذهب الحق.
ومن ذلك: القرآن باعتباره كلام الله، والإرادة، والسمع
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2)
سورة الشورى الآية 11
(3)
الفتاوى ج3 ص 3، 4.
والبصر، والاستواء، والمجيء، والوجه، واليد، والعين.
أ - القرآن: نظرا إلى أن القرآن من كلام الله. فإني سأبين - إن شاء الله - رأي أهل السنة في الكلام عامة - والقرآن - خاصة.
أما رأيهم في الكلام عامة فإنهم يرون أن كلام الله قديم النوع، حادث الآحاد، وأنه تعالى يتكلم متى شاء وكيف شاء وأن كلامه غير مخلوق.
أما القرآن: فإنه كلام الله بحروفه ونظمه ومعانيه منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود (1).
ب - الإرادة: يرى أهل السنة إثبات هذه الصفة لله تعالى على ما يليق بجلاله وهي قديمة أزلية.
وأنها نوعان: إرادة كونية: يلزم فيها وقوع المراد ولا يلزم أن يكون محبوبا لله.
وإرادة شرعية: يلزم أن يكون المراد فيها محبوبا لله ولا يلزم وقوعه (2).
ج - السمع والبصر: يرى أهل السنة - إثباتهما قائمتين بذاته تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تكييف، وأنهما
(1) انظر: شرح الطحاوية ص179 (المتن)، ص 180، (الشرح)، والفتاوى ج3 ص 401، 402.
(2)
انظر لوامع الأنوار البهية ج1 ص 132ـ145، وشرح لمعة الاعتقاد ص 56.
زائدتان على الذات (1).
د - الاستواء، والمجيء، والوجه، واليد، والعين:
يروي شيخ الإسلام رأي أهل السنة في هذه المسائل - فيقول: (وقال أهل السنة وأصحاب الحديث: إن الله لا يشبه الأشياء، وأنه على العرش كما قال عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (2) ولا نقدم بين يدي الله تعالى في القول بل نقول: استوى بلا كيف. . وأن له وجها كما قال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (3)، وأن له يدين كما قال تعالى:{خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (4)، وأن له عينين كما قال تعالى:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (5) وأنه يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (6).
ولم يقولوا إلا ما وجدوه في الكتاب أو جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (7))
(1) انظر: بيان تلبيس الجهمية ج1 ص100 ولوامع الأنوار البهية ج1 ص 129 ـ 144.
(2)
سورة طه الآية 5
(3)
سورة الرحمن الآية 27
(4)
سورة ص الآية 75
(5)
سورة القمر الآية 14
(6)
سورة الفجر الآية 22
(7)
بيان تلبيس الجهمية ج1 ص 401.