الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بابُ عِدَّةِ أصحابِ بدْرٍ
1680 -
عن البراءِ قالَ: اسْتُصْغِرْتُ أنا وابنُ عُمَرَ يومَ بدْرٍ، وكانَ المُهاجِرونَ يومَ بدْرٍ نَيِّفاً على سِتِّينَ (5)، والأنصارُ نَيِّفاً وأربَعينَ ومائتَيْنِ.
1681 -
عنِ البَراءِ رضي الله عنه قالَ: حدَّثَني أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ممَّنْ شَهِدَ بدراً -أنَّهُم كانوا عِدَّةَ أصحابِ طالوتَ الذينَ جَازُوا معَهُ النَّهْرَ؛ بِضْعَةَ عَشَرَ وثلاثَمِائةٍ.
قالَ البراءُ: لا واللهِ ما جاوَزَ معهُ النَّهْرَ إلا مؤمِنٌ.
7 - بابُ دعاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على كُفَّارِ قريشٍ: شَيْبةَ، وعُتبةَ، والوليدِ، وأبي جهلِ بنِ هشامٍ، وهَلاكِهِم
8 - بابُ قتْلِ أبي جهلٍ
1682 -
عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ:
"مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟ ". فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ، [وبهِ رَمَقٌ] ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آنْتَ أَبَا جَهْلٍ؟ -[قالَ سلمانُ: هكذا قالَها أنسٌ؛ قال: آنت أبا جَهْلٍ؟ 5/ 20]- قَالَ: وَهَلْ فَوْقَ (وفى طريقٍ: أَعْمْدُ مِنْ)(6) رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ، أَوْ قَالَ: قَتَلْتُمُوهُ (وفى راويةٍ: فلو غَيْرُ أَكَّارٍ (7) قَتَلَني 5/ 20).
(5) أي: زائدًا عليه.
(6)
أي: أشرف، ومن معاني العمود: السيد؛ كما في "القاموس" وغيره.
(7)
و (الأكَّار): الزَّرَّاع.
1683 -
عن قيسِ بنِ عُبَادٍ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه أنَّه قال: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَىِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ} ؛ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وَعَلِىٌّ، وعُبَيْدَةَ بْنُ الْحَارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ ربيعَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.
1684 -
عن قيسٍ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ قَسَمًا: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ} نَزَلَتْ فِى [هؤلاء الرَّهطِ السَّتةِ][من قُريشٍ] الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةَ، وَعَلِىٍّ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَعُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ ابْنَىْ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ.
1685 -
عن أبي إسحاقَ: سألَ رجُلٌ البَراءَ -وأنا أسمَعُ- قال: أشَهِدَ عليٌّ بدراً؟ قالَ: وبارَزَ وظاهَرَ.
1686 -
عن عُروةَ قالَ: وَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةُ! هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فِيهِ؟ قُلْتُ: فَلَّةٌ فُلَّهَا يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ: صَدَقْتَ (بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ)، ثُمَّ رَدَّهُ عَلَى عُرْوَةَ. قَالَ هِشَامٌ: فَأَقَمْنَاهُ (*) بَيْنَنَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَأَخَذَهُ بَعْضُنَا، وَلَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ أَخَذْتُهُ.
1687 -
عن هشامٍ عن أبيهِ (عُروةَ) قالَ: كانَ سيفُ الزُّبَيْرِ مُحَلَّى بفِضَّةٍ. قالَ هشامٌ: وكانَ سيفُ عُروةَ مُحَلَّى بفِضةٍ.
1688 -
عن عُروةَ أنَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالوا للزُّبيرِ يومَ [وَقْعَةِ
(*) أي: قَوَّمْنَاهُ.
4/ 211] الْيَرْمُوكِ: أَلَا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّى إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ (8)! فَقَالُوا: لَا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ، فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ! ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً، فَأَخَذُوا بِلِجَامِهِ، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ، بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِى فِى تِلْكَ الضَّرَبَاتِ، أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهْوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَكَّلَ بِهِ رَجُلاً.
1689 -
عن أبي طَلْحَةَ أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلاً مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِى طَوِىٍّ (9) مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ، خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ؛ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى، وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَاّ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِىِّ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ:
«يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟» . قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا (10)؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(8) أي: ألا تحمل على المشركين فنحمل معك عليهم؟ فقال: إني إن فعلتُ ذلك أخلفتُم.
(9)
(بئر مطوية)؛ أي: مبنية بالحجارة. (خبيث): غير طيب. (مخبث): من أخبث، إذا اتخذ أصحاباً خبثاً، و (أطواء): جمع طويّ، وقياسه: أطوياء. و (الرَّكيّ): البئر قبل أن تُطوى. قالوا: فكأنها كانت مطوية، ثم استهدمت فصارت كالرَّكيّ.
(10)
قلتُ: زاد أحمد (3/ 287) من طريق أخرى عن أنس بلفظ: "فسمع عمر صوته، فقال: يا رسول الله! أتناديهم بعد ثلاث؟ وهل يسمعون؟ يقول الله عز وجل: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}! فقال: والذي نفسي بيده؛ ما أنتم بأسمع منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا". وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد عزاه الحافظ هنا لأحمد ومسلم معاً، ولم أره عنده بهذا التمام، وإنما أخرجه (8/ 163 - 164) =
«وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ» .
قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا، وَنَقِيمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا.
1690 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا} ؛ قَالَ: هُمْ وَاللَّهِ كُفَّارُ قُرَيْشٍ. قَالَ عَمْرٌو: هُمْ قُرَيْشٌ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم نِعْمَةُ اللَّهِ، {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}؛ قَالَ: النَّارَ يَوْمَ بَدْرٍ.
1691 -
عن عُروةَ قالَ: ذُكِرَ عندَ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ ابنَ عمرَ رفع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الميِّتَ يُعَذَّبُ في قبرِهِ بِبُكاءِ أهلِهِ". فقالَتْ: إنَّما قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
=باختصار.
(فائدة): شاع عند المتأخرين استدلالهم بمناداة النبيّ صلى الله عليه وسلم لموتى المشركين في هذه الحادثة على أن الموتى يسمعون، وبعضهم يتَّخِذ ذلك ذريعة ليتوصل إلى إباحة ما يفعله كثير من الجهال من الاستغاثة بالأولياء والصالحين عند الشدائد مِن دونِ الله تعالى، ولست أريد الآن أن أثبت أن هذه الاستغاثة إنما هي الشرك بعينه؛ فإن الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة معروفة عند من يعرف التوحيد الخالص، ولكني أردتُ إزالة شبهة الاستدلال المذكور من بعض الأذهان المؤمنة، فأقول:
من الملاحظ أن عمر نفسه رضي الله عنه قد استدل بنفس الآية التي استدلت السيدة عائشة على أن الموتى لا يسمعون، وهي قوله تعالى:{إنك لا تُسْمعُ المَوْتى} ، والذين يذهبون إلى أن الموتى يسمعون -مع أنهم لا دليل عندهم- فإنهم يلزمهم ليس فقط تخطئة عائشة رضي الله عنها؛ بل وتخطئة عمر أيضاً، ومثل هذه التخطئة من أصعب الأمور؛ لأنها تخطئة بدون حجة أولاً؛ ولأن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد أقر عمر على استدلاله المذكور ثانياً، وهذا لا يجوز، لا يقال: إن النبيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا قال لهم: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"؛ فقد رد عليه؛ لأننا نقول: إنه لم يرد على عمر أصل استدلاله بالآية، أو بالأحرى فهمه للآية، وإنما رد عليه تطبيق هذا الأصل على هذه الجزئية، فكأن النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول له: فهمك للآية صحيح، ولكن هذه الجزئية لا تشملها الآية؛ لأن الله تعالى أحياهم فأسمعهم؛ كما قال قتادة. ويراجع لهذا مقدمتي لكتاب، "الآيات البينات" للشيخ نعمان الآلوسي بتحقيقي وتخريجي.