الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جزم المضارع
يجزم المضارع بعد أدوات ظاهرة، وهي: لم، ولما، ولام الأمر، ولا الناهية، وبعد أدوات الشرط، وقد يجزم بغير أداة ظاهرة، نحو:{قل لعبادي الذين أمنوا يقيموا الصلاة} [إبراهيم: 31].
وإذا لاحظنا أدوات الجزم وجدناها على ثلاثة أقسام:
1 -
القسم الأول: ما يقلب زمن المضارع إلى ماض، وهي لم ولما.
2 -
القسم الثاني: ما يقلبه إلى الأمر، وهي لام الأمر، ولا الناهية، إذ إن لا الناهية أمر بالترك فقولنا (افعل) أمر بالفعل، و (لا تفعل) أمر بالترك.
3 -
القسم الثالث: أدوات الشرط، وهي أدوات تقوم بربط الجمل، لغرض تعليق حصول شيء بحصول شيء آخر، نحو:(إن تأتني أذهب معك) فذهابك معلق بإتيانه.
جاء في (نحو الفعل) للدكتور أحمد الجواري: " وإنما يكون الجزم في المضارع إذا تعين لواحد من المعاني الآتية:
1 -
معنى المضي، وذلك إذا دخلت عليه لم، ولما، فإنهما تقلبان معناه، إلى معنى الفعل الماضي، كـ (لم يذهب ولما يذهب).
2 -
معنى الطلب، وذلك إذا تقدمته لام الأمر، نحو (ليذهب زيد) .. أو لا الناهية، نحو (لا تذهب).
3 -
معنى الشرط: والشرط صيغة فعلية مستقلة تخالف باقي الصيغ في مدلول الفعل، وهو الحدث والزمن، لأن الفعل في جملة الشرط معلق حدوثه، أو وقوعه فهو إذن ليس تام الدلالة، ففي قولك:(إن تذهب أذهب) تعلق ذهابك على ذهاب المخاطب فأنت لم يقع منك الذهاب، والمخاب كذلك لم يقع منه،
ذلك وإنما علقت ذهابك على ذهابه بأداة الشرط" (1).
ونحن نخالفه في القسم الثاني وهو معنى الطلب، إذ معنى الطلب عام يدخل فيه الاستفهام، والتمنى، والترجي، والعرض، والتحضيض وغير ذلك، وهو لا يجزم في كل هذه المواطن، بل يجزم إذا أدى معنى الأمر فعلا، أو تركا. يتبين من هذا أن أدوات الجزم - عدا أدوات الشرط - تخرج المضارع عن حقيقته إلى فعل آخر، ماضيا أو آمرا.
ومما مر من دراسة الفعل المضارع تبين، لنا أن:
1 -
النصب يفيد الدلالة على الاستقبال في الغالب، أو للعدول إلى معنى المصاحبة والسببية تنصيصا.
2 -
الجزم للدلالة على المضي أو الأمر - فيما عدا الشرط.
3 -
الرفع للدلالة على الزمن العام المطلق، حالا، واستقبالا، ومضيا، فالحال نحو (يرزق الله مخلوقاته) ونحو (هو يقرأ الآن).
والاستقبال نحو: {وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون} [المائدة: 14]، ونحو:{يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجًا} [النبأ: 18].
والمضي، كقوله تعالى:{ويصنع الفلك} [هود: 38]، وقوله:{ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} [الكهف: 18]، وذلك في حكاية الحال.
ونترك الشرط إلى باب الأساليب فهو ألصق به.
(1) نحو الفعل 48 - 49