الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثال الأول ولا يصح دخول (من) عليه
(حب
ذا هند مواصلة) أي في حال مواصلتها. والثاني: وتدخل عليه (من): حبذا زيد راكبا" (1).
والحق أنه بحسب المعنى، فقد يكون تمييزا وقد يكون حالا، وليس للجمود والإشتقاق دخل في ذلك. تقول:(حبذا الماء باردا) وقيل: (حبذا المال مبذولا بلا سرف) فهذا حال ولا يصح أن يكون تمييزا بحال.
وتقول: (حبذا ذهنك سوارًا) و (حبذا قمحك خبزا) و (حبذا تارك رمادا) فالمنصوب ههنا حال وإن كان جامدًا لأن المقصود أن الأمر محبوب في هذه الحال.
وتقول: (حبذا أخوك رجلا) و (حبذا هند امرأة) وهذا تمييز، وقد تدخل عليه (من): حبذا أخوك من رجل قال:
ياحبذا جبل الريان من جبل
…
وحبذا ساكن الريان من كانا
وقد يحتمل في بعض التعبيرات، الحالية والتمييز، فإن أردت تقييد المدح به فهو حال، وإن لم ترد كان تمييزا وذلك نحو (حبذا أخوك راكبًا) فإذا أردت أن تمدحه في حال ركوبه كان حالا، وإن لم ترد تقييد المدح في حال الركوب، كان تمييزا على معنى (حبذا أخوك من راكب) أي هو راكب جيد، ونحوه (حبذا خالد أبا) فإن أردت مدحه في حال أبوته كان خالا، وإذا أردت أنه أب جيد، أي حبذا هو من أب، كان تمييزا.
حب:
قد تفرد (حب) عن (ذا) فتقول: حب خالد، وحب الشعر.
وهذا من باب تحويل الأفعال إلى (فعُل) بقصد المدح، نحو بلغ، وعظم ويجوز عند ذاك فتح حائها وضمها، فتقول:(حب سعيد) و (حُب سعيد) بفتح الحاء وضمها أما إذا ركبت فلا يجوز فيها إلا الفتح (2).
(1) الهمع 2/ 89
(2)
انظر شرح ابن يعيش 7/ 141، شرح الرضي على الكافية 2/ 353، التصريح 2/ 100 =
ويجوز جر فاعلها بالباء الزائدة تشبيها بفاعل أفعِل في التعجب، تقول:" حب بفلان أي ما أحبه"(1). قال الشاعر:
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
…
وحب بها مقتولة حين تقتل
وقال:
حب بالزور الذي لا يرى
…
منه إلا صفحة أو لمام (2).
أي أحبب بالزور
والخلاصة:
إنه إذا أفرد الفعل (حب) من (ذا) جاز فيه فتح حائه وضمها وجاز فيه جر فاعله بالباء الزائدة وعدمه أما إذا ركبت، فلا يجوز فيه إلا فتح الحاء، ولا يجوز جر فاعله بالباء الزائدة.
وإن الجر بالباء الزائدة يفيد التعجب، وعدم الجر يحتمل المدح ويحتمل التعجب، كما سبق تقرير ذلك في مكانه.
(1) القاموس المحيط / حب / 1/ 50
(2)
انظر التصريح 2/ 99، شرح الرضي على الكافية 2/ 353