الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسواء كان هذا اختيارا مقصودًا من العرب الأوائل، أم لا فإنه لا شك أن معنى الضم غير معنى النصب والكسر.
2 -
أن المنادى النكرة منصوب، نحو (يا رجلا)(يا مارا).
جاء في (الكتاب): " وقال الخليل، إذا أردت النكرة فوصفت، أو لم تصف فهذه منصوبة"(1).
3 -
المنادى المضاف، والشبيه بالمضاف، منصوب نحو (يا عبد الله) (يا طيبًا أصله) وعلى هذا فقولك:
1 -
يا غلامُ - هو نداء لغلام معين.
2 -
يا غلامِ - هو نداء لغلامك بمعنى يا غلامي.
3 -
يا غلامَ - هو نداء لغلاك بمعنى يا غلامي.
4 -
يا علامًا - نداء لأي غلام كان أي نكرة غير مقصودة.
5 -
يا غلامَ محمد- نداء لغلام محمد.
نداء المعرف بـ (آل):
يتوصل إلى نداء المعرف بـ (أل) بـ (أي) ويؤتي بالمنادى مرفوعا، فيقال (يا أيها الرجل) قال تعالى:{يأيها النبي حسبك الله} [الأنفال: 64]، وقال:{قال يأيها الكافرون} [الكافرون: 1]، فالنبي في الحقيقة هو المنادى وليس (أيا)، وكذلك ما بعده وإنما جيء بـ (أي) توصلا لنداء ما فيه (أل).
وقد ذهب النحاة إلى أن معنى المنادى المعرف بـ (أل) والنكرة المقصودة واحد لأنهما معرفة فقولك (يارجل) كقولك (يا أيها الرجل).
(1) كتاب سيبويه 1/ 311 - 313
قال سيبويه: " إذا قال يا رجل، ويا فاسق، فمعناه كمعنى، يا أيها الفاسق، ويا أيها الرجل"(1).
والحقيقة أنه ليس معناهما واحدًا، فإن المنادى في قولك (يا رجل) نكرة في الأصل فقصدته بندائك له، وأما المعرف بـ (أل) فهو معرفة، قبل قصده بالنداء، فـ (أل) هذه قد تكون (أل) الجنسية، أو العهدية.
فثمة فرق بين قولك (يانبي)، و (يا أيها النبي) و (يا رسول) و (يا أيها الرسول) و (يا ملك) و (يا أيها الملك).
فـ (نبي) نكرة في الأصل، ثم قصدته بالنداء، وكذلك (رسول)، و (ملك)، وأما (النبي) في (يا أيها النبي) فمعرفة وهو معين قبل ندائه فناديت هذه المعرفة.
ومن هذا الباب قوله تعالى: {يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} [الحجر: 6]، فالذي نزل عليه الذكر معرفة قبل ندائه.
أن الفرق بين هذين المناديين، كالفرق بين قولك (يا رجل)، و (يا خالد) فرجل نكرة قبل ندائه، وقد قصدته بالنداء، وأما (خالد) فهو معرفة قبل ندائه، فناديته.
وقد يؤتى بـ (أي) للتعظيم، نحو:(يا أيها الملك)(يا أيها العزيز) بخلاف ما لو قلت (يا ملك)(يا عزيز) فإنه ليس في هذا تعظيم.
جاء في (تفسير الرازي): " قول القائل (يا رجل) يدل على النداء، وقوله (يا أيها الرجل) يدل على ذلك أيضا، وينبي عن خطر المنادى له، أو غفلة المنادى"(2).
وقد يتوصل إلى نداء المعرف بـ (ال) باسم الإشارة أيضا، نحو (يا هذا الرجل) و (يا هذه المرأة) فيكون في الرجل والمرأة الرفع فحسب.
(1) كتاب سيبويه 1/ 310
(2)
التفسير الكبير 25/ 189
ويصح في نحو هذا أن تنادي اسم الإشارة، وتجعل ما بعده تابعًا له، فيكون فيه الرفع والنصب.
والخلاصة أن المعرف بـ (أل) أما أن يتوصل إلى ندائه بـ (اي)، وأما أن يتوصل إلى ندائه باسم الإشارة، فيقال (يا أيها الرجل) و (يا هذا الرجل) ويكون فيه الرفع فحسب في الحالتين.
غير أن يصح أن تنادي اسم الإشارة مفردًا أو متبوعًا، بتابع فتقول (يا هذا) و (يا هذا الرجل) و (يا هذه) و (يا هذه المرأة) و (يا هؤلاء)(يا هؤلاء الرجال) فيكون ما بعده تابعًا له فيه الرفع والنصب (1). في حين أنه لا يصح الاكتفاء بنداء (أي)، فلا يقال:(يا اي) ولا (يا أيها).
فقولك (يا أيها الرجل) هو نص في نداء الرجل، وأما قولك (يا هذا الرجل) فهو يحتمل نداء اسم الإشارة.
ومن هذا يتضح أن الفرق بين نداء (أي) واسم الإشارة، من أوجه أهمها:
1 -
أنه لا يجوز الاكتفاء بـ (أي)، ويجوز الاكتفاء باسم الإشارة، فلا تقول (يا أيها) ويصح أن تقول:(يا هذا).
2 -
أن قولك (يا أيها الرجل) هو نص في نداء الرجل، وأما قولك (يا هذا الرجل) ففيه احتمالان: نداء اسم الإشارة ونداء المعرف بـ (أل).
3 -
أنه لا يجوز غير الرفع في تابع (أي) ويجوز الرفع والنصب في تابع اسم الإشارة.
4 -
إن قولك (يا هذا الرجل) - بنصب الرجل - نص في نداء اسم الإشارة.
5 -
إن في النداء - بـ (أي) من التعظيم ما ليس في الإشارة، ففي قولك (يا أيها الملك) من التعظيم ما ليس في قولك (يا هذا الملك) والله أعلم.
(1) انظر كتاب سيبويه 1/ 306 - 307، شرح ابن يعيش 2/ 7 - 8، التصريح 2/ 174 - 175، شرح الأشموني 3/ 150 - 153