المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من خصوصيات الاستعمال القرآني: - معاني النحو - جـ ٤

[فاضل صالح السامرائي]

فهرس الكتاب

- ‌جزم المضارع

- ‌الأدوات التي يجزم بعدها الفعل

- ‌لام الأمر

- ‌لا الناهية

- ‌لم

- ‌لما

- ‌جواب الطلب

- ‌إضمار اللام:

- ‌حرفا الاستقبال

- ‌السين وسوف

- ‌فعل الأمر

- ‌زمنه:

- ‌أسماء الأفعال

- ‌التنوين الداخل عليها:

- ‌فائدتها

- ‌أقسامها

- ‌فعال

- ‌أسماء الأصوات

- ‌التنوين الداخل عليها:

- ‌الشرط

- ‌فعل الشرط

- ‌هل يأتي الشرط للمضي:

- ‌دلالته على الحال:

- ‌مع‌‌اني أدوات الشرط

- ‌ان

- ‌اذا

- ‌أنى

- ‌‌‌أيان

- ‌أي

- ‌أين

- ‌حيثما

- ‌كيف‌‌ما

- ‌ما

- ‌متى

- ‌من

- ‌مهما

- ‌لو

- ‌وقوع اللام في جوابها

- ‌ما الزائدة

- ‌اقتران جواب الشرط بالفاء وإذا الفجائية اقترانه بالفاء

- ‌دخول الفاء جوازا على الجواب:

- ‌اقترانه بـ إذا الفجائية

- ‌رفع جواب الشرط بغير الفاء

- ‌العطف على الشرط والجواب

- ‌اجتماع الشرط والقسم

- ‌حذف جواب الشرط

- ‌أ - حذفه وجوبا:

- ‌ب - حذفه جوازاً:

- ‌تشبيه الاسم الموصول بالشرط

- ‌التوكيد

- ‌أغراض التوكيد

- ‌ التوكيد المعنوي

- ‌ألفاظه:

- ‌ كل

- ‌جميع:

- ‌أجمع:

- ‌الأعداد من ثلاثة إلى عشرة إذا أضيفت إلى ضمير ما تقدمها:

- ‌التوكيد اللفظي

- ‌الغرض من هذا التوكيد:

- ‌توكيد الفعل بالنون

- ‌القسم

- ‌أنواع القسم

- ‌أحرف القسم

- ‌ الواو

- ‌الباء:

- ‌التاء:

- ‌اللام:

- ‌ألفاظ تستعمل في القسم

- ‌لعمرك:

- ‌أيمن

- ‌عمرك

- ‌قعدك الله]

- ‌وقوع (لا) قيل القسم:

- ‌جواب القسم

- ‌حذف (لا) النافية من جملة الجواب:

- ‌الاستغناء بالجواب عن القسم:

- ‌حذف جواب القسم

- ‌النفي

- ‌أدوات النفي

- ‌لم

- ‌لما

- ‌لن

- ‌ليس:

- ‌ما:

- ‌الفرق بين ما ولم:

- ‌ أن

- ‌من خصوصيات الاستعمال القرآني:

- ‌لأ

- ‌ألا تفعل وألست تفعل:

- ‌لات:

- ‌غير:

- ‌قل وقلما وأقل:

- ‌نفي الفعل

- ‌دلالات النفي

- ‌1 - نفي العمدة:

- ‌2 - نفي القيد:

- ‌3 - نفي الشيء والمراد عدم كماله:

- ‌4 - التقديم والتأخير:

- ‌أ - تقديم الاسم على الفعل

- ‌تقديم القيد على الفعل:

- ‌ب - وقوع الفعل في حيز النفي وعدمه

- ‌ج - وقوع (كل) في حيز النفي وعدمه:

- ‌5 - تكرير الفعل في النفي:

- ‌6 - نفي النفي

- ‌أسماء وظروف مختصة بالنفي

- ‌الحروف المؤكدة للنفي

- ‌الاستفهام

- ‌أدوات الاستفهام

- ‌1 - الهمزة

- ‌حذف الهمزة

- ‌2 - هل

- ‌هل والهمزة:

- ‌النفي بـ (هل):

- ‌أم وأو:

- ‌3 - أم

- ‌4 - أنّى

- ‌5 - أين

- ‌6 - أي

- ‌7 - أيّان

- ‌8 - كم

- ‌9 - كيف

- ‌10 - ما

- ‌ماذا

- ‌11 - متى

- ‌12 - من

- ‌تقديم المستفهم عنه

- ‌الجواب

- ‌جواب الهمزة:

- ‌جواب هل:

- ‌جواب أسماء الاستفهام

- ‌حروف الجواب

- ‌نعم:

- ‌بلى:

- ‌أجل:

- ‌ أن

- ‌أي

- ‌جلل:

- ‌جير

- ‌التعجب

- ‌1 - ما أفعله:

- ‌أفعل التعجب:

- ‌التعجب من أمر ماض:

- ‌ما أفعلني له، وما أفعلني إليه

- ‌2 - أفعل به

- ‌3 - التعجب إلى صيغة (فَعُل)

- ‌دخول الباء على المتعجب منه:

- ‌الفرق بين فعل وما أفعل وأفعل به:

- ‌4 - التعجب بالنداء

- ‌5 - التعجب بتعبيرات معينة

- ‌أ - التعجب بـ (كفى) وما بمعناها

- ‌ب - التعجب بـ (أي) الكمالية

- ‌ج - التعجب بادخال (ربّ) على الضمير

- ‌د - لله دره

- ‌هـ - التعجب بلام القسم

- ‌و- تعبيرات غير منحصرة تستعمل في التعجب

- ‌المدح والذم

- ‌(نعم وبئس)

- ‌استعمالهما في المدح والدم

- ‌عناصر الأسلوب في المدح والذم

- ‌1 - الفعل

- ‌2 - فاعل نعم وبئس

- ‌نعما وبئسما:

- ‌3 - المخصوص بالمدح والذم

- ‌حبذا

- ‌المخصوص بالمدح:

- ‌(حب

- ‌اسم التفضيل

- ‌تعديه إلى المفعول:

- ‌أوجه التفضيل

- ‌النداء

- ‌حذف حرف النداء:

- ‌اللهم:

- ‌المنادى

- ‌نداء المعرف بـ (آل):

- ‌المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌تابع المنادى

- ‌الترخيم

- ‌الاستغاثة

- ‌التعجب بإسلوب الإستغاثة:

- ‌الندبة

الفصل: ‌من خصوصيات الاستعمال القرآني:

ألا عبادة الله، فتكون (ما) مصدرية، وقد تحتمل الموصولية أي تركتهم والذي يعبدون إلا الله، وهذا المعنى الأخير نظير قوله تعالى:{وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} [الكهف: 16].

ونحو (ما أخبرتك ما أريد) فقد يحتمل‌

‌ أن

تكون (ما) الأولى نافية، أي لم أخبرك الذي أريده، وقد يحتمل أن تكون اسما موصولا أي: الذي أخبرتك به هو الذي أريده. ولا يكون نحو هذا في (لم).

‌من خصوصيات الاستعمال القرآني:

1 -

لم يستعمل القرآن الكريم الاستفهام التقريري بـ (ما) قط، بل استعمل (لم) لذلك، قال تعالى:{ألم يأتكم رسل منكم} [الأنعام: 130]، وقال:{ألم نشرك لك صدرك} [الإنشراح: 1]، وقال:{ألم نربك فينا وليدًا} [الشعراء: 18].

2 -

لم يرد جواب (لو) منفيا بـ (لم)، بل بـ (ما) فقط، قال تعالى:{ولو سمعوا ما استجابوا لكم} [فاطر: 14]، وقال:{لو شاء الله ما اقتتل} [البقرة: 253]، وقال:{لو أطاعونا ما قتلوا} [آل عمران: 168].

3 -

لم تقع (ما) النافية بعد الأسماء الموصولة، أي في صدر الصلة، وقد وقع غيرها من أدوات النفي، مثل (لم) و (لا) و (ليس)، قال تعالى:{ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} [البقرة: 151]، وقال:{والذين لا يؤمنون بالآخرة} [الأنعام: 150]، وقال:{أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار} [هود: 16].

إن:

تدخل على الجمل الإسمية والفعلية مثل (ما) فإن دخلت على الجمل الإسمية كانت لنفي الحال عند النحاة (1).

(1) الفصل 2/ 200، الهمع 1/ 124

ص: 198

والحق أنها تكون لغير الحال أيضًا، فهي للحال عند الإطلاق، ومن ورودها لغير الحال قوله تعالى:{وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} [الإسراء: 58]، وقوله:{وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71]، وقوله:{إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدًا} [مريم: 93]، فهي هنا للاستقبال.

وقد تكون للحقيقة غير مقيدة بزمن، وذلك كقوله تعالى:{وإن أمهاتهم إلا التي ولدنهم} [المجادلة: 2]، وقوله:{إن الكافرون إلا في غرور} [الملك: 20].

وقد تكون للمضي وذلك نحو قوله تعالى في عيسى عليه السلام: {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} [الزخرف: 59]ـ، وقوله:{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} [فاطر: 24]، وقوله:{إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} [ص: 14].

وقد تكون للاستمرار، وذلك نحو قوله تعالى:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: 44].

فهي لنفي الحال عند الإطلاق، وإن قيدت كانت بحسب ذلك القيد.

وتدخل على الفعل المضارع والماضي، فإن دخلت على الفعل المضارع كانت في الغالب لنفي الحال، وذلك كقوله تعالى:{إن تتبعون إلا الظن} [الأنعام: 148]، وقوله:{وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} [الأنبياء: 109].

وقد تكون لغير الحال، وذلك نحو قوله تعالى:{بل إن يعد الظالمين بعضهم بعضا إلا غرورا} [فاطر: 40]، فهي هنا للاستمرار.

وتدخل على الفعل الماضي فتكون لنفي الماضي القريب من الحال في الغالب، وذلك نحو قوله تعالى:{إن أردنا إلا إحسنا وتوفيقا} [النساء: 62]، وقوله:{ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [الأحقاف: 26].

وقد تكون لغير ذلك قليلا، نحو قوله تعالى:{بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا} [فاطر: 40]، فهي هنا للاستمرار.

وتدخل على الفعل الماضي فتكون لنفي الماضي القريب من الحال في الغالب، وذلك نحو قوله تعالى:{إن اردنا إلا إحسانا وتوفيقا} [النساء: 62] وقوله: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [الأحقاف: 26].

وقد تكون لغير ذلك قليلا، نحو قوله تعالى:{إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} [يس: 53]، وقوله: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن

ص: 199

زالتا إن أمسكهما من أحدمن بعده} [فاطر: 41]، فالفعل للاستقبال في الآيتين.

وهي آكد من (ما) يدل على ذلك اقترانها الكثير بـ (إلا) وهذا يعطيها قوة وتأكيدًا، فإن في القصر قوة، وذلك نحو قوله تعالى:{إن أنتم إلا بشر مثلنا} [إبراهيم: 10]، وقوله:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [الإسراء: 44].

وذهب بعضهم أنها لا تأتي إلا وبعدها (إلا) أو (لما) المشددة التي بمعناها، كقوله تعالى:{إن لك نفس لما عليها حافظ} [الطارق: 4](1). والصواب أنها قد تأتي بدونها (2).

قال الراغب في (إن) هذه: " وأكثر ما يجيء يتعقبه (لا) نحو: {إن نظن إلا ظنا} [الجاثية: 32]، {إن هذا إلا قول البشر} [المدثر: 25]، {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} [هود: 54] (3).

وقد وردت (أن) النافية في القرآن الكريم في عشرة ومائة موضع، كلها مقترنة بـ (إلا) أو (لما) عدا سبع آيات، هي قوله تعالى:{إن عندكم من سلطان بهذا} [يونس: 68].

وقوله: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} [الأنبياء: 109].

وقوله: {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} [الأنبياء: 111]، وقوله:{ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده} [فاطر: 41]. وقوله: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [الأحقاف: 26].

وقوله: {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} [إبراهيم: 46]، على رأي من جعلها نافية هنا.

(1) المغني 1/ 23

(2)

المغني 1/ 23

(3)

مفردات الراغب 27

ص: 200

وقوله: {قل إن أدري أقريب ما توعدون} [الجن: 25].

وورد في ثلاثة مواضع مع (لما) المشددة التي بمعنى (إلا) وهي قوله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} [يس: 32].

وقوله: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} [الزخرف: 35]. وقوله: {إن كل نفس لما عليها حافظ} [الطارق: 4].

وليست (ما) ولا غيرها من حروف النفي كذلك، فدل على هذا قوتها في النفي. ومما يدل على ذلك أيضا الاستعمال القرآني، فإنه يستعمل (إن) فيما فيه زيادة توكيد في النفي.

قال تعالى: {ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلوك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين} [الأنعام: 25].

وقال: {والذي قال لوالديه اف لكما أتعدانني ان اخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا اساطير الأولين} [الأحقاف: 17]، فقال في الآية الأولى:{إن هذا إلا أساطير الأولين} وقال في الثانية: {ما هذا إلا أساطير الأولين} والأولى آكد، يدل على ذلك السياق فقد قال فيها:

1 -

وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه.

2 -

وفي آذانهم وقرا

3 -

وذكر أنهم إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.

فأنت ترى أن درجة التكذيب أشد مما في الآية الأخرى، لأن الصفات التي تستدعي قوة التكذيب والإنكار كانت في المكذبين الأولين، أشد أكثر، ولذلك أكد النفي فيها بأن بخلاف الثانية.

ص: 201

وقال تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر، وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} [الجاثية: 24].

وقال: {وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم ياكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرًا مثلكم إنكم إذا لخاسرون أيعدكم أنك إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون. هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين إن هو رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين} [المؤمنون: 33 - 38].

فقال في الآية الأولى: {ما هي إلا حياتنا الدنيا} .

وقال في الثانية: {إن هي إلا حياتنا الدنيا} .

وواضح أن التكذيب في الآية الثانية أشد وأقوى من وجوه:

1 -

فقد أسند التكذيب والإنكار في الآية الأولى إلى ضمير الكفرة (وقالوا) وأما في الثانية فقد أسنده إلى الكفرة صراحة، ضفيا عليهم صفات تزيد في تكذيبهم وإنكارهم {الذين كفروا وكذوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا} فهذه صفات تزيد في قوة التكذي بخلاف الآية الأولى التي قال فيها (وقالوا).

2 -

المجادلة في صدق الرسل: فقد ذكر هؤلاء الكفرة أن الرسل إنما هم بشر مثلهم يأكلون كما يأكل الناس، ويشربون كما يشربون، فلا ينبغي أن يطاعوا البتة.

3 -

السخرية من الوعد بالحياة الآخرة: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} .

4 -

الاستعباد المؤكدة في قولهم: {هيهات هيهات لما توعدون} .

5 -

ثم ختموا تكذيبهم وإنكارهم بقولهم: {إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين} .

ص: 202

فكان طبيعيا أن يكون إنكارهم أشد وآكد مما في الآية الأولى، ولذا جاء بإن وإلا وهو المناسب للسياق، بخلاف الآية الأخرى، فإنه جاء بـ (ما) و (إلا) لأنه أقل توكيدًا، فدل ذلك على أن (إنْ) آكد من (ما).

وقال تعالى: {قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا يكم إن أتبع إلا ما يوحي إلى وما أنا إلا نذير مبين} [الأحقاف: 9].

وقال: {قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون قال وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين قالوا لئن لم تنته يانوح لتكون من المرجومين قال رب إن قومي كذبون} [الشعراء: 111 - 121].

فقال في الآية الأولى: {وما أنا إلا نذير مبين} وقال في الثانية: {إن أنا إلا نذير مبين} .

ومن الواضح أن الآية الثانية في مقام المحاربة والمجادلة والجهاد في القول، والتنقيص من المؤمنين، بخلاف الآية الأولى، فإنها في مقام الدعوة الهادئة المبينة بالحجة، يدل على ذلك في الآية الثانية.

1 -

وصفهم المؤمنين بالأرذلين.

2 -

طلبوا طردهم فرد عليهم بقوله: {وما أنا بطارد المؤمنين} .

3 -

تحذيرهم نوحا، والطلب إليه الكف عن الدعوة، وإلا رجموه، {لئن لم تنته يانوح لتكونن من المرجومين} .

وأنت ترى أن المقام في الآية الأولى يختلف عنه في الثانية، فجاء في الثانية بـ (إن) و (إلا) وجاء في الأولى بـ (ما) و (إلا) فدل ذلك على أن (إن) آكد من (ما).

ومما يدل على ذلك أيضا قوله تعالى: {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} [الأحقاف: 9].

ص: 203