الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتكون بمنزلة (الذي) للأناسي (1).
ولو قال للعقلاء، أو لذوي العلم لكان أجود، فإنها تستعمل لغير الأناسي من العقلاء، فقد تستعمل للملائكة، قال تعالى:{ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا} [النساء: 172].
واستعمالها للجن: قال تعالى: {فمن يستمع الآن يجد لها شهابا رصدا} [الجن: 9].
وجاء في (المقتضب): " تقول في (من)(من يأتني آته) فلا يكون ذلك إلا لما يعقل فإن أردت بها غير ذلك، لم يكن.
فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه} [النور: 45]، فهذا لغير الآدميين، وكذلك {ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشي على اربع} [النور: 45]، قيل إنما جاز هذا، لأنه قد خلط مع الآدميين غيرهم بقوله:{والله خلق كل دابة من ماء} وإذا اختلط المذكوران جرى على أحدهما ما هو للآخر إذا كان في مثل معناه" (2).
مهما
قالوا هي بمعنى (ما) وقيل أعم منها (3)، وقد ذكر أن أصلها (ما) ألحقت بها (ما) على وزن (كيفما) و (أينما).
قال سيبويه: " وسألت الخليل عن (مهما) فقال: هي (ما) أدخلت معها (ما) لغوا بمنزلتها مع (متى) إذا قلت: (متى ما تأتني آتك) وبمنزلتها مع (إنْ) إذا قلت: (إنْ ما تأتني آتك)، وبمنزلتها مع (أين) كما قال سبحانه وتعالى:{أينما تكونوا يدرككم الموت} [النساء: 78].
(1) كتاب سيبويه 2/ 309
(2)
المقتضب 2/ 50 - 51
(3)
الهمع 2/ 57