الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعجب
التعجب له عبارات كثيرة في العربية غير منحصرة، والنحاة يقسمونه على قسمين:
1 -
التعجب غير المبوب له عند النحاة، مثل قولهم (سبحان الله).
وفي الحديث (سبحان الله المؤمن لا ينجس) و (لله دره) و (يلمه مسعر حرب) و {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} [البقرة: 28]، و (ما رأيت كاليوم رجلا) و (أي رجل هو؟ ) و (قاتله الله من شاعر) و (ناهيك به رجلا) وما إلى ذلك.
وإنما لم يبوب له، لأن هذه التعبيرات لا تدل على التعجب وضعا، بل بالقرينة (1).
2 -
التعجب المبوب له، وهو عند النحاة صيغتان: ما أفعله وأفعل به، وقد بوب لهما النحاة لأنهما يطردان في كل معنى يصح التعجب منه (2).
فهاتان الصيغتان هما للتعجب وضعا، وأما غيرهما فهو في الأصل لغير التعجب ثم نقل إلى التعجب.
والتعجب في الحقيقة له أكثر من هاتين الصيغتين المطردين، ويمكن أن نقسم عباراته على أقسام أشهرها:
1 - ما أفعله:
وهو أن تأتي بـ (ما) التي تفيد التعجب، ثم بـ (أفعل) المفتوحة الآخر، وبعدها الاسم المتعجب منه منصوبا نحو (ما أعذب الماء) وكقوله تعالى:{فما أصبرهم على النار} [البقرة: 175]، وقوله:{قتل الإنسان ما أكفره} [عبس: 17].
والنحاة يحللون (ما أفعل) هذا إلى أصول متعددة بعيدة في جملتها عن معنى التعجب
(1) التصريح 2/ 86، الهمع 2/ 62، شرح الرضي على الكافية 2/ 340
(2)
شرح ابن الناظم 186
فأكثرهم يجعل (ما) اسما بمعنى (شيء) و (أفعل) فعلا ماضيا، والمتعجب منه مفعوله، وتقدير الكلام في (ما أحسن عبد الله) شيء أحسن عبد الله (1). أي شيء جعل عبد الله حسنا، ثم نقل إلى معنى التعجب، وانمحي معنى الجعل (2).
وقال آخرون: أن (ما) موصولة، والجملة بعدها صلتها، والخبر محذوف، أي: الذين أحسن عبد الله موجود.
وقال آخرون: (ما) استفهامية، وما بعدها خبرها (3).
والأقرب إلى الصواب أن يقال: أن هذه عبارة تفيد التعجب، والتعجب معلوم، ثم أن التعجب انفعال قديم في نفس البشر، والأظهر أنه وضعت له صيغته ابتداء، لأن الإنسان محتاج إلى التعبير عنه قبل كثير من التعبيرات، ولا داعي للدخول في تحليلات تفسد المعنى والذوق.
ولعل الذي ألجأهم إلى هذا هو الاعراب، فالنحاة يرون ضرورة أعراب كل تعبير، ولو الجأهم إلى مسخ التعبير وإفساده.
ونحن نرى أنه لا داعي لاعراب كل تعبير، فهناك تعبيرات لا داعي لإعرابها، بل يكتفي بوصفها وهذا منها، أو يعرب على صورة أخرى ليس فيها مثل ها التمحل (4).
(1) كتاب سيبويه 1/ 37
(2)
شرح الرضي على الكافية 2/ 341
(3)
شرح الرضي على الكافية 2/ 341
(4)
أمامنا أكثر من خيار في إعراب جملة التعجب هذه، من دون تأويل مفسد للمعنى، ومن هذه الخيارات:
1 -
ما: أداة تعجب؛ أفعل: متعجب منه.
زيدا: متعجب منه. 2 - ما: حرف تعجب، وقد قلنا بحرفيته لأن الأصل في المعاني عند النحاة أن يعبر عنها بالحروف كالاستفهام والخطاب، والتعجب عند النحاة معنى حقه أن يؤدي بالحرف وقد قلنا بالأصل تخلصا =