الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستغاثة
الاستغاثة هي نداء من يخلص من شدة، أو يعين على مشقة (1). والغالب في نداء المستغاث أن يجر مفتوحة وجوبًا، نحو (يا لخالد) إذا دعوته ليعينك، وغير الغالب أن يحذف حرف الجر، ويؤتى في آخر المستغاث بألف نحو (يا خالداه).
وعناصر الاستغاثة هي:
1 -
المستغاث: ويسمى أيضا المستغاث به، نحو (يا لله) وقد ذكرنا أنه يجر بلام مفتوحة إلا إذا كان المستغاث ياء المتكلم، فإنه يجر باللام المكسورة، نحو (يالي)، وكذا إذا كان معطوفا ولم تعد معه (يا) فإن أعدت (يا) وجب فتح اللام، تقول (يا لخالد ولسعيد) بفتح اللام في خالد وكسرها في سعيد، فإن كررت (يا) فتحت اللام الداخلة على سعيد أيضا فتقول (يا لخالد ويا لسعيد).
2 -
المستغاث له: ويجر بلام مكسورة، فتقول (يالله للمسلمين)، و (يا لمحمد لسعيد) فـ (محمد) مستغاث به، وسعيد مستغاث له (2).
وإذا قلت يا لمحمد بكسر اللام علم أنه مستغاث (3) له، وليس مستغاثا به.
قال سيبويه: " هذا باب ما تكون فيه اللام مكسورة لأنه مدعو له ههنا وهو غير مدعو)، وذلك قول بعض العرب: يا للعجب ويا للماء، وكأنه نبه بقوله (يا) غير الماء للماء"(4).
(1) التصريح 2/ 180
(2)
انظر كتاب سيبويه 1/ 391 - 321، التصريح 2/ 180 - 181، شرح الأشموني 3/ 165، شرح ابن يعيش 1/ 131
(3)
انظر شرح ابن يعيش 1/ 131
(4)
كتاب سيبويه 1/ 320
3 -
المستغاث (1): منه وهو المستنصر عليه، ويجر بـ (من)(2)، فتقول:(يا لَمحمد من خالد) إذا استنصرت بمحمد على خالد، وتقول:(يا لِمحمد من خالد) بكسر اللام إذا دعوت لنصرة محمد من خالد، وتقول:(يا لمحمد لِسالم من خالد) إذا استغثت بمحمد لأن ينصر سالما من خالد، وتقول:(يا الله من ألم الفراق)، و (يا لِي من النوى) للمعنى نفسه.
4 -
المنادى المهدد يجر باللام المفتوحة، نحو قولك (يا لزيد لأقتلنك) فأنت تهدده وتتوعده.
وقال سيبويه في قول الشاعر:
يا لبكر انشروا لي كليبا
…
يا لبكر أين أين الفرار
" فاستغاث بهم لأن ينشروا له كليبًا، وهذا منه وعيد وتهدد، وأما قوله: (يا لبكر أين أين الفرار) فإنما أستغاث بهم، لهم، أي لم تفرون استطالة عليهم ووعيدًا"(3).
وجاء في (شرح الرض على الكافية): " وقد تدخل اللام المفتوحة على المنادى المهدد نحو (يا لزيد لأقتلنك) قال مهلهل:
يا لبكر أنشروا لي كليبًا
…
يا لبكر أين أين الفرار
وقولهم إن هذه لام الاستغاثة كأنه استغاث بهم لنشر كليب، وأستغاث بهم للفرار تكلف، ولا معنى للإستغاثة ههنا حقيقة ولا مجازًا" (4).
(1) يسمي النحاة المستغاث من: المستغاث من اجله والمستغاث له، وآثرت هذه التسمية لأنها أدل على المعنى لوأظهر. انظر شرح الأشموني 3/ 165، شرح الرضي على الكافية 1/ 144
(2)
انظر شرح الرضي على الكافية 1/ 144، شرح الأشموني 3/ 165، حاشية الصبان 3/ 165
(3)
كتاب سيبويه 1/ 318 - 319
(4)
شرح الرضي على الكافية 1/ 144