الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال: {ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقا} [النساء: 62]، فتلقاه بـ (أن) النافية.
وتقول في الجمل الإسمية (والله ما محمد سافرًا) أو إن محمدٌ مسافر.
قال تعالى: {والسماء والطارق وماأدراك ما الطارق النجم الثاقب إن كل نفس لما عليها حافظ} [الطارق: 1 - 4]، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ.
وتقول: والله لا أحد في الدار، أو والله لا إبراهيم ولا محمود في الدار (1).
وأما في القسم الطلبي والإستعطافي، فيتلقي بالأمر والنهي والاستفهام، تقول:(بالله عليك أرحم ضعفي) وتقول: (بالله عليك لا تردني خائبًا) وقال:
بربك هل ضممت إليك ليلى
ويجاب بإلا (ولما) تقول: (بالله عليك ألا فعلت ولما فعلت)(2).
حذف (لا) النافية من جملة الجواب:
يجوز حذف (لا) النافية من جواب القسم قياسًا، إذا كان فعلا مضارعًا، تقول:(والله أرغب عنك) أي لا أرغب عنك، فإذا أريد الإثبات جيء باللام، ولابد إذ لا يجوز أن يتلقي القسم في الإثبات بغير اللام، فإن لم تذكر اللام علمت أنه منفي لا محالة، قال تعالى:{تالله تفتؤا تذكر يوسف} [يوسف: 85]، والمعنى لا تفتأ، ولو أريد الاثبات لقيل (لتفتأن) في الاستقبال أو (لتفتأ) إذا أريد الحال. قال الشاعر:
آليت حب العراق الدهر أطعمه
…
والحب يأكله في القرية السوس
أي: لا أطعمه .. وقال:
فقلت يمين الله أبرح قاعدًا
…
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
(1) انظر شرح الرضي على الكافية 2/ 375
(2)
انظر الهمع 2/ 41 - 42، شرح الرضي على الكافية 2/ 374
أي: لا أبرح. وقال: تالله يبقى على الأيام ذو حيد
…
بمشمخر به الظيان والآس (1).
وقال صفوان بن أمية في الخمر:
رأيت الخمر صالحة وفيها
…
مناقب تفسد الرجال الكريما
فلا والله أشربها حياتي
…
ولا أشفي بها أبدًا سقيما
أي: لا أشربها.
وقال عمر بن الظرب فيها أيضا:
سآلة للفتي ما ليس في يده
…
ذهابة بعقول القوم والمال
أقسمت بالله أسقيها وأشربها
…
حتى يفرق ترب القبر أوصالي
مورثة القوم أضغانا بلا أحن
…
مزرية بالفتي ذي النجدة الحالي
أي: لا أسقيها ولا أشربها
جاء في (الكتاب): " وقد يجوز ذلك وهو من كلام العرب أن تحذف (لا) وأنت تريد معناها وذلك قولك (والله أفعل ذاك أبدًا) تريد: والله لا أفعل، وقال
فحالف فلا والله تهبط تلعة
…
من الأرض إلا أنت للذل عارف (2).
وجاء في (معاني القرآن) للفراء في قوله تعالى: (تالله تفتأ): " (تالله تفتأ): معناه لا تزال تذكر يوسف و (لا) قد تضمر مع الإيمان، لأنها إذا كانت خبرًا لا يضمر فيها (لا) لم تكن إلا بلام. ألا ترى أنك تقول: (والله لآتينك) ولا يجوز أن تقول: (والله آتيك) إلا أن تكون تريد (لا)، فلما تبين موضعها وقد فارقت الخبر أضمرت"(3).
(1) انظر الهمع 2/ 43، شرح الرضي على الكافية 2/ 377
(2)
كتاب سيبويه 1/ 454
(3)
معاني القرآن 2/ 54