الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنادى
المنادى إذا كان مفردًا معرفة بني على ما يرفع به، نحو يا خالد ويا رجل بلا تنوين.
ويدخل في المفرد المعرفة العلم المفرد، والنكرة المقصودة، نحو (يا رجل) وذلك لأنك تقصد به واحدًا بعينه، وغيرهما (يا هذا).
ومن المعلوم أن المراد بالمفرد هنا ما ليس مضافا، ولا شبيها بالمضاف، فيدخل فيه المثنى والجمع، فقولك (يا رجلان) و (يا رجالُ) منادى مفرد. وإذا كان مضافا أو شبيها بالمضاف أو كان نكرة غير مقصودة فهو منصوب، فالمضاف نحو يا عبد الله وبائع الصحف.
والشبيه بالمضاف هو ما اتصل به شيء من تمام معناه، بعمل أو عطف قبل النداء. والعمل أما رفع أو نصب، أو جر بالحرف، فالرفع نحو (يا حسنا) وجهه
و(يا مضروبًا أخوه).
والنصب نحو (يا مهينا أباه)(يا سائرا فوق الخشبة).
والجر نحو (يا مارًا بخالد)(يا رؤوفا بالعباد). والعطف قبل النداء نحو (ثلاثة وثلاثين) فيمن سميته بذلك قبل النداء، وذلك نحو أن تضع أرقامًا للأفراد فتناديهم بأرقامهم: يا خمسة، يا ستة، يا سبعة عشر، يا ثلاثة وثلاثين، فهذا يجب نصبه للطول: " وإن ناديت جماعة هذه العدة عدتها، فلا يخلو أما أن تكون معينة أولا، فإن كنت غير معينة نصبتها أيضا، أما الأول فلأنه اسم نكرة غير مقصودة، وأما الثاني فلأنه معطوف على منصوب، وإن كانت معينة ضممت الأول لأنه نكرة مقصودة، معرفة بالقصد، والإقبال، وعرفت الثاني بـ (أل) ونصبته، أو رفعته بالعطف على المحل أو اللفظ، كما في قولك:(يا زيد والضحاك)(1).
(1) التصريح 2/ 167 - 168
وكذا إذا ناديت رجلا وامرأة، فإن كانا نكرتين غير مقصودتين قلت:(يا رجلا وامرأة) بنصبهما، وإن كانا مقصودين، قلت:(يا رجل والمرأة) بضم الرجل، ورفع المرأة ونصبها وتعريفها بـ (أل) وقيل يجوز (يا رجل وامرأة)(1).
والنكرة غير المقصودة، نحو قولك (يا غافلا والموت يطلبه أفق، وكقول الأعمى: (يا مارا خذ بيدي) ولايقصد به واحدًا بعينه.
فالفرق بين النكرة المقصودة، وغير المقصودة أن المنادى في الأولى معين، وفي الثانية غير معين. ويتبن من هذا.
1 -
أن المنادى المضموم معرفة دوما نحو قولك (يا رجلُ) و (يا قائم)(يا خالدُ) جاء في (كتاب سيبويه): " إن كل اسم في النداء مرفوع معرفة، وذلك أنه إذا قال يا رجل ويا فاسق فمعناه كمعنى يا أيها الفاسق ويا أيها الرجل"(2).
وقد حذف منه التنوين للدلالة على التعريف
جاء في (الكتاب): " ومما يقوى أنه معرفة تركُ التنوين فيه"(3).
وقالوا إن سبب بنائه على الضم أنه لو بني على الكسر لالتبس بالمنادى المضاف إلى ياء المتكلم، عند حذف يائه اكتفاء بالكسرة، فإذا قلت (يا غلام) دل ذلك على أنه مضاف إلى ياء المتكلم بمعنى يا غلامي، قال تعالى:{قال رب ارجعون} [المؤمنون: 99].
ولا بني على الفتح لالتبس به عند حذف الفه اكتفاء بالفتحة (4). فقولك (يا غلام) معناه (يا غلامي)، قال تعالى:{يبنؤم لاتأخذ بلحيتي ولا برأسي} [طه: 94]، اي:(يابن أمي).
(1) انظر حاشية الصبان 3/ 141
(2)
كتاب سيبويه 1/ 310
(3)
كتاب سيبويه 1/ 311
(4)
حاشية الصبان 3/ 137، وانظر حاشية الخضري 2/ 72