الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثاني:
من النظر
أن الماء الطاهر إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه بالنجاسة فإننا إذا استعملناه أصبحنا مستعملين للنجاسة نفسها، فيجب الامتناع عنه.
قال حرب بن إسماعيل: سئل أحمد عن الماء إذا تغير طعمه أو ريحه؟ قال: فلا يتوضأ به، ولا يشرب، وليس فيه حديث، ولكن الله تعالى حرم الميتة، فإذا صارت الميتة في الماء فتغير طعمه أو ريحه، فذلك طعم الميتة وريحها، فلا يحل له، وذلك أمر ظاهر.
قال الخلال: وإنما قال أحمد ليس فيه حديث؛ لأن هذا الحديث (الماء طهور إلا ما غلب
…
الحديث) يرويه سليمان بن عمر، ورشدين بن سعد، وكلاهما ضعيف
(1)
.
قال ابن حزم: وإذا تغير لون الطاهر بما مازجه من نجس، أو تغير طعمه بذلك، أو تغير ريحه، فإننا حينئذ لا نقدر على استعمال الطاهر إلا باستعمال النجس، واستعمال النجس حرام في الصلاة، ولذلك وجب الامتناع عنه
(2)
.
وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من نجاسة الماء إذا غيرت طعمه أو لونه أو ريحه فلا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء.
(41)
فقد روى ابن ماجه، قال: حدثنا محمود بن خالد والعباس بن الوليد الدمشقيان، قالا: ثنا مروان بن محمد، ثنا رشدين، أنبأنا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد،
عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الماء لا ينجسه
(1)
المغني (1/ 20) وانظر مسائل أحمد رواية عبد الله (1/ 4).
(2)
المحلى (1/ 143) بتصرف يسير.
شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه
(1)
.
[إسناده ضعيف]
(2)
.
(1)
سنن ابن ماجه (521).
(2)
فيه رشدين بن سعد، جاء في ترجمته:
ضعفه أحمد بن حنبل عن رشدين بن سعد، وقدم ابن لهيعة عليه. الجرح والتعديل (3/ 513).
وقال يحيى بن معين، كما في رواية ابن أبي خيثمة عنه: رشدين بن سعد لا يكتب حديثه. المرجع السابق.
وقال على بن الحسين بن الجنيد: سمعت ابن نمير يقول: رشدين بن سعد لا يكتب حديثه. المرجع السابق.
وقال أبو حاتم الرازي: رشدين بن سعد منكر الحديث، وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث ما أقربه من داود بن المحبر، وابن لهيعة أستر، ورشدين أضعف. المرجع السابق.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. المرجع السابق.
وقال قتيبة: كان لا يبالي ما دفع إليه فيقرأه. التاريخ الكبير (3/ 337).
وقال النسائي: متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (203).
وقال ابن رشدين: كان ضعيفاً. الطبقات الكبرى (7/ 517).
وقال ابن عدي: ورشدين بن سعد له أحاديث كثيرة غير ما ذكرت، وعامة أحاديثه عن من يرويه عنه ما أقل فيها ممن يتابعه أحد عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. الكامل (3/ 149).
وذكره العقيلي في الضعفاء. (2/ 66).
وقال ابن حبان: كان ممن يجيب في كل ما يسأل، ويقرأ كل ما يدفع إليه، سواء كان ذلك حديثه أو من غير حديثه، ويقلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه. المجروحين (1/ 303).
[تخريج الحديث]
أخرجه البيهقي (1/ 259) من طريق أبي الأزهر، ثنا مروان بن محمد به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 104) من طريق العباس بن الوليد الخلال، ثنا مروان بن محمد به، إلا أنه قال: إلا ما غلب على ريحه أو طعمه، ولم يذكر اللون.
واختلف على مروان بن محمد، فرواه عنه العباس بن الوليد الخلال، كما عند الطبراني، وأبو الأزهر، كما في سنن البيهقي، كلاهما، عن مروان بن محمد، عن رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة.
وخالفهم عيسى بن خالد، فأخرجه الدارقطني (1/ 28) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 40) عن عيسى بن خالد، نا مروان بن محمد، عن رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن ثوبان، فجعله من مسند ثوبان.
وتابع محمد بن يوسف الغضيضي مروان بن محمد في جعله من مسند أبي أمامة، فأخرجه الدارقطني (1/ 28) وابن عدي في الكامل (3/ 156) والطبراني في الأوسط (1/ 226) من طريق محمد بن يوسف الغضيضي، ثنا رشدين بن سعد به.
قال الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، وليس بالقوي الصواب فيه قول راشد.
كما تابع رشدين بن سعد ثور بن يزيد، فأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 259) قال: أخبرنا أبو عبد الله، أنا أبو الوليد، ثنا الشاماتي، ثنا عطية بن بقية بن الوليد، ثنا أبي، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الماء طاهر، إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه.
وإسناده ضعيف، فيه عطية بن بقية، ووالده بقية بن الوليد.
وأخرجه البيهقي (1/ 260) قال: أخبرنا أبو حازم الحافظ، ثنا أبو أحمد الحافظ، ثنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي بدمشق، ثنا أبو أمية يعني محمد بن إبراهيم، ثنا حفص بن عمر، ثنا ثور بن يزيد به.
وهذا سند ضعيف جداً غير صالح في المتابعات، لأن فيه حفص بن عمر الرازي الإمام.
وقيل: الواسطي، وقيل: هما اثنان.
قال فيه أبو حاتم الرازي: كان يكذب. الجرح والتعديل (3/ 184).
وقال البخاري: يتكلمون فيه. التاريخ الكبير (2/ 367). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكذبه أبو رزعة. لسان الميزان (7/ 201).
وقال أبو الوليد: لم يسمع من أبي سنان الشيباني إلا حديثاً واحداً، ثم قدم البصرة فحدثهم بأحاديث كثيرة عن أبي سنان، وذكره بذكر سيء، وقال: بيننا وبينه سبب فلا يظهر هذا عني. الجرح والتعديل (3/ 180).
وقال يزيد بن هارون: لا بأس به. المرجع السابق.
واختلف فيه على راشد بن سعد، فرواه عنه من سبق من مسند أبي أمامة.
وأخرجه عبد الرزاق (1/ 80) رقم 264 عن إبراهيم بن محمد، عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد - في المطبوع عامر بن سعد، وهو خطأ - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينجس الماء إلا ما غير ريحه أو طعمه، أو ما غلب على ريحه وطعمه.
وهذا إسناد ضعيف جداً من أجل إبراهيم بن يحيى.
وأخرجه أبو مسهر في نسخته (6) قال: حدثنا عيسى بن يونس، ثنا الأحوص، عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. ومن طريق عيسى بن يونس أخرجه الطحاوي (1/ 16)، والدارقطني (1/ 29) قال الدراقطني بعده: مرسل، ووقفه أبو أسامة على راشد.
وأخرجه الدراقطني (1/ 28) قال: حدثنا ابن الصواف، نا حامد بن شعيب، نا سريج، نا أبو إسماعيل المؤدب وأبو معاوية، عن الأحوص، عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينجس الماء إلا ما غير طعمه أو ريحه. قال الدارقطني: لم يجاوز به راشد.
ورواه أبو أسامة، عن الأحوص، عن أبي عون وراشد بن سعد من قولهما.
أخرجه الدارقطني (1/ 29) قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، نا أبو البختري، نا أبوأسامة، نا الأحوص بن حكيم، عن أبي عون وراشد بن سعد، قالا: الماء لا ينجسه شيء، إلا ما غير ريحه أو طعمه. اهـ وهذا موقوف.
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 44): " سألت أبي عن حديث رواه عيسى بن يونس، عن الاحوص بن حكيم، عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاينجس الماء إلا ما غلب عليه طعمه ولونه، فقال أبي: يوصله رشدين بن سعد، يقول: عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورشدين ليس بقوى، والصحيح مرسل.
فالحديث في إسناده اختلاف كثير، فتارة من مسند أبي أمامة، وتارة من مسند ثوبان. =
قال صديق حسن خان: " وقد اتفق أهل الحديث على ضعف الزيادة - يعني زيادة الاستثناء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه - لكنه قد وقع الإجماع على مضمونها، كما نقله ابن المنذر، وابن الملقن في البدر المنير، والمهدي في البحر، فمن كان يقول: بحجية الإجماع، كان الدليل عنده على ما أفادته تلك الزيادة هو الإجماع، ومن كان لا يقول بحجية الإجماع، كان هذا الإجماع مفيداً لصحة تلك الرواية، لكونها صارت مما أجمع على معناها وتلقي بالقبول، فالاستدلال بها، لا بالإجماع
(1)
.
ولا أعرف أن الإجماع يعتبر به في تقوية الحديث الضعيف، فالإجماع وحده حجة، ولا يعتبر بالحديث الضعيف لا من القرآن، ولا من الإجماع، ولا من غيرهما إلا من السنة فقط بشروط ليس هذا مجال ذكرها، هذا الذي أعرفه من عمل أئمة الحديث، والله أعلم.
= وتارة موصولاً، وتارة مرسلاً، وتارة موقوفاً.
والحديث ضعفه الشافعي في الأم (8/ 612)، والدارقطني في العلل كما في تلخيص الحبير (1/ 15)، والبيهقي في السنن (1/ 260) وغيرهم.
وقال النووي: اتفق المحدثون على تضعيفه. انظر المجموع (1/ 160).
(1)
الروضة الندية (1/ 5 - 6).