الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الليل، وكونك فيه بنوم وبغير نوم، قال ومن قال: بت بمعنى نمت، وفسره على النوم فقد أخطأ، قال: ألا ترى أنك تقول بت أراعي النجم، معناه: بت أنظر إلى النجم. قال: فلو كان نوماً كيف كان ينام وينظر، إنما هو ظللت أراعي النجم. قال: وتقول: أباتهم الله إباتة حسنة، وباتوا بيتوتة صالحة، وأباتهم الأمر بياتاً، كل ذلك دخول الليل، وليس من النوم في شيء
(1)
.
الدليل الثاني:
قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا استيقظ أحدكم من نومه " فإن النوم عند الإطلاق لا يراد به إلا نوم الليل
(2)
.
الدليل الثالث:
(62)
ما رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم من الليل، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري أين باتت يده
(3)
.
[الحديث صحيح، وذكر القيام من الليل أخشى أن يكون غير محفوظ، فكل من ذكر الليل قد اختلف عليه فيه، فأكثر الطرق وأصحها ليس فيها ذكر الليل]
(4)
.
(1)
التمهيد (18/ 255).
(2)
بدائع الفوائد (4/ 89).
(3)
المصنف (1/ 94) رقم 1047.
(4)
هذا الحديث يرويه أبو هريرة رضي الله عنه من طرق كثيرة عنه، ووقع في بعضها =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= اختلاف، كما اختلف في متنه على وجهين:
الوجه الأول: بذكر الليل، رواه جماعة عن أبي هريرة إلا أنه لا يوجد راو نص على القيام من نوم الليل إلا وقد اختلف عليه، وإليك بيان هذا الوجه.
الطريق الأول: الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة، تارة يجمع الأعمش شيوخه أبا صالح وأبا رزين، وتارة يفرقهما ..
فقد أخرجه أحمد في المسند (2/ 253) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش به، إلا أنه رواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة بدلاً من أبي رزين، وهو محفوظ عنهما جميعاً.
وأخرجه أبو داود (103) ومن طريقه البيهقي (1/ 45) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 232) من طريق مسدد، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (1/ 331) من طريق أبي كريب،
وأخرجه البيهقي (1/ 45) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، كلهم عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة. بذكر الليل.
وأخرجه أبو عوانة في مسنده (1/ 221) من طريق علي بن حرب، ثنا أبو معاوية به إلا أنه ذكر أبا صالح وحده.
وأخرجه أحمد (2/ 253)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 22) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش به بذكر أبي صالح وحده، إلا أنهما لم يذكرا متنه، وأحالا على رواية سابقة، وفيها ذكر الليل. وهذه متابعة لأبي معاوية.
وقد اختلف على الأعمش، فرواه أبو معاوية وزائدة بن قدامة عنه بذكر الليل.
ورواه وكيع، كما في مسند أحمد (2/ 471)، ومسلم (278)، وأبي عوانة (1/ 264)، وسنن البيهقي (1/ 45)، إلا أن مسلماً وأبا عوانة لم يسوقا متنه، وأحالا على متن سابق.
وشعبة كما في مسند أبي داود الطيالسي (1/ 317).
وشجاع بن الوليد كما في سنن البيهقي الكبرى (1/ 47).
وأبو الأشهب جعفر بن الحارث النخعي كما في الأوسط للطبراني (4/ 94) رقم 3694 أربعتهم عن الأعمش به. ولم يذكروا لفظة الليل.
وأبو معاوية من أثبت أصحاب الأعمش، إلا أن وكيعاً وشعبة قد وافقت روايتهم رواية الأكثر بعدم ذكر الليل فقد رواه جمع كثير عن أبي هريرة، ولم يذكروا لفظة: " إذا قام من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الليل".
الطريق الثاني: أبو سلمة، عن أبي هريرة.
رواه معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، واختلف على معمر:
فرواه أحمد (2/ 259) قال: ثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري به بذكر الليل.
ورواه النسائي في الكبرى (153) وفي الصغرى (161) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر به، بدون ذكر الليل كما هي رواية الجماعة.
وتابع الأوزاعي معمراً في ذكر الليل كما في سنن الترمذي (24)، والنسائي (441)، وابن ماجه (393)، وسنن البيهقي (1/ 244).
وقد رواه سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بدون ذكر الليل، كما في مسند الشافعي (ص: 10) ومسند الحميدي (951)، وأحمد (2/ 241)، والمنتقى لابن الجارود (9)، والدارمي (766)، ومسلم (278) والنسائي في الكبرى (1)، وفي الصغرى (1)، والمستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم (639)، مسند أبي عوانة (1/ 220،221،263)، وابن خزيمة (99)، وابن حبان (1062)، والبيهقي (1/ 45)،
ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بدون ذكر الليل، كما في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 94)، ومسند أحمد (2/ 382)، ومسند أبي يعلى (5973)، والطحاوي (1/ 22).
وهذه توافق رواية ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة.
الطريق الثالث: سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
رواه الزهري، عن سعيد بن المسيب، واختلف على الزهري.
فرواه عنه معمر، عن الزهري بدون ذكر الليل. أخرجه أحمد (2/ 265،284) ومسلم (278)، وأبو عوانة (1/ 264) والبيهقي (2/ 244) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بدون ذكر الليل.
ورواه الأوزاعي، عن ابن شهاب واختلف على الأوزاعي:
فرواه الطحاوي (1/ 22) من طريق الفريابي وبشر بن بكر كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة بدون ذكر الليل، وذكر الغسل مرتين أو ثلاثاً. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه النسائي في الصغرى (441) من طريق إسماعيل بن عبد الله عن الأوزاعي به بذكر الليل.
وأخشى أن يكون الأوزاعي اختلط عليه لفظ ابن شهاب، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، بلفظ ابن شهاب عن سعيد، عن أبي هريرة، فقد كان ابن شهاب تارة يجمع شيوخه، فيروي الحديث عن سعيد وأبي سلمة مقرونين، وتارة يفرقهما، فيذكر سعيداً وحده وأبا سلمة وحده. ولفظ سعيد وحده أو لفظه مقروناً من غير طريق الأوزاعي لا يذكر فيه القيام من الليل، فالراجح عندي أن طريق سعيد من الطرق التي لم تذكر القيام من الليل.
وأما طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مقرونين.
فأخرجه الترمذي (24) وابن ماجه (393) من طريق الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي، حدثني ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة به. بذكر القيام من الليل.
وأخرجه الطحاوي (1/ 22) من طريق أبي صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، حدثني ابن شهاب به. ولم يذكر متناً.
فالحديث محفوظ عن الزهري من الطريقين، طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة.
قال الدارقطني في العلل (8/ 78) المحفوظ عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة. اهـ
وقال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 234): قد حدث به معمر عن الزهري، مرة عن سعيد، عن أبي هريرة، ومرة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فدل على أن الحديث صحيح لهما عن أبي هريرة. اهـ
الطريق الرابع: العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
رواه العلاء واختلف عليه فيه:
فرواه مسلم في صحيحه (278) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 118) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: إذا قام أحدكم من النوم إلى الوضوء فليفرغ على يديه من الماء فإنه لا يدري أين باتت يده. هذا لفظ البيهقي، وأما مسلم فلم يذكر متناً، وأحال على رواية سابقة، إلا أنه صرح أن الرواية ليس فيها التثليث.
وأخرجه أبو عوانة في مسنده (1/ 222) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= به بذكر التثليث، وبالشك، إذا قام أحدكم إلى الوضوء حين يصبح، أو قال: من نومه، أو كلمة نحوها، فليفرغ على يديه ثلاثاً؛ فإنه لا يدري أين باتت يده، والطريق الأول أرجح مع سلامته من الشك الوارد في متنه.
هذه الطرق التي نص فيها على أن القيام إنما هو من نوم الليل، وأنت ترى أنه لا يخلو طريق من الاختلاف عليه فيه.
الوجه الثاني: بدون ذكر الليل، رواه الأعرج، وابن سيرين، وهمام، وجابر، وعبد الله ابن شقيق، وموسى بن يسار ولم يختلف عليهم في عدم ذكر الليل، ومع اتفاقهم على عدم النص على الليل إلا أنهم اختلفوا في الغسل فبعضهم يذكر الغسل بدون عدد، وبعضهم ينص على أن الغسل ثلاث، والتثليث في الحديث محفوظ.
وإليك تخريج مروياتهم.
أولاً: الطرق التي تذكر الغسل ولا تذكر عدداً.
الطريق الأول: الأعرج، عن أبي هريرة.
رواه أبو الزناد، واختلف عليه:
فرواه مالك في الموطأ (1/ 21) ومن طريقه الشافعي (1/ 14)، وأحمد (2/ 465)، والبخاري (162)، وابن حبان (1063) والبيهقي (1/ 45،118) وفي المعرفة (1/ 267) والبغوي في شرح السنة (207).
ورواه المغيرة بن عبد الرحمن كما في مسلم (278) والبيهقي (1/ 118) كلاهما عن أبي الزناد به، وليس فيه التثليث.
وخالفهما سفيان بن عيينة كما في مسند الشافعي (1/ 14) والحميدي (952)، وفيه ذكر التثليث في الغسل.
قال ابن عبد البر كما في التمهيد (18/ 233): " وهو عندي وهم في حديث أبي الزناد، وأظنه حمله على حديث الزهري، والله أعلم. اهـ
وسبق أن خرجت حديث سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة بذكر التثليث.
الطريق الثاني: ابن سيرين، عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/ 295،507)، وابن أبي شيبة (1/ 94)، ومسلم (278) والطبراني في الأوسط (1/ 290) رقم 945. =