الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدرة، والذي ذهبت أنا إليه أغزل وأمدح، وتقديره: أقاسي فتكات لحظك.
وكانت فيه بادرة وحدة، وكان يتردد إلى الناس من غير حاجة إلى أحد، ولا سعي في منصب، وناب في الحكم بالقاهرة حتى تركه، وقال: يتعذر فيه براءة الذمة.
وكان كثير التلاوة، حسن الصحبة كثير الصدقة سراً، ولا يخل بالمطالعة في الشفاء لابن سينا كل ليلة مع سآمة وملل ويلثغ بالراء همزة.
مات بالقاهرة في سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
له:
تفسير سورة ق: في مجلد
وله أيضا:
شرح ديوان المتنبي.
215 - محمد الأمين (آب) بن محمد المختار (أخطور) بن عبد القادر بن أحمد نوح اليعقوبي الشنقيطي الجكني
(1)
مفسر فقيه أصولي ناظم من المشاهير
ولد عام خمس وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة في تنبه من أعمال مديرية كيفا من موريتانيا.
نشأ في جو يغلب عليه طلب العلم وروح الفروسية.
توفي والده وهو صغير يقرأ في جزء عم وترك له ثروة فسكن عند أخواله فحفظ القرآن على أحدهم وهو عبد الله بن محمد المختار ولما يتجاوز العاشرة، وتعلم رسم المصحف على ابن خال له ودرس التجويد بقراءة نافع ورواية ورش وتحصل على إجازتها وهو في السادسة عشرة.
وقرأ المختصرات المالكية على الفقهاء ودرس الأدب على زوجة خاله وأخذ عنها أيضا مبادئ النحو إلى جانب الفنون الأخرى من أنساب العرب وأيامهم والسيرة النبوية.
واتصل بعلماء قبيلته يتلقى عنهم فنون العلم من تفسير وحديث وأصول،
(1) مصادر ترجمته: معجم المفسرين 2/ 496، الأعلام 6/ 45، مشاهير علماء نجد 517، مجلة المنهل: ذي الحجة 1393 ص: 982، علماء ومفكرون عرفتهم 1/ 171، السلفية وأعلامها في موريتانيا ص: 120، 344، مقدمة كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام ص: 11
وانظر كاملا: الشنقيطي ومنهجه في التفسير، منهج الشنقيطي في تفسير آيات الأحكام من أضواء البيان، جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف.
والجكني: نسبة إلى الجد الأعلى جاكن ويرجع نسبه إلى قبيلة لمتونة أبرز قبائل المرابطين وفي أصله إلى قبيلة حمير.
وأكب على المطالعة فتحصل على علم المنطق وآداب البحث والمناظرة حتى تضلع فيها.
وتولى القضاء بين أهل قبيلته بجانب الإفتاء والإرشاد والوعظ والإصلاح.
وعزم على الحج فكانت رحلته البرية إلى بيت الله الحرام، واستقر في أرض الحرمين وتولى تدريس التفسير في المسجد النبوي بتوجيه من الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وكانت الحلقة تفتتح بتلاوة القدر المراد تفسيره من بعض الطلاب ثم يشرع الشيخ في المفردات فيعرض معانيها ومشتقاتها ومايتصل بها مع الاستشهاد بشواهد اللغة ثم يتناول العلائق التركيبية بين المفردات فيعرض للقراءات ووجوه الإعراب ثم ينصرف للاستنباط الفقهي مقارنا معللا مقررا مستعينا بكل مايمكنه من علوم التفسير ولايفوته أن يربط بعض المعاني ببعض الوقائع وإذا كان المضمون قصصيا استخرج العبر وكشف النذر وربط ذلك بالحاضر (1).
كما قام بتدريس التفسير أيضا بالجامعة الإسلامية بالمدينة.
وكان قد باشر التدريس بالرياض قبل ذلك وكان مما درسه مادة التفسير بكليات الشريعة واللغة وظل يحاضر بين الفينة والأخرى بمعهد القضاء الأعلى بالرياض.
وتنقل الشيخ في البعثات العلمية بين الدول الإسلامية بدءا من السودان وانتهاء بموريتانيا وشارك في كبريات المؤسسات العلمية ولم يكثر من التأليف لانشغاله.
ومن شعره:
أنقذت من داء الهوى بعلاج
…
شيب يزين مفرقي كالتاج
قد صدني حلم الأكابر عن لمي
…
شفة الفتاة الطفلة المغناج
ماء الشبيبة زارع في صدرها
…
رمانتي روض كحق العاج
وكأنما شمس الأصيل مذابة
…
تنساب فوق جبينها الوهاج
توفي رحمه الله بعد أداء الحج يوم الخميس السابع عشر من ذي الحجة سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة وتسعين من الهجرة وصلى عليه الشيخ عبد العزيز بن باز في الحرم المكي ودفن بالمعلاة، كما أقام عليه الشيخ عبد العزيز بن صالح صلاة الغائب بالمسجد النبوي ليلة الأحد التالية. ورثاه جماعة منهم محمد بن أبي مدين في قصيدة مطلعها:
(1) انظر علماء ومفكرون عرفتهم 1/ 174.