الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحب عبد العزيز الدباغ وانتفع به وألف فيه الذهب الإبريز، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد القادر والشيخ محمد القسنطيني وأبي العباس بن الحاج وغيرهم، وأخذ عنه التاودي والقادري ومحمد بن حسن البناني وعمر الفاسي وغيرهم.
قال القادري: له باع وتبحر في المنطق والبيان والأصول والحديث والقراءات والتفسير. (1)
توفي بالطاعون ببلده يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة ست وخمسين ومائة بعد الألف ودفن مع شيخه عبد العزيز الدباغ خارج باب الفتوح في عدوة فاس الأندلس.
وله:
القول المعتبر في جملة البسملة هل هي إنشاء أو خبر؟ (2)
وتأليف لقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} (3). (4)
قال القادري: واختلف في هذا الكتاب أهل عصره فمنهم من استحسنه ومنهم من أنكره عليه وشنعه وهم الأكثر ومن جملتهم سيدي الكبير السرغيني فألف كتابا في الرد عليه ومن أراد الوقوف على الحق فلينظر التأليفين معا.
وله أيضا: الذهب الإبريز (جزآن) جمع فيه كلاما لشيخه عبد العزيز بن مسعود الدباغ ومساجلات بينهما، وشرح على جمع الجوامع، وكشف اللبس عن المسائل الخمس، ورد التشديد في مسألة التقليد، وإنارة الأفهام لسماع ماقيل في دلالة العام، وشرح المحلى على جمع الجوامع، وتقييدات على السلم للأخضري، وتقاييد أجوبة. (5)
23 - أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مفرج المرادي العشاب، أبو العباس شهاب الدين الأموي الإشبيلي القرطبي
(6)
(1) نشر المثاني (الموسوعة 6/ 2133).
(2)
الشجرة 1/ 352، ومنه نسخة بالخزانة العامة بالرباط وأخرى بالحسنية (انظر بروكلمان الملحق 2/ 704، الفهرس الشامل 2/ 761).
(3)
الحديد: 4.
(4)
الأعلام 1/ 202.
(5)
انظر المصدر السابق، معجم المؤلفين 1/ 235، معجم المفسرين 1/ 57.
(6)
مصادر ترجمته: طبقات المفسرين للداوودي 1/ 66، معجم الحفاظ والمفسرين 214، معجم المفسرين 1/ 68، العمر 1/ 1 / 160 رقم 18، شذرات الذهب 6/ 112، أزهار الرياض 4/ 279، نفح الطيب 6/ 239، الأعلام 1/ 223، برنامج الوادآشي ص: 409، الدرر الكامنة 1/ 256، ذيل العبر ص: 191، طبقات القراء 1/ 106، معجم المؤلفين 1/ 239، الوافي بالوفيات 7/ 319.
وزير تونس الملقب: ابن الرومية (1).
قال الداوودي: إمام كامل مقرئ ثقة (2).
أصله من بيت أندلسي انتقل أوائله من قرطبة إلى تونس.
ولد بتونس في حدود سنة خمسين وستمائة (3).
تربى في حجر والده وكان أبوه من رجالات الدولة الحفصية وتولى لهم خطة الحجابة.
قرأ على أبي القاسم بن البراء وأحمد بن الغماز وعبد الحميد بن أبي الدنيا وأبي القاسم ابن زيتون. وبرع في العلوم لا سيما في الحديث الشريف (4)، وحدث عن يوسف ابن خميس وغيره، وبرع في النحو وأقرأه (5).
روى القراءات عن عبد الله بن يوسف صاحب الحصار، وروى عنه محمد بن أحمد اللبان وعبد الوهاب القروي وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي زكنون (6).
وقد أخذ عنه جماعة منهم ابن مرزوق الخطيب المفسر (7) وذكره في فهرست شيوخه وقال في شأنه: هو من أعظم من لقيت بثغر الاسكندرية وأكثرهم تحصيلا قرأت عليه بعض موطأ الإمام وكتاب الشفا.
ومن تلاميذه أيضا أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي المفسر صاحب ملاك التأويل (8).
وقد نحا العشاب مسلك أبيه في الانخراط في الوظائف فوزر لزكريا بن أحمد اللحياني (9)، وتولى خطة الكتابة فرئاسة ديوان الإنشاء على عهد الأمير أبي بكر المتوكل على الله، ولم يزل بهذا المنصب الرفيع إلى أن تغير عليه الأمير لأسباب نجهلها فخرج من تونس إلى الحج وتجول في الأقطار الشرقية. ثم عاد إلى المغرب وقصد الأندلس ونزل بغرناطة ضيفا مكرما على ملوكها من بني نصر. وقد تلقاه وزيرهم الشهير لسان الدين بن
(1) انظر الفهرس الشامل 1/ 245.
(2)
الطبقات 1/ 66.
(3)
في الوافي بالوفيات والدرر الكامنة: مولده سنة تسع وأربعين.
(4)
العمر 1/ 1 / 160.
(5)
الشذرات 6/ 112.
(6)
انظر غاية النهاية 1/ 106.
(7)
هو محمد بن أحمد بن محمد تأتي ترجمته.
(8)
انظر مقدمة ملاك التأويل 1/ 72، 79، 80.
(9)
الوافي بالوفيات 7/ 319.
الخطيب بحفاوة زائدة وآنس غربته في تلك المدة.
ترجمه ابن الخطيب في كتابه الإكليل فقال في حقه:
جواد لا يتعاطى طلقه، وصبح فضل لا يماثل فلقه، نشأ مقضي الديون مفدى بالأنفس والعيون، والدهر ذو ألوان، ومارق حرب عوان، والأيام كرات تتلقف، وأحوال لا تتوقف، فأولى بهم الدهر وأنحى، وأغام جوهم بعقب ما أصحى، فشملهم الاعتقال، وتعاورتهم النوب الثقال، واستقرت بالمشرق ركابه، وحطت به أقتابه، فحج واعتمر، واستوطن تلك المعاهد وعمر، وعكف على كتاب الله تعالى فجود الحروف وقرأ المعروف، وقيد وأسند، وتكرر إلى دور الحديث وتردد، وقدم على هذا الوطن قدوم النسيم البليل على كبد العليل، ولما استقر به قراره، واشتمل على جفنه غراره، بادرت إلى مؤانسته وثابرت على مجالسته، فاجتليت للسر شخصا، وطالعت ديوان الوفاء مستقصى، وشعره ليس بحائد عن الإحسان، ولا غفل عن النكت الحسان (1).
وعاد العشاب بعد ذلك إلى تونس ولكن لم يقم فيها إلا يسيرا، وسافر منها إلى المشرق ثانية واستقر آخرا بمدينة الإسكندرية، وأقبل على تدريس العلوم لاسيما التفسير والحديث.
وكانت وفاته بثغر الإسكندرية في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وسبعمائة عن سبع وثمانين سنة (2).
له:
تفسير القرآن: جمع فيه بين تفسيري ابن عطية والكشاف للزمخشري (3).
وله أيضا:
كتاب في المعاني والبيان، وديوان شعر. (4)
(1) انظر العمر 1/ 1 / 161.
(2)
انظر شذرات الذهب 6/ 112.
(3)
ذكر ابن الجزري في غاية النهاية أنه تفسير صغير. والموجود منه نسخة في عشرة أجزاء ينقصها الجزء الثالث وبعض السادس، مخطوطة بدار الكتب المصرية، ومنها فيلم بمعهد المخطوطات بالقاهرة (انظر الفهرس الشامل 1/ 245، العمر 1/ 1 / 161).
(4)
انظر غاية النهاية 1/ 106، العمر 1/ 1 / 161.