الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرح الألفية، الجني الداني في حروف المعاني، شرح الشاطبية في القراءات.
- الحسين بن أبي بكر (1)
- أبو الحسين الكندي (2)
23 - سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث أبو الوليد الباجي التجيبي القرطبي الذهبي المالكي
(3)
الإمام الحافظ العلامة الفقيه الأصولي المتكلم المفسر الأديب الشاعر، صاحب التصانيف النافعة
من أهل قرطبة ولد بمدينة بطليوس في يوم الثلاثاء النصف من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
انتقل جده إلى باجة المدينة التي بقرب إشبيلية فنسب إليها وليس هو من باجة القيروان التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد. (4)
سكن شرق الأندلس.
قال عنه الذهبي: الشيخ الإمام العلامة شيخ القرآن ذو الفنون (5).
وهو من الراحلين من الأندلس إلى المشرق فمكث بالقيروان أربعة أشهر ودخل مصر
(1) انظر: عماد الكندي.
(2)
انظر: عماد الكندي.
(3)
مصادر ترجمته: طبقات المفسرين للسيوطي 93، طبقات المفسرين للداوودي 1/ 208، طبقات المفسرين للأدنوي ص: 131، معجم المفسرين 1/ 215، المدرسة القرآنية 1/ 179، نيل السائرين 101، البداية والنهاية 12/ 122، بغية الملتمس 289، الديباج المذهب 120، الرسالة المستطرفة 207، مرآة الجنان 3/ 108، معجم الأدباء 4/ 152، نفح الطيب 2/ 67، وفيات الأعيان 2/ 142، تاريخ دمشق 7/ 562، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 248، تاريخ قضاة الأندلس 95، إرشاد الأريب 4/ 512، الصلة 1/ 197، تذكرة الحفاظ 3/ 1178، ترتيب المدارك 4/ 208، شذرات الذهب 3/ 443، فوات الوفيات 1/ 653، اللباب 1/ 28، الأنساب 1/ 246، سير أعلام النبلاء 18/ 535، المغرب في حلي المغرب 404، الوافي الوفيات 2/ 64، النجوم الزاهرة 5/ 114، الإكمال 1/ 468، روضات الجنات 322، كشف الظنون 19، 20، 419 وغيرها، إيضاح المكنون 1، 48، 71، 74وغيرها، هدية العارفين 1/ 397، بروكلمان 1/ 419، 1/ 743، 744.
(4)
وأما الحافظ ابن عساكر، فذكر أن أبا الوليد قد كان أتى من باجة قيروان تاجراً يختلف إلى الأندلس، قال الداوودي: وهذا أقوى مما ابتدأنا به وصار الباجيان نسبتهما إلى مكان واحد.
(5)
السير 18/ 535.
في شوالها فمكث بها سنة وحج. (1)
أخذ عن يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر بن الحسين بن عبد الوارث وغيرهم.
ارتحل للمشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة أو نحوها فحج وجاور ثلاثة أعوام ملازما لأبي ذر الهروي الحافظ، حج فيها أربع حجج وحمل عنه علماً كثيراً، وكان يسافر معه ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد فأقام فيها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويكتب الحديث ولقي فيها جلة من الفقهاء ودخل دمشق فسمع أبا قاسم بن الطبيز، وعلي بن موسى السمسار، والسكن بن ربيع الصيداوي، وأبا طالب عمر بن ابراهيم الزهري، وأبا طالب بن غيلان، وأبا القاسم عبدالله الأزهري، ومحمد بن عبد الله الصوري، وأبا بكر الخطيب، وطبقتهم وتفقه في بغداد بالقاضي أبي الطيب، والقاضي أبي عبد الله الحسين الصيمري وأبي العباس أحمد بن محمد بن عمروس المالكي، وأخذ الأصول عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وأقام بالموصل سنة على أبي جعفر السمناني وأخذ عنه العقليات، وبرع في الحديث وعلله، وفي الفقه وغوامضه وخلافه، وفي الكلام ومضايقه.
ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاماً بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف.
روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب، وأبو عمر ابن عبد البر، وهما أكبر منه، وأبو عبد الله الحميدي، وعلي بن عبد الله الصقلي، وأحمد بن علي بن غزلون، والحافظ أبو علي الصدفي، وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد الزاهد، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو علي ابن سهل السبتي، وأبو بحر سفيان بن العاص ومحمد بن أبي القاضي وسواهم.
قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه لحراسة درب، وكان حين رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق، قال لي أصحابه: كان يأتينا للإقراء وفي يده أثر المطرقة، إلى أن فشا علمه وهيئت الدنيا له، وعظم جاهه، وأجزلت صلاته حتى مات عن علمٍ وافر، وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم، ولى القضاء بمواضع من الأندلس (2).
(1) انظر نفح الطيب 2/ 135.
(2)
المدارك 4/ 210.
قال أبو نصر ابن ماكولا: أما الباجي ذو الوزارتين أبو الوليد ففقيه متكلم، شاعر أديب سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف، وكان جليلاً رفيع القدر والخطر (1).
وقال أبو علي ابن سكره: مارأيت مثل أبي الوليد الباجي، ومارأيت أحداً على سمته وهيئته وتوقير مجلسه، ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاه الشامي فقلت له: أدام الله عزك، هذا ابن شيخ الأندلس، فقال لعله ابن الباجي؟ فقلت: نعم، فأقبل عليه.
ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في البخاري، قال بظاهر لفظه، فأنكر عليه أبو بكر الصائغ، وكفره بإجازة الكتب على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وأنه تكذيب للقرآن، فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام، حتى أطلقوا الفتنة، وقبحوا عند العامة ماأتى به، وتكلم به خطباؤهم في الجمع وقال شاعرهم:
برئت ممن شرى دنيا بآخرة
…
وقال إن رسول الله قد كتبا
وصنف أبو الوليد رسالة بين فيها أن ذلك غير قادح في المعجزة، فرجع بها جماعة.
قال الذهبي عقب هذا الكلام، قلت: ماكل من عرف أن يكتب اسمه فقط بخارج عن كونه أمياً لأنه لا يسمى كاتباً، وجماعه من الملوك قد أدمنوا في كتابة العلامة وهم أميون، والحكم للغلبة لا للصورة النادرة، فقد قال عليه الصلاة والسلام:"إنا أمة أمية" أي أكثرهم كذلك لندرة الكتابة في الصحابة، وقال تعالى:{هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم} (2)
مات بالمرية في تاسع عشر رجب سنة أربع وسبعين وأربع مائة، وذلك ليلة الخميس بين العشائين ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر بالرباط على ضفة البحر وصلى عليه ابنه أبو القاسم.
له:
التفسير. لم يتمه
الناسخ والمنسوخ. لم يتمه
(1) الإكمال 1/ 468.
(2)
الجمعة: 2، السير 18/ 537.