الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعشرين وأربعمائة
تحول إلى القيروان ورحل إلى المغرب الأقصى ثم عاد إلى إفريقية ومنها قصد المشرق فجال في مصر والشام والعراق وخراسان وغزنة وخاصم في الهند أئمة مخاصمات آلت إلى طعنهم فيه.
قال السلفي:
لم يخرج من المغرب إلا وهو إمام في الفقه والنحو غير أنه كان يتتبع عثرات الشيوخ فدعوا عليه فلم يفلح (1).
وقد ألف فيه حسن حسني عبد الوهاب رسالة سماها الإمام المازري.
عاد إلى أصبهان ومات فيها سنة ست عشرة وخمسمائة.
قال حسن حسني: له تآليف كثيرة في القراءات والتفسير واللغة والنحو.
89 - محمد بن متولي الشعراوي المصري
(2)
داعية إسلامي كبير لغوي مفسر متصوف من المعاصرين
ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف بقرية دقادوس بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر.
حفظ القرآن قبل بلوغه الخامسة عشر، ودرس بمعهد الزقازيق الديني والتحق بالأزهر بكلية اللغة العربية وترقى في الدراسة حتى حصل على شهادة العالمية وإجازة التدريس.
تولى التدريس بمعاهد طنطا والزقازيق والإسكندرية الدينية، وأعير للمملكة العربية السعودية مدرسا بمدرسة الأنجال بالرياض ثم مدرسا للعقيدة بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة، وعمل أستاذا زائرا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة وتولى رئاسة قسم الدراسات العليا بها.
عمل وكيلا لمعهد طنطا ثم مديرا للدعوة بوزارة الأوقاف ثم مفتشا للعلوم العربية ثم
(1) انظر بغية الوعاة 1/ 201.
(2)
مصادر ترجمته: جريدة الجمهورية 23/ 2 / 1419 هـ ص: 1، 4، 5، جريدة المسلمون 3/ 3 / 1419 هـ ص: 6، 10/ 3 / 1419 هـ ص: 1، مجلة الأربعاء 26/ 9 / 1419 هـ (عالم القرن العشرين وغواص في بحر القرآن ص: 8)، جريدة الرياض 25/ 2 / 1419 هـ ص: 35، المدينة 24/ 2 / 1419 هـ ص: 10، 27/ 2 / 1419 هـ ص: 16، 19/ 3 / 1419 هـ ص: 15، الشرق الأوسط 6/ 3 / 1419 هـ، البلاد 24/ 2 / 1419 هـ ص: 18، 25/ 2 / 1419 هـ ص: 16، عكاظ 23/ 2 / 1419 هـ ص: 18، ردود على الشيخ الشعراوي من مجلة التوحيد 2/ 1401 هـ، 9/ 1401 هـ، 5/ 1402 هـ، 5/ 1407 هـ، 6/ 1407 هـ، 12/ 1410 هـ، 4/ 1412 هـ، 5/ 1412 هـ.
مديرا لمكتب شيخ الأزهر.
ترأس بعثة الأزهر للجزائر عام 1966 م لمدة عام وعاد إلى القاهرة فعين مديرا للأوقاف بحافظة الغربية ثم وكيلا للدعوة بالأزهر ثم وكيلا للأزهر ثم مديرا عاما بمكتب وزير الدولة لشئون الأزهر حتى أحيل إلى التقاعد.
ثم تولى منصب وزير الأوقاف واستمر به ثلاث تشكيلات وزارية متعاقبة ترك بعدها الوزارة وتفرغ للدعوة وتفسير القرآن.
رحل إلى شتى أنحاء العالم الإسلامي كداعية ومن ذلك إلى كراتشي لحضور المؤتمر الإسلامي الآسيوي وإلى كندا لإلقاء محاضرة للرد عل المستشرقين.
سافر إلى الجزائر وعمل هناك لمدة سبع سنوات. (1)
وقد نشر بعض المغرضين مقالا قال فيه: ولم يكن الشيخ الغزالي وحده الذي ذهب إلى الجزائر ليلقن الجيل الجزائري الجديد أفكاره الأصولية التي فرخت فيما بعد العنف الدامي الذي تعيشه الجزائر اليوم بل كان الشيخ الشعراوي إلى جانبه أيضا هناك. (2)
وقد رد عليه بعض الكتاب هذه الفرية. (3)
قام الشعراوي بتفسير القرآن الكريم مجانا للإذاعة المصرية، كما أذيعت حلقات
تفسيره بالتلفاز فاشتكته إسرائيل للسادات وبالأخص في حلقات سورة البقرة التي تكشف حقيقة اليهود وخبثهم.
وكان يطلق على تفسيره " خواطر" ولا يسميه تفسيرا وهو أقرب إلى الواقع.
وقد وصل في هذا التفسير إلى سورة الحجرات كما أفاد ابنه سامي ثم أخبر صديقه محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق أن المملكة تملك تسجيلا لتفسير الأجزاء الثلاثة الأخيرة يعود إلى عام 1973 م فتم بذلك تفسير القرآن له - إلا جزءا وشيئا يسيرا - في 2300 ساعة. (4)
يقول الأستاذ الدكتور أحمد محمد الأهدل: لايخفى على الجميع ماقدمه الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله للعالم الإسلامي من تفسير لكتاب الله عز وجل وهو أجل تفسير في هذا الزمن لأنه كان يخاطب العامة وبسلاسة يعرفها كل واحد في أي مستوى ثقافي يتميز به.
أما الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الصباغ
(1) البلاد 25/ 2 / 1419 هـ ص: 16.
(2)
الشرق الأوسط 6/ 3 / 1419 هـ.
(3)
انظر المدينة 19/ 3 / 1419 هـ ص: 15.
(4)
انظر الجمهورية 23/ 2 / 1419 هـ ص: 5، المسلمون 3/ 3 / 1419 هـ ص:6.
يقول: كان على درجة عالية من التمكن بعلوم القرآن الكريم بالدرجة الأولى وعلوم التفسير بشكل خاص وفي شتى المعارف الإسلامية والمفاهيم الإسلامية وبذلك كان مرجعًا وحجة.
وتناول الدكتور محمد الراوي منهج الشيخ الشعراوي في التفسير وقال: إن الشيخ الشعراوي ملك عددًا من القواعد لمنهج جديد في التفسير القرآني الأمر الذي يمكن أن نطلق عليه أنه صاحب مدرسة في التفسير.
وقال الدكتور محمد بكر إسماعيل المسؤول الإعلامي للمشيخة الإسلامية بكوسوفا ومقدونيا: إن الشيخ الشعراوي من الشخصيات التي خدمت الإسلام والمسلمين من خلال تفاسيره التي وصلت إلى كل أرجاء المعمورة فلم يقتصر تفسير الشيخ الشعراوي للقرآن على البلاد الإسلامية فقط بل تعداها إلى العالم الغربي والأوروبي فقد استفاد من علم هذا الرجل وفكره جميع المسلمين في أوروبا وتحديدًا في كوسوفا وألبانيا ومقدونيا. (1)
وقع في تفسيره بعض الشطحات وعلى وجه الخصوص عند بعض الآيات التي
أخضعها لميوله الصوفية (2) أو أطلق فيها العنان لاجتهاداته اللغوية (3) أو تأثر فيها بعقيدته الأشعرية. (4)
اكتسب عضوية مجمع البحوث الإسلامية
(1) انظر لهذه النقول: عالم القرن العشرين وغواص في بحر القرآن ص: 8 - 11.
(2)
انظر كمثال ماكتبه الدكتور إبراهيم إبراهيم هلال في مقاله: القرآن وشطحات الصوفية بمجلة التوحيد عدد ذي الحجة 1410 هـ ص: 23 حول قول الشعراوي في تفسير قوله تعالى {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا} الكهف: 110: وحتى لو جعل العابد قصده من عبادته دخول جنة الله سبحانه كان بذلك من الذين أشركوا بعبادة ربهم غيره معه.
(3)
انظر كمثال ماكتبه الدكتور مصطفى عبد الواحد في حلقاته شيء من الوعي تحت عنوان ذكريات مع الشعراوي (المدينة 5/ 3 / 1419 هـ - 9/ 3 / 1419 هـ) حول اجتهاد الشعراوي في تفسير "نا" العظمة في قوله تعالى {وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى} طه: 53 حيث جعله لله والزارعين.
(4)
انظر كمثال تفسيره لقوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم} البقرة: 115 حيث قال: ولأن الله تبارك وتعالى موجود في كل مكان أينما كنتم ستجدون الله مقبلا عليكم بالتجليات
…
لأن الله واسع موجود في كل مكان في هذا الكون وفي كل مكان خارج هذا الكون
…
(تفسير الشعراوي ص: 557).
ومجلس الشورى المصري ومجلس اللغة العربية بالقاهرة ومجمع الخالدين والهيئة التأسيسة لرابطة العالم الإسلامي.
منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وجائزة الدولة التقديرية ودرجة الدكتوراه الفخرية ورشح لجائزة الملك فيصل العالمية.
له مشاركات في تنظيمات ضد الإنجليز وفي بعض الحركات الوطنية دخل السجن على إثرها.
له شعر أعلن أنه لن ينشره مادام حيا. (1)
كان صاحب فكاهة وكرم ضيافة وله مشاريع خيرية منها إطعام مرضى مستشفى الأمراض العقلية بمصر، وموائد إفطار للصائمين، وإنشاء مجمع الشعراوي الإسلامي ببلدته وفيه مسجده، كما تبرع بمبالغ كثيرة منها ثلاثة عشر مليون جنيها على مشروعات في قريته منها إنشاء مستشفى ومعاهد أزهرية ومدارس ومساجد. (2)
وله مواقف مشهودة منها موقفه عندما هم الملك سعود بنقل مقام إبراهيم لتوسعة المطاف، فلم يفعل بناء على كلام للشعراوي في ذلك أيده علماء المملكة. (3)
كتبت عنه عدة كتب منها: الشعراوي رؤية اقتصادية لمحمد أبو الأسعاد، الشعراوي رؤية علمية له أيضا، محاكمة الشعراوي لمحمد الباز، عمائم وخناجر لإبراهيم عيسى، لا ياشيخ شعراوي لمحمد جلال، وغير ذلك.
توفي بمنزله بالهرم الساعة السادسة والنصف يوم الأربعاء الثالث والعشربن من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة وألف بعد معاناة من عدة أمراض عن قرابة التسعين عاما فنعته الأمة الإسلامية والعربية من علماء ومفكرين وأدباء وسياسيين وغيرهم وشيعت جنازته من قريته ودفن بها حسب وصيته.
وأعلنت المشيخة العامة للطرق الصوفية أنه من أصحاب الكرامات وأنه لايقل شأنا عن الأقطاب الكبار في تاريخ الصوفية فتوافد العوام من قريته وماحولها على قبره بالذبح وغيره من الشركيات وطالب البعض بعمل مولد له وتحويل قبره إلى مزار واستنكر هذه الأفعال علماء الأزهر وطالبوا أبناءه بالتصدي لذلك. (4)
تفرغ للتعليم الشفهي إلا أنه قد طبعت له كتب بإذنه وبغير إذنه منقولة من أحاديثه منها:
معجزة القرآن الكريم: ترجم ووزع في معظم أنحاء العالم.
القصص
(1) انظر عكاظ 23/ 2 / 1419 هـ ص: 18.
(2)
انظر الجمهورية 23/ 1419 هـ ص: 5.
(3)
انظر المدينة 27/ 2 / 1419 هـ ص: 16.
(4)
انظر المسلمون 10/ 3 / 1419 هـ ص: 1.